ما هي الأكزيما عند الأطفال؟

التعريف الطبي للأكزيما

الأكزيما، أو ما يُعرف طبيًا بالتهاب الجلد، هي حالة التهابية مزمنة تصيب الجلد، وتتميّز بجفاف شديد، حكة متكررة، واحمرار قد يكون مصحوبًا بتشققات أو إفرازات في الحالات المتقدمة. ووفق توضيحات، فإن الأكزيما عند الأطفال غالبًا ما تكون من النوع التأتبي (atopique)، وترتبط بخلل في وظيفة الحاجز الجلدي واستجابة مناعية غير طبيعية.

صورة توضيحية للاكزيما

صورة توضيحية للاكزيما 

الفرق بين الأكزيما والحساسية والطفح الجلدي

رغم التشابه الظاهري بين هذه الحالات، فإن الأكزيما مرض جلدي مزمن يميل للظهور على شكل نوبات متكررة، بينما تكون الحساسية استجابة مناعية لمادة معيّنة، وغالبًا ما تختفي بزوال السبب. أما الطفح الجلدي فقد يكون مؤقتًا وينتج عن عدوى، حرارة، أو تهيّج موضعي، ولا يحمل بالضرورة طابعًا مزمنًا.

هل الأكزيما معدية؟

الأكزيما ليست مرضًا معديًا على الإطلاق، ولا تنتقل من طفل إلى آخر عبر اللمس أو المشاركة اليومية، وهو أمر تؤكده الهيئات الصحية الدولية بشكل واضح.

للمزيد من المعلومات عن الأكزيما يمكنك قراءة هذا المقال :  10 من أهم الطرق الطبية والطبيعية لعلاج الإكزيما

أسباب الأكزيما عند الأطفال

العامل الوراثي

تلعب الوراثة دورًا محوريًا في الإصابة بالأكزيما، حيث تزداد احتمالية ظهورها لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الأكزيما، الربو، أو حساسية الأنف، بحسب ما توضحه.

ضعف حاجز البشرة

يعاني جلد الطفل المصاب بالأكزيما من ضعف في الحاجز الواقي الطبيعي، ما يؤدي إلى فقدان الرطوبة بسهولة، ويسمح بدخول المهيّجات والجراثيم، وبالتالي تحفيز الالتهاب والحكة.

المحفزات البيئية

تغيّرات الطقس مثل البرودة الشديدة أو الحرارة المرتفعة، انخفاض أو ارتفاع الرطوبة، التعرّق الزائد، وكذلك الملابس الخشنة أو الصوفية، كلها عوامل قد تُفاقم أعراض الأكزيما.

علاقة الطعام بالأكزيما

في بعض الحالات، قد تترافق الأكزيما مع حساسية غذائية، خاصة لدى الرضع، إلا أن الطعام لا يُعد سببًا مباشرًا للأكزيما بحد ذاته. مستشفيات جامعة أكسفورد إلى أن استبعاد الأطعمة يجب أن يتم فقط تحت إشراف طبي، لتجنّب أي نقص غذائي غير ضروري.

أعراض الأكزيما عند الأطفال

جفاف وحكة شديدة

تُعد الحكة المستمرة العرض الأكثر إزعاجًا، وقد تؤدي إلى خدش الجلد، ما يزيد من الالتهاب وخطر العدوى.

احمرار وبقع ملتهبة

تظهر الأكزيما غالبًا على الخدين، فروة الرأس، ثنيات المرفقين والركبتين، وقد يختلف شكلها باختلاف عمر الطفل.

تشقق الجلد

في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، قد يصبح الجلد متشققًا أو نازفًا، خاصة عند غياب الترطيب الكافي.

علامات الالتهاب الشديد

تشمل تورم الجلد، إفرازات صفراء، أو تكوّن قشور، وهي مؤشرات قد تدل على عدوى بكتيرية ثانوية تستوجب التقييم الطبي.

أنواع الأكزيما الشائعة عند الأطفال

الأكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis)

هي الشكل الأكثر شيوعًا عند الأطفال، وترتبط غالبًا بتاريخ عائلي من أمراض الحساسية، وتظهر بنوبات متكررة تختلف شدتها بمرور الوقت.

أكزيما التلامس

تحدث نتيجة تماس الجلد مع مواد مهيّجة مثل بعض المنظفات، العطور، أو المعادن، وتتحسّن عادة بتجنّب العامل المسبب.

أكزيما الحفاظ عند الرضع

تصيب منطقة الحفاض بسبب الرطوبة والاحتكاك، وغالبًا ما تتحسن باستخدام مراهم واقية والحفاظ على جفاف الجلد.

علاج الأكزيما عند الأطفال

العلاج الدوائي

تشمل الخطوط العلاجية استخدام كريمات الكورتيزون الموضعية بتركيزات منخفضة إلى متوسطة حسب شدة الحالة، وتُعد آمنة عند استعمالها تحت إشراف طبي. كما قد تُستخدم مضادات الهيستامين للتخفيف من الحكة الليلية، بينما لا يُنصح عادة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية كعلاج أساسي للأكزيما.

العلاجات الموضعية غير الدوائية

يُعد الترطيب المنتظم حجر الأساس في علاج الأكزيما، باستخدام مرطبات طبية خالية من العطور. كما تُفيد حمامات الترطيب القصيرة بالماء الفاتر، مع استخدام غسول لطيف لا يحتوي على مواد مهيّجة.

العلاجات الحديثة

في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يوصي الطبيب باستخدام مثبطات المناعة الموضعية مثل تاكروليموس، والتي تعمل على تقليل الالتهاب دون الآثار الجانبية للكورتيزون طويل الأمد. وفي حالات نادرة وشديدة، يمكن اللجوء إلى العلاجات البيولوجية، وفق بروتوكولات طبية دقيقة، كما توضحه تقارير منظمة الصحة العالمية حول الأمراض الجلدية الالتهابية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح بزيارة الطبيب حال ظهور أعراض غير معتادة أو أي أعراض جلدية لوضع التشخيص الدقيق وتأكيد الإكزيما.

كما يُنصح بمراجعة الطبيب إذا لم تتحسّن الأعراض رغم الالتزام بالعلاج المنزلي، أو في حال ظهور علامات عدوى، أو إذا أثّرت الأكزيما بشكل واضح على نوم الطفل ونشاطه اليومي. التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة يساعدان على السيطرة على المرض وتقليل نوباته على المدى الطويل.

تبقى الأكزيما عند الأطفال حالة جلدية شائعة يمكن السيطرة عليها بشكل فعّال عند التشخيص المبكر والالتزام بخطة علاجية مناسبة، تجمع بين العناية اليومية بالبشرة، تجنّب المحفزات، والمتابعة الطبية المنتظمة. ورغم توفر العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة الطفل، فإن التعامل مع الأكزيما يجب أن يكون فرديًا ويأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل، شدة الحالة، واستجابته للعلاج.

تنويه طبي مهم : جميع المعلومات الواردة في هذا المقال مقدّمة لاغراض تثقيفية وإعلامية فقط، ولا تُغني بأي شكل من الأشكال عن الاستشارة الطبية المتخصصة. يُنصح دائمًا بزيارة الطبيب أو طبيب الجلدية لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج مناسبة لكل طفل، خاصة عند تفاقم الأعراض أو عدم تحسّنها مع العناية المنزلية.