التهاب الثدي بالفطريات هو إصابة حلمة الثدي والقنوات اللبنية بعدوى القلاع أو فطريات المبيضات البيض (albicans candida)؛ إذ تمثل الرضاعة الطبيعية بيئة مثالية لهاته الفطريات، فهي تعيش في الأماكن الدافئة والرطبة والتي تحتوي على السكر.
ويعدّ فم الطفل بيئة مثالية لها أثناء الرضاعة الطبيعية، وتنتقل عدوى القلاع إلى حلمتي الثديين، وتسهل مهمتها في حال وجود تشققات في الحلمة، مما ينتج عنه ألم حاد في الثدي مع تهيج، وحكة، وحرقة واحمرار في الحلمة، ويشاهد عادة لدى المرضعات، إلا أنه قد يشاهد عند السيدات غير المرضعات وعند الرجال أيضا!
أعراض فطريات الثدي:
من الممكن الإصابة بالفطريات دون أي أعراض أو علامات وتبدو الحلمات طبيعية، ومن الممكن ظهور ما يلي:
عند الأم:
- 1. آلام حادة وإحساس بوخزات شديدة متموقعة بالثدي ومنتشرة حوله (عند إصابة القنوات اللبنية) تستمر طوال الرضاعة، ولا تتحسن مع تصحيح وضعية الرضيع أثناء الرضاعة، وتسوء أكثر بعد نهاية الرضعة.
- 2. ألم مفاجئ في الحلمة يظهر بعد مرور فترة على رضاعة طبيعية دون مشاكل، وغالباً ما يشتدّ الألم أكثر كلما أرضعت الأم طفلها، وقد يستمر لمدة ساعة بعد الرضاعة.
- 3. تشقق الحلمتين الذي لا يلتئم رغم نجاح الرضيع بوضع الثدي في فمه بإحكام.
- 4. الحلمة الوردية أو الحمراء واللامعة أو المتقشرة والتي قد تحتوي على أجزاء بيضاء بين طيّات جلدها.
- 5. إصابة الحلمتين بالحكة والحرقة.
- 6. آلام في الثدي أو الحلمة عند استخدام جهاز شفط الحليب ولو بشكل صحيح.
- 7. التهابات مهبلية بالفطريات.
عند الرضيع:
- 1. بقع بيضاء كريمية أو بقع على اللسان أو اللثة أو سقف الفم أو أعلى جدار الخدين، لا تزول بالمسح.
- 2. عدم استقرار الطفل وحركيته المفرطة أثناء الرضاعة.
- 3. تموضع غشاء أبيض على الشفاه.
- 4. التهابات جلدية مكان الحفاظ لا تستجيب لمراهم الالتهابات المعتادة.
الأسباب والعوامل المؤدية إلى الإصابة بفطريات الثدي:
- 1. إصابة الأم بالفطريات إما أثناء الحمل أو قبلها بفترة قصيرة، وكذلك الأمهات اللاتي يعانين من تكرار الالتهابات المهبلية الفطرية بشكل عام.
- 2. تناول الأم للمضادات الحيوية أثناء الحمل أو الولادة (دائما توصف بعد الولادة القيصرية) أو خلال فترة الرضاعة (علاج التهاب الثدي الجرثومي) لفترات طويلة أو تكرار تناولها بفترات متقاربة.
- 3. تناول الرضيع للمضادات الحيوية.
- 4. استخدام الأم أو الرضيع للكورتيزونات لفترات طويلة أو تكرار تناولها بفترات متقاربة.
- 5. وجود تشققات في حلمة الثدي.
- 6. وضع الكمادات المبللة على الحلمات لفترة طويلة.
- 7. استخدام واقيات الحلمات البلاستيكية التي تمنع دخول الهواء.
- 8. إفراط الأم بتناول الحلويات والسكريات الصناعية.
- 9. استعمال حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون.
- 10. التوتر المستمر وعدم الحصول على قدر كاف من الراحة.
- 11. التدخين، لكونه يضعف مناعة الأم.
- 12. إصابة الأم بداء السكري أو بفقر الدم.
- 13. انعدام أو إهمال شروط النظافة وعدم تغيير الملابس وغسلها بانتظام.
الفحوصات اللازمة أو الاستشارة الطبية:
تشخيص إصابة الأم أو الرضيع لا يتطلب أية تحليلات طبية أو فحوصات خاصة؛ فهو تشخيص إكلينيكي ينبني على البحث على توفر عوامل مسببة لظهور الفطريات بالأم أو الرضيع، إضافة لتوفر أعراض تتماشى مع أعراض الإصابة بالفطريات.
يقرر الطبيب المعالج البدء في العلاج فورا، فإذا بدأت الأم أو الرضيع أو كلاهما في الاستجابة للعلاج والتحسن، يكون بذلك قد تم التأكد من التشخيص.
علاج فطريات الثدي:
لا يقتصر العلاج على الأم فقط بل الرضيع أيضا؛ وذلك بوضع مرهم مضاد للفطريات على الحلمتين وداخل فم الرضيع، وتستمر الأم على وضع المرهم طوال الفترة التي يحددها الطبيب حتى وإن اختفت الأعراض على الرضيع.
يتوقع أن تخف آلام الفطريات والأعراض الأخرى المصاحبة بعد بضعة أيام من بداية العلاج فإن لم يحدث ذلك، وجب مراجعة الطبيب مرة أخرى.
بالموازاة مع استعمال الدواء، يجب اتباع الخطوات التالية خلال فترة العلاج:
- غسل اليدين بعناية بعد تغيير الحفاضات.
- غسل وتعقيم الدمى والألعاب والرضاعات التي يضعها الطفل في فمه.
- غسل حمالات الصدر عند درجة حرارة عالية.
- تغيير الوسائد والمناشف المستخدمة لتطهير الثدي بشكل متكرر.
- إذا قامت الأم بضخ الحليب أثناء التهاب الثدي، فإنه يجب تقديمه للرضيع خلال فترة العلاج أو التخلص منه وتجنب تجميده واستخدامه لاحقا، فهذا يعني عودة العدوى مرة أخرى بعد إكمال فترة العلاج.
طرق الوقاية من ظهور فطريات الثدي مرة أخرى:
- غسل اليدين دائما ولكن ليس بصابون مضاد للبكتيريا؛ لأنه يقتل البكتيريا النافعة التي تساعد على مقاومة الفطريات.
- التخلص من المناديل الورقية بعد كل استعمال، وألا تستخدم إلا للتجفيف وليس في التغطية.
- تغيير الملابس الداخلية ومشدات الثديين المبللة وعدم ارتدائها مرة أخري إلا بعد غسلها.
- تجفيف الملابس تحت الشمس، لأن الأشعة الفوق بنفسجية تقتل الفطريات بكفاءة.
- اعتماد نظام غذائي متوازن وخال من السكريات والمواد الحافظة.
- الرفع من مناعة الأم بالحرص على تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية إذا استدعت الحالة.
- التركيز على الهدوء والسكينة الداخلية والتحكم بمسببات التوتر.
- عدم تجميد لبن الثدي خلال العلاج، لأن الفطريات يقل نشاطها بالتجمد ولكن لا تقتل. وإذا تم إعطاء اللبن المجمد للرضيع بعد العلاج ستعود الإصابة بالفطريات.