ما هو الشلل الرعاش (مرض باركنسون) ؟

مرض باركنسون أو الشلل الرعاش هو اضطراب تنكسي عصبي يتسبب في تلف أجزاء الدماغ مع مرور الوقت، وذلك نتيجة التأثير على وظيفة الخلايا المنتجة للدوبامين في إحدى مناطق الدماغ المعروفة بالمادة السوداء.

عند الإصابة بمرض باركنسون تبدأ خلايا المادة السوداء في التلف والموت، وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الدوبامين الضرورية للتحكم في العضلات والتوازن والحركة. يؤدي عدم التوازن هذا إلى التأثير على الحواس والحركة.

أسباب الشلل الرعاش 

يعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالشلل الرعاش غير معروف، لكن، هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد تحفز الإصابة به، وتشمل: 

1. الأسباب الوراثية

يمكن أن ينتقل مرض باركنسون عبر الجينات، بسبب الطفرات الجينية المرتبطة بالشلل الرعاش، وعلى الرغم من أنها حالة نادرة إلا أن الدراسات التي أجريت على الحمض النووي للأشخاص المصابين بالشلل الرعاش أثبت أن الجينات تمثل 10 إلى15% من جميع حالات مرض باركنسون. 

2. العوامل البيئية 

يمكن أن تحفز العوامل البيئية من خطر إصابة الشخص بمرض باركنسون، وتشمل هذه العوامل التعرض للمبيدات الحشرية، والمبيدات العشبية المستخدمة في الزراعة والتلوث الصناعي.

2. التنكس العصبي

يمكن أن تتسبب الأمراض المسؤولة عن موت الخلايا العصبية في تحفيز الإصابة بمرض باركنسون، وتشمل هذه الأمراض:

  • ضعف الخلايا العصبية في الدماغ

تحدث الإصابة بمرض باركنسون نتيجة تلف أو موت الخلايا العصبية في إحدى مناطق الدماغ، ويؤدي موت هذه الخلايا إلى قلة إنتاج الدوبامين الضروري للتحكم في الحركة.

  • تلف النهايات العصبية

يؤدي تلف أو فقدان النهايات العصبية إلى قلة إنتاج النورإبينفرين وهو ناقل كيميائي ضروري في الجهاز العصبي المتحكم في معدل دقات القلب وضغط الدم. وترتبط قلة إنتاج هذا الناقل الكيميائي في التسبب في العديد من أعراض مرض باركنسون خاصة على مستوى الجهاز الهضمي وصحة القلب.

  • وجود جسيمات ليوي

لاحظ الخبراء احتواء خلايا دماغ الأشخاص المصابين بالشلل الرعاش على جسيمات ليوي، وهي كتل غير طبيعية من بروتين ألفا سينوكلين الموجود في الدماغ.

أعراض الشلل الرعاش   

يبدأ ظهور أعراض الشلل الرعاش بشكل تدريجي، ومما يميزها أنها تزداد سوءا مع مرور الوقت والتي تكون عقلية وسلوكية أو ما يعرف بالأعراض الحركية والأعراض غير الحركية، وتشمل: 

1. بطء الحركة

ينتج بطء الحركة في مرض باركنسون عن تلف خلايا الدماغ المؤدية إلى صعوبة التحكم في العضلات.

2. الرعاش

يمكن أن يشعر المصاب بالرعاش أو الاهتزاز اللاإرادي لعضلات اليدين والأصابع مثلا حتى مع عدم استخدام العضلات.

3. تصلب العضلات

يواجه مرضى باركنسون تصلبا لا تتحرك معه عضلات الجسم حتى مع تحريك جزء من الجسم.

4. عدم القدرة على الوقوف بشكل مستقر

ينتج عن بطء الحركة وتصلب العضلات عدم القدرة على التحكم في الجسم عند الوقوف أو المشي، كما ينتج عنهما المشي بطريقة منحنية مع خطوات أقصر من المعتاد ثم عدم القدرة على الاستدارة بشكل طبيعي وسريع.

5. ضعف التحكم في عضلات الوجه

ينتج عن ضعف التحكم في عضلات الوجه الرمش أقل من المعتاد، وسيلان اللعاب، وتعابير الوجه التي لا تتغير. بالإضافة إلى صعوبة البلع ورقة الصوت.

6. أعراض نفسية ومعرفية

تعرف الأعراض النفسية والمعرفية بالأعراض غير الحركية، وتشمل:

مراحل الشلل الرعاش

تمكن معرفة مراحل الشلل الرعاش من تتبع تطور أعراض المرض لدى المصابين، وتشمل هذه المراحل:

أولا: المرحلة المبكرة 

تشير المرحلة المبكرة أو المرحلة الأولى من مرض الشلل الرعاش إلى عدم المعاناة من أعراض المرض أو تأثيرها على نمط الحياة اليومي للشخص، كما قد تظهر بعض الأعراض في جانب واحد من الجسم دون الجسم بأكمله.

ثانيا: المرحلة المتوسطة

تشير المرحلة المتوسطة من المرض أو المرحلة الثانية والثالثة من مرض باركنسون إلى المعاناة من أعراض تؤثر على النشاط اليومي للشخص، كتصلب العضلات والارتعاش، والارتجاف وتغير تعابير الوجه، ثم بطء الحركة وفقدان القدرة على التوازن، التي تجعل الشخص عرضة للسقوط نتيجة عدم قدرته على التحكم في جسمه. 

ثالثا: المرحلة المتأخرة

تشير المرحلة المتأخرة أو المرحلة الرابعة والخامسة من الشلل الرعاش إلى فقدان القدرة على الوقوف دون مساعدة، مع البطء الشديد لحركة العضلات. كما قد تبدأ أعراض الهلوسة والأوهام في الظهور لدى بعض المرضى. 

هل الشلل الرعاش مرض خطير؟ 

يمكن أن يصبح الشلل الرعاش مرضا خطيرا إذا لم يستجب المرضى للعلاج في وقت مبكر من الإصابة بالمرض، حينها يصبح المريض في معاناة من إعاقة شديدة تجعله في حاجة لمساعدة دائمة للأشخاص من حوله كما قد تؤثر على صحته وتجعله عرض للعدوى والمرض، كالسقوط أو الإصابة بجلطة دموية أو التهابات الرئة أو انسداد الرئتين، وهي مضاعفات قد تكون مميتة للشخص المريض.

علاج الشلل الرعاش 

ليس هناك علاج فعال للشلل الرعاش، وتختلف طرق علاجه حسب تطور الأعراض لدى الشخص، وتستخدم لعلاج الأعراض الأدوية والجراحة، إليك أهم هذه الأدوية وطرق العلاج الجراحي.

  • أدوية لزيادة مستويات الدوبامين

يساعد تناول أدوية مرض بارنكسون لتحسين اضطرابات الحركة، من خلال زيادة مستويات الدوبامين المساعدة على نقل الرسائل بين أجزاء الدماغ والخلايا العصبية التي تتحكم في القدرة على الحركة.

  • ناهضات الدوبامين

تؤدي ناهضات الدوبامين دورا مماثلا للدوبامين في الدماغ، لكن تأثيرها أكثر اعتدالا من أنواع الأدوية الأخرى.

  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين 

تعمل هذه المثبطات على منه تأثير المواد أو الإنزيمات الكاسرة للدوبامين، وهو ما يحفز ارتفاع مستويات الدوبامين في الجسم.

  • الجراحة

يُلجأ إلى العلاج الجراحي لتخفيف أعراض المرض لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا للأدوية أو تغييرات نمط الحياة، ويشمل العلاج الجراحي التحفيز العميق للدماغ، وذلك من خلال زرع تحت الجلد وإدخاله في مناطق محددة من الدماغ. ينتج هذا الجهاز تيارا كهربائيا ويحفز الجزء من الدماغ المصاب بالشلل الرعاش.

أسئلة شائعة قد تهمك

هل المشي مفيد لمرضى باركنسون؟

من ضمن أعراض مرض باركنسون فقدان القدرة على التوازن وإيجاد صعوبة في المشي، لذلك، ينصح بالتعود على تمارين الإطالة والتمارين الخفيفة للمساعدة على المشي دون التعرض لخطر السقوط، من خلال تجنب حمل الأشياء والمشي بخطوات صغيرة مع الانتباه إلى وضع القدم عند الوقوف وعدم التحرك بسرعة لتفادي فقدان السيطرة على وضعية الجسم. 

كيف ينام مريض الباركنسون؟

يعاني مريض الباركنسون من القدرة على النوم، حيث يكون عرضة للعديد من اضطرابات النوم كالنوم المتقطع، والاستيقاظ المتكرر ليلا أو النعاس المفرط في النهار، وتؤثر العديد من الأعراض في القدرة على النوم مثل عدم القدرة على الحركة أو تغيير وضعية النوم أو الإحساس بالآلام الشديدة أو المعاناة من اضطرابات المثانة والأمعاء.

ولتفادي اضطرابات النوم لدى مريض الباركنسون يُنصح باتباع التعليمات التالية:

  • عدم شرب الكافيين قبل النوم.
  • عدم التدخين قبل النوم أو عند الاستيقاظ ليلا.
  • الحرص على الاسترخاء قبل النوم.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية الشديدة قبل النوم.
  • تجنب درجات الحرارة شديدة البرودة أو شديدة الحرارة عند الرغبة في النوم.