ما هو انخفاض ضغط الدم

لكي يكون ضغط الدم طبيعيا، يجب أن يكون  120/80 ملم زئبق (انقباضي / انبساطي). وحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يعاني الشخص من انخفاض ضغط الدم عندما يكون لديه أقل من 90/60 مم زئبق. 

الكثير من الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض انخفاض ضغط الدم، لكنه في بعض الأحيان يكون مهددا للحياة ويحتاج إلى علاج. 

قد يعتبر الانخفاض في ضغط الدم مؤشرا على أن قلبك ودماغك وباقي أعضائك الحيوية لا تحصل على ما يكفي من تدفق الدم، وبالتالي تصبح معرضا لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

من أجل قراءة ضغط الدم، ستجد على الشاشة رقمين، الرقم العلوي هو مقياس الضغط الانقباضي، أي مقياس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب ويملؤها بالدم. أما الرقم الثاني، فيشير إلى الضغط الانبساطي، أي عندما يرتاح القلب بين الضربات.

أعراض انخفاض ضغط الدم

تظهر أعراض انخفاض ضغط الدم على شكل ارتباك، دوخة، إغماء، الشعور بالتعب أو الضعف، رؤية ضبابية، صداع الرأس، آلام الرقبة أو الظهر، غثيان، وخفقان القلب، أو رفرفة القلب. وذلك وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

أسباب لانخفاض ضغط الدم

يختلف معدل ضغط الدم على مدار اليوم، بالإضافة لعدة عوامل، من بينها وضعية الجسم، التنفس، الطعام والشراب، تناول أدوية معينة، الحالة الجسدية والنفسية للشخص. فيما يلي أسباب انخفاض ضغط الدم: 

انخفاض ضغط الدم بسبب حالات مَرضية

تؤدي حالات القلب والصمامات، مثل النوبة القلبية واعتلال صمامات القلب وانخفاض معدل ضربات القلب إلى انخفاض ضغط الدم.

بالإضافة إلى الأمراض المرتبطة بالاضطرابات الهرمونية، والحالات التي تؤثر على الغدد الكظرية أو الجار درقية، وداء السكري.

انخفاض ضغط الدم بسبب التغذية

يؤدي عدم شرب الكميات الكافية من السوائل خلال اليوم إلى الجفاف، وبالتالي انخفاض مقدار الدم في الجسم، مما ينتج هبوطا في ضغط الدم. 

كما يؤثر النظام الغذائي الذي لا يتوفر على العناصر الغذائية الكافية، من فيتامين B-12 وحمض الفوليك والحديد، على قدرة الجسم في إنتاج خلايا الدم الحمراء، أي ما يسمى فقر الدم، وبالتالي حدوث هبوط ضغط الدم.

انخفاض ضغط الدم بسبب الحمل 

تطرأ على جسم المرأة خلال فترة الحمل عدة تغيرات، من بينها تمدد الأوعية الدموية بسرعة. مما يؤدي إلى هبوط ضغط الدم، وذلك خلال أول 24 أسبوعًا من الحمل، لكي يعود ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية بعد الولادة. 

انخفاض ضغط الدم بسبب الأدوية

يحدث هبوط ضغط الدم بسبب الأدوية التالية: 

  • مدرَّات البول.
  • حاصرات ألفا.
  • حاصرات بيتا.
  • أدوية مرض باركنسون.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  • أدوية ضعف الانتصاب.

انخفاض ضغط الدم بسبب العمر

يصاب البالغين الذين تجاوزت أعمارهم  65 عامًا بالانخفاض في ضغط الدم عند الوقوف أو بعد تناول الطعام، على خلاف انخفاض ضغط الدم العصبي الذي يصيب البالغين الأصغر سنًا.

أنواع انخفاض ضغط الدم

يتم التفرقة بين أنواع انخفاض ضغط الدم وفقا لوقت حدوثه وأسبابه: 

انخفاض ضغط الدم الانتصابي 

انخفاض ضغط الدم الانتصابي هو الشكل الأكثر شيوعًا للانخفاض في ضغط الدم، ويحدث هذا النوع عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف، خلال محاولة الجسم التكيف مع الوضع المتغير. 

كما يمكن لبعض الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي أن تسبب هذا النوع من هبوط ضغط الدم، مثل مرض باركنسون ومرض السكري.

انخفاض ضغط الدم بعد الأكل

يعتبر انخفاض ضغط الدم بعد الأكل أكثر شيوعًا بين كبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم أو بأمراض الجهاز العصبي اللاإرادية. يحدث بعد تناول الطعام بحوالي ساعة أو ساعتين. 

انخفاض ضغط الدم بوساطة عصبية

يحدث انخفاض ضغط الدم بوساطة عصبية عندما يحدث تفاعل غير طبيعي بين القلب والدماغ، ويصيب الأطفال والبالغين الأصغر سنا. 

المضاعفات

إذا كنت مصابا بانخفاض الضغط الدم الغير معالج، فقد تعاني من المضاعفات المحتملة التالية: 

  • الدوخة والإغماء.
  • السقوط والإصابة.
  • الضعف.
  • انخفاض مستويات الأكسجين بالجسم بسبب انخفاض ضغط الدم الحاد. 
  • تعطل الأعضاء الحيوية لعدم تلقيها ما يكفي من الدم للعمل بشكل صحيح، وهو ما يسمى بالصدمة. وتشمل أعراضها برود الجلد، تسارع ضربات القلب والتنفس. 
  • حدوث ضرر بالقلب والدماغ.

تشخيص انخفاض ضغط الدم

يتم تشخيص انخفاض ضغط الدم من خلال فحوصات بدنية وأسئلة حول التاريخ المَرضي، بالاضافة إلى بعض الاختبارات لتحديد سبب هبوط ضغط الدم، من بينها:

فحوصات الدم

تساعد هذه الاختبارات في تشخيص فرط سكر الدم أو داء السكري، أو فقر الدم، وكلها حالات من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

تخطيط كهربية القلب

يقيس تخطيط كهربية القلب النشاط الكهربائي للقلب، للتعرف على مدى سرعة نبض القلب أو بطئه. يتم استخدام هذا الفحص لتشخيص النوبات القلبية الحالية أو السابقة.

اختبار الطاولة المائلة

يتم إجراء هذا الاختبار لتقييم طريقة تفاعل الجسم مع تغيير الوضعية، من خلال الاستلقاء على طاولة مائلة ورفع الجزء العلوي من الجسم بشكل يحاكي الحركة من الوضع الأفقي إلى وضع الوقوف. ثم يقوم الطبيب براقَب معدل ضربات القلب وضغط الدم خلال الاختبار.

علاج  انخفاض ضغط الدم

يتم وصف علاج انخفاض ضغط الدم من طرف الطبيب المعالج بناء على السبب، فقد يقترح عليك تغيير الأدوية التي تتناولها أو تعديل جرعاتها إذا كان هذا هو السبب، كما قد يصف لك الجوارب الداعمة لمساعدتك على تحسين دورتك الدموية وزيادة ضغط الدم، ونادرًا ما تكون هناك حاجة لوصف دواء يزيد ضغط الدم، فقط تغيير نمط الحياة ومعالجة السبب الرئيسي تكون كافية وفعالة. 

اتباع نمط حياة صحي

الحفاظ على الرطوبة: أي شرب الكثير من السوائل خصوصا الماء لتجنب انخفاض ضغط الدم الناتج عن الجفاف. ويعد تجنب الجفاف أمرا هاما أثناء التمرين و في الأماكن الحارة.

قد ينصحك الطبيب في بعض الحالات بزيادة تناول الإلكتروليت للمساعدة في الحفاظ على اعتدال ضغط الدم.

حافظ على نظام غذائي مناسب: إذا كنت تعاني من هبوط ضغط الدم بعد تناول الوجبات، فقد يقترح عليك الطبيب تناول وجبات صغيرة الحجم ومتنوعة على مدار اليوم، بالاضافة إلى تجنب الوقوف بسرعة بعد الأكل.

تحكم في المحفزات العاطفية والتوتر: إذا كنت تتأثر بالخوف الشديد أو أي محفزات عاطفية مما يؤدي بك لانخفاض ضغط الدم، فقم بالتخطيط المسبق والحصول على الدعم لتجنب هذه المواقف وفي حالة شعورك بالدوار أو التوعك.

إذا كنت تصاب بهبوط ضغط الدم عند الوقوف لمدة طويلة، حاول أن تثني عضلات ساقيك وأن تتحرك من حين لآخر، أو قم بأخذ قسط من الراحة للجلوس.

غير وضعيتك ببطء: بدلًا من الوقوف بسرعة، قم بذلك بحركة بطيئة وتنفس ببطء وعمق للحفاظ على ارتفاع ضغط الدم.

علاج الأسباب الصحية الكامنة: 

في بعض الحالات قد تكون هناك أسباب صحية أو أمراض كامنة تسبب هبوط ضغط الدم، ومن أجل علاجه يجب علاج هذه الأسباب، وذلك من خلال:

وصف علاج دوائي للأمراض الكامنة: قد يصف الطبيب أدوية لحالات مثل أمراض القلب، أو السكري، أو العدوى.

وصف أدوية لرفع ضغط الدم: في بعض الحالات يصف الطبيب أدوية يومية لرفع ضغط الدم، وذلك في حالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي الشديد الذي لا تساعد فيه العلاجات الأخرى.

طرق الوقاية من انخفاض ضغط الدم

هناك عدة طرق للوقاية من انخفاض ضغط الدم، من بينها شرب المزيد من الماء وتجنب الكحول، التحرك برفق من وضعية الاستلقاء أو القرفصاء إلى وضعية الوقوف، عدم ثني الساقين متقاطعتين عند الجلوس.

في حال بدت عليك أعراض هبوط ضغط الدم خلال الوقوف، قم بوضع قدم واحدة على حافة أو كرسي وانحني إلى الأمام قدر الإمكان، وذلك من أجل تشجيع تدفق الدم من الساقين إلى القلب.

احرص على وضع هدف 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل كل يوم، لكن مع الحذر في الأجواء الحارة والرطبة. 

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا تجربتك مع هبوط ضغط الدم، وما هي طرق الوقاية التي تعتمدها. شارك المقال!