ما هو الصرع الصامت؟

الصرع الصامت (Absence seizures) هو نوبة تحدث في الغالب عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 14 عامًا، وتؤدي إلى التحديق في الفضاء لبضع ثوان مع توقف الحركة، ثم استئناف النشاط الطبيعي دون الإدراك أو الإحساس بحدوث النوبة، يمكن أن تعيق نوبات الصرع الصامت التعلم وتؤثر على التركيز الدراسي، وهو ما يتطلب العلاج الفوري.

قد تتكرر نوبات الصرع الصامت من 10 إلى أكثر من 30 مرة في اليوم، ويمكن أن يعاني بعض الأطفال  النوبات متعددة يوميًا.

اقرأ أيضا: الصرع: مرض نفسي أم اضطراب عصبي؟

أسباب الصرع الصامت

تحدث نوبات الصرع الصامت بسبب فرط نشاط الدماغ، إذ تتواصل الخلايا العصبية في الدماغ مع بعضها البعض عن طريق إطلاق إشارات كهربائية صغيرة، فأثناء حدوث نوبات الصرع الصامت تتغير مستويات الناقلات العصبية، وهي الناقلات الكيميائية التي تساعد خلايا الدماغ على التواصل.

وحسب بعض الدراسات فإن عامل الوراثة والجينات يلعب دورًا في جميع أنواع الصرع، بما في ذلك النوبات المصحوبة بغيبة (الصرع الصامت). 

تستمر نوبات الصرع الصامت في المتوسط ​​من 5 إلى 15 ثانية، بعد ذلك يستأنف الطفل المصاب نشاطه الطبيعي وقد لا يكون على دراية بحدوث النوبة.

ترتبط المشكلات المتعلقة بنوع آخر من القنوات الأيونية، تسمى قناة الكالسيوم، أيضًا بنوبات الصرع الصامت عند الأطفال، إذ تنقل قنوات الكالسيوم (أيونات الكالسيوم) إلى الخلايا، حيث تساعد هذه القنوات في التحكم في إطلاق النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية تنقل الإشارات من خلية عصبية إلى أخرى.

وتشير بعض الدراسات أن نوبات الصرع تحدث في كثير من الأحيان عند الفتيات أكثر من الأولاد.

اقرأ أيضا:الصرع وأمراض الأطفال. آش قال الطبيب يستضيف أ. عبد الإله المدني ليتحدث عن هذه الأمراض وعلاجها

وقد تشمل بعض محفزات الصرع الصامت مايلي:

  • قلة النوم.
  • التوتر العاطفي أو القلق 
  • عدم تناول الأدوية الموصى بها في حالات الصرع
  • الأصوات الصاخبة، الأضواء الساطعة، وضوء الشمس الساطع
  • استخدام الأدوية التي تزيد من احتمالية حدوث النوبات ، مثل أيزونيازيد (دواء يستخدم لعلاج السل)
  • استخدام الكحول أو المخدرات الأخرى

 أعراض الصرع الصامت عند الأطفال

تبدأ نوبات الصرع الصامت عادةً ما بين 4 و 7 سنوات، وتشمل علاماتها وأعراضها ما يلي:

  •  توقف الحركة بشكل مفاجئ.
  • حركات اهتزاز في الذراعين والساقين.
  • التحديق المستمر في الفراغ.
  • الغمغمة أو صعوبة الكلام.
  • فرك الأصابع.
  • المضغ، حتى لو لم يكن هناك شيء في الفم.
  •  ترفرف الجفون.
  • تحريك العينين مع الرمش المتكرر والسريع.
  • عض الشفاه.
  • ايماءة الرأس إلى الأمام أو الخلف.

وتتضمن الأعراض التي قد تحدث بعد نوبة الصرع الصامت الآتي:

  • الصداع.
  • التشوش الذهني.
  • التعب والإرهاق.
  • الخوف أو التوتر.

إذا رأيت طفلك يحدق في مكان واحد، فيمكنك الوقوف أمامه ولمسه لمعرفة ما إذا كان سيستجيب، يساعد هذا في تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من نوبة أو ما إذا كان فقط مشتت الانتباه.

تشخيص الصرع الصامت عند الأطفال

عند الاشتباه في ظهور أعراض الصرع الصامت عند الطفل، يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للتحقق من ما إذا كان طفلك مصابا، ثم تحديد العلاج المناسب.

وتشمل اختبارات تشخيص الصرع الصامت ما يلي:

1. تحاليل الدم والبول 

يعمل هذا النوع من الاختبار على التحقق من عدم وجود عدوى أو حالات مرضية أخرى.

2. تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalogram – EEG) 

 يقيس هذا الاختبار موجات النشاط الكهربائي في الدماغ، حيث يسجل جهاز مخطط كهربية الدماغ النشاط الكهربائي للدماغ كسلسلة من التماثيل تسمى آثار؛ كل أثر يتوافق مع منطقة مختلفة من الدماغ. 

تُستخدم القياسات التي يقدمها مخطط كهربية الدماغ لتأكيد أو استبعاد الحالات المختلفة ، بما في ذلك:

  • الصرع
  • أورام المخ
  • اضطرابات النوم
  • التهاب الدماغ
  • السكتة الدماغية
  • اعتلال الدماغ (مرض يسبب خللًا وظيفيًا في الدماغ)

3. التصوير بالرنين المغناطيسي  (MRI)

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) هو أداة تشخيصية تحدد التغيرات الهيكلية في الدماغ التي قد تسبب النوبات أو ترتبط بالصرع، قد يعاني بعض الأشخاص من الصرع بسبب تلف أو مشاكل أخرى في الدماغ، لذلك يعمل فحص  التصوير بالرنين المغناطيسي على التحقق من ذلك.

كما يمكن اعتماد التصوير المقطعي بالإصدار البوزتروني (Positron emission tomography – PET)؛ للحصول على صورة أدق للدماغ، والاختبارات الجينية للمساعدة في تحديد الجينات المسؤولة عن الحالة.

هل يشفى الأطفال من الصرع الصامت؟

لا يوجد علاج نهائي للصرع، لكن يمكن للكشف المبكر أن يحدث فارقًا كبيرًا، إذ يمكن السيطرة على النوبات الصرعية بالأدوية، حيث يستجيب ما لا يقل عن 2 من كل 3 أطفال مصابين بـالصرع الصامت للعلاج، وتختفي النوبات غالبا في منتصف مرحلة المراهقة، وقد تستمر مشاكل الانتباه على الرغم من السيطرة على النوبات بالأدوية، مما قد يتسبب في نوبات التوتر الرمعية؛ وهي نوبات قصيرة تشبه الصدمات والتشنجات التي تحدث على مستوى العضلات، وتستمر هذه الأخيرة من ثانية إلى ثانيتين.