ما هو الصرع الصغير؟ 

يحدث التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ  من خلال إطلاق إشارات كهربائية، تصبح هذه الإشارات مع الصرع الصغير (Petit Mal Seizures) أو ما يُعرف بالنوبات المصحوبة بغيبة (Absence Epilepsy) غير طبيعية وتؤثر على كلا جانبي الدماغ مما يحدث نشاطا غير طبيعي في الدماغ بأكمله، بحيث تبدأ بشكل مفاجئ وتؤثر على وعي الشخص بما حوله، مسببة أعراضا تستمر ما بين 10 و30 ثانية.

أعراض الصرع الصغير 

عادة ما تحدث النوبات المصحوبة بغيبة جنبا إلى جنب مع أنواع أخرى من النوبات المسببة لارتعاش العضلات، والاتهزاز، لكن، تختلف أعراض الصرع الصغير ومدة حدوثها حسب نوع النوبات المصحوبة بغيبة التي قد يصاب بها الشخص، وتشمل:

1. نوبات الصرع الصغير النمطية

تعتبر هذه النوبات الأكثر شيوعا، قد لا يلاحظها المقربون من الشخص المصاب لأنها تستمر لمدة أقل من 10 ثوان، وتشمل أعراضها: 

  • توقف الشخص فجأة عن كل نشاط. 
  • التحديق للأعلى.
  • انقلاب العيوب لأعلى.
  • ارتجاف الجفون. 

2. نوبات الصرع الصغير غير النمطية

عادة ما يستمر هذا النوع من النوبات لمدة أطول تصل إلى 20 ثانية أو أكثر، وتشمل أعراضها:

  • التحديق في الأعلى.
  • توتر العضلات والقدرة على الحركة.
  • رمش العين أو رفرفة الجفون مرات متعددة. 
  • فرك الأصابع معا أو فعل حركات أخرى باليدين.
  • الميل إلى الأمام أو الخلف.
  • التوقف فجأة عن الحركة.

اقرأ أيضا: ما هو الصرع الصامت عند الأطفال؟ وما هي أعراضه؟

أسباب الصرع الصغير 

يرجع سبب الصرع الصغير أو النوبات المصحوبة بغيبة إلى التغيرات غير الطبيعية التي تؤثر على نشاط الدماغ، خاصة أن الجسم يعتمد في حركاته على الإشارات الكهربائية والكيميائية التي ترسلها الخلايا العصبية في الدماغ إلى أعضاء الجسم، ويمكن أن تطرأ هذه التغيرات التي تطرأ على الناقلات العصبية الكيميائية التي تحفز الدماغ على التواصل. من غير المعروف السبب المباشر لحدوث هذه التغيرات، لكن، يعتقد الخبراء أن سبب الإصابة بالصرع مرتبط الطفرات الجينية تؤدي دورا أساسيا في حدوث النوبات، وتحديدا التغيرات الجينية التي تطرأ على القنوات الأيونية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية.

مضاعفات الصرع الصغير 

عادة ما تستمر نوبات الصرع لبضع ثوانٍ قبل أن يتعافى منها الشخص، والتي قد يتكرر معدل الإصابة به بحوالي 50 إلى 100 نوبة في اليوم. وعلى الرغم من أنها تحدث بشكل متواتر إلا أنها لا تسبب أي ضرر جسدي، كما أنها لا تسبب أي تلف على مستوى الدماغ.

ولأن الشخص المصاب بالنوبة لا يتذكر الأعراض التي صاحبت تعرضه للنوبة أو مدة إصابته به، عادة ما ترتبط مضاعفات الإصابة بالصرع أو النوبات المصحوبة بالغيبة، باحتمال سقوط الشخص سقوط أو تعرضه للإصابة أو الغرق أو التعرض لحوادث السير.

كيف يتم التشخيص؟ 

لتشخيص الإصابة بالصرع الصغير يلجأ عادة إلى فحصين أساسيين وهما:

1. التصوير بالرنين المغناطيسي  

يعمل هذا الفصح على إجراء مسح للأوعية الدماغية والمناطق التي يحتمل تكون الأورام فيها، والتي قد تسبب الصرع أيضا، من خلال ماسح ضوئي للكشف عن وجود أي ورم أو تلف أو تندب في الدماغ.

2. تخطيط كهربية الدماغ (EEG) 

يقيس جهاز تخطيط كهربية الدماغ موجات الدماغ للكشف عن التغيرات التي تطرأ على وظائف الخلايا العصبية للدماغ، بحثا عن الأنشطة الكهربائية غير العادية المميزة لمرضى الصرع، وذلك من خلال وضع مستشعرات على فروة الرأس لتسجيل الإشارات الكهربائية الناتجة عن التواصل بين خلايا الدماغ، والتأكد مما إذا كانت عادية أو غير نمطية.

اقرأ أيضا: الصرع: مرض نفسي أم اضطراب عصبي؟

طرق العلاج 

على الرغم من أن الصرع الصغير يكون شائعا في مرحلة الطفولة، إلا أنه قليلا ما يستمر حتى مرحلة البلوغ، لذلك، يمكن للنوبات المصحوبة بغيبة أن تصبح أقل تكرارًا مع مرور الوقت، حيث تختفي النوبات لدى بلوغ الشخص 18 عاما، كما قد تستمر لوقت أطول إذا بدأت أعراض النوبات بعد سن العاشرة. 

ويلجأ لعلاجها عادة باستخدام الأدوية المضادة للنوبات، والتي يتم وصفها من قبل طبيب الأعصاب بحسب عمر الشخص وحدة إصابته وشدة تكرار النوبات. 

وينصح الأطباء عادة باستشارة النساء الحوامل أو اللواتي يفكرن في الحمل لطبيب الأعصاب قبل الحصول على الأدوية المضادة للنوبات، لتفادي حدوث أي مضاعفات على صحة الجنين، خاصة حمض الفالبرويك الذي ينصح عادة بتناوله لعلاج النوبات.

طرق الوقاية من نوبات الصرع الصغير 

نظرا إلى أن الصرع الصغير مرتبط بالتغيرات الجينية، فإنه لا وجود لطريقة قد تمنع الإصابة بالنوبات المصحوبة بغيبة. أما الأشخاص المصابون بالصرع الصغير، فيمكن إلى جانب الحرص على تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، اتباع بعض العادات وتغيير نمط الحياة للوقاية من حدوث نوبات مستقبلية، وتشمل هذه العادات: 

  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • تعلم التحكم في التوتر.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام في حالة القدرة على ذلك.
  • الحرص على أن تكون بجانب أحد يعرف حالتك الصحية لوقايتك من آثار النوبة، خاصة عند السباحة أو الاستحمام أو عند التواجد في مكان مرتفع أو عند سياقة السيارة.
  • تجنب محفزات الإصابة بالنوبات كالتعب الشديد أو الجوع أو التعرض للأضواء الساطعة.

محفزات الإصابة بنوبات الصرع الصغير 

تشمل المحفزات التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة النوبات المصحوبة بغيبة: 

  • عدم الحصول على القسط الكافي من النوم.
  • عدم تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
  • التعرض للقلق والتوتر والإثارة.
  • الإفراط في التنفس أو التنفس بشدة.
  • التعرض للأضواء الساطعة.
  • أعراض انسحاب أدوية الجهاز العصبي المركزي في حالة تناولها.
  • تناول الأدوية المستخدمة لعلاج السل أو مضادات الذهان.
  • شرب الكحول أو المخدرات.

في يومه العالمي.. تعرفوا على اضطراب الصرع: أسبابه، أنواعه، أعراضه، وطرق علاجه

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

عند الشك في احتمال الإصابة بالنوبات المصحوبة بغيبة، ينصح بزيارة الطبيب، خاصة عند ملاحظة الأعراض التالية:

  • التأكد من أن النوبات ليست عبارة عن أحلام يقظة.
  • التعرض لبداية مفاجئة للنوبة.
  • التعرض للنوبات في حالة ممارسة الأنشطة الاعتيادية.
  • عدم القدرة على الخروج من النوبة.
  • التعرض للنوبة لمدة لا تقل عن 10 إلى 20 ثانية.
  • التعرض لعدد متكرر من النوبات.