ما هي متلازمة الدجال؟

متلازمة الدجال ليست مرضا نفسيا يؤدي إلى تدمير الذات، وإنما هي ظاهرة تسبب خللًا في الصحة النفسية وتمنع الشخص من تقبل قدراته، إضافة إلى الشعور بقلة الثقة بالنفس والخوف، ويمرُّ الشخص المصاب بما يدعى بحلقة الخداع.

ما هي حلقة الخداع؟

هي أهم ما يُميز متلازمة الدجَّال، إذ تبدأ عندما يستلم الشخص مهمة تحتاج لمهارة أو خبرة، فتجعل الشخص يشعر بالقلق، ويمكن أن يتفاعل الشخص مع هذا القلق إمَّا بـ “الإعداد المبالغ به” وإمَّا بـ “المماطلة” التي تتحول إلى ” تحضير على عجل”. وبعد أداء المهمة، ينتابه شعور مبدئي بالراحة والإنجاز لكن هذه المشاعر لا تستمر، فعلى الرغم من تلقي ردود فعل إيجابية يفشل الشخص برد سبب نجاحه لنفسه، فإذا حضر تحضيرا مبالغا فيه، يرد سبب النجاح إلى الجهد المصروف وأي شخص بإمكانه فعل ذلك (ليس لمهارته أو خبرته)، أما إذا ماطل فغالبا يرد النجاح إلى الحظ.

من أين تأتي هذه المشاعر؟ 

متلازمة الدجَّال أو ظاهرة الدجل يُمكن أن تؤثر في كلا الجنسين وتصيب الأشخاص في مهنٍ مختلفة، ويقدَّر أنَّ 70% من البشر سوف يعانون هذه الظاهرة على الأقل مرة واحدة في حياتهم، فكل شخص بإمكانه أن يشعر أنه مخادع إذا فشل في ردِّ نجاحه إلى نفسه. 

ولاحظت الطبيبة النفسية “بولين كلانس”، وهي أول من درسَ هذه الظاهرة عام 1978، شعور عدم الأمان عند كثير من طالباتها في الجامعة، فعلى الرغم من أن الطالبات كنَّ يحصلن على علامات عالية، لم يكنَّ يشعرن أنهن يستحققن أماكنهن في الجامعة، وقد ظنّ بعضهن أن قبولهن في الجامعة كان ناجمًا عن خطأ ما.

اقرأ أيضا: تأثير التوتر والضغط النفسي على مردودية الشخص

الأسرة والتربية كسبب لظاهرة الدجال

تنبثق  ظاهرة الدجال من مواقف في الطفولة الباكرة، وتُدعم لاحقًا في المراهقة من قِبل المجتمع، حيث تبين من خلال دراسة أجريت على 302 طالب، ركزت على تاريخهم الأسري، تبين أن الظاهرة ترتبط عكسيًّا مع “التماسك الأسري” و”القدرة التعبيرية” عند أفراد الأسرة، وترتبط ارتباطا إيجابيا مع “الصراع الأسري” و”حب السيطرة” و”حماية الطفل المفرطة”. ببساطة، يحاول الأطفال دائمًا إرضاء من حولهم وخاصةً الأهل، وفي الأسر التي تعزز روح المنافسة وتضغط على الطفل للنجاح تجعله يعدل من تصرفاته، ليوافق قيم الأسرة، وبغياب ردود إيجابية وتشجيعية منتظمة ومتناسقة، مما يجعل الطفل يشعر بالخجل والعار ويفقد ثقته بنفسه وتنحدر قيمته الذاتية، فيعدل أكثر من تصرفاته ليشعر أنه مقبول وتستمر الحلقة.

التأثيرات السلبية في حياة الشخص المصاب

  • يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب التحت سريري (اكتئاب ضعيف) لفترات طويلة.
  • الشعور بالقلق الذي قد يتحول إلى فوبيا اجتماعية.
  • عدم الرضى وعدم الشعور بالسعادة في العمل.
  • تفضيل العمل الفردي خوفًا من أن تكشف عدم كفاءتهم. 
  • لا يطلبون زيادة في الراتب، لأنهم يشعرون بأنهم لا يستحقون ذلك.

كيفية التغلب على ظاهرة الدجَّال

معرفة وجود مصطلح يعبِّر عن المشاعر التي نشعر بها “ظاهرة الدجَّال” هي في حد ذاتها خطوة نحو الشعور بالراحة، إضافة إلى التحدث عن الموضوع مع الأصدقاء ومعرفة أن هذه الظاهرة ليست نادرة، وبعد ذلك يمكن للشخص مراجعة الوقائع بموضوعية والتفكير بكل الردود الإيجابية التي حصل عليها وكيف أنه اختير من بين كثيرٍ من الأشخاص بسبب كفاءته وموهبته.

والآن عزيزي القارئ، بعد أن أنهيت قراءة المقال نأمل أن لا تكون من المصابين بمتلازمة الدجال! وفي حال كنت كذلك، ننصحك بمزيد من الثقة بالنفس، وتقبل الإنجازات التي تتعب عليها، وتقدير كفاءتك وقدراتك!