ما هو الإجهاض؟

الإجهاض هو فقدان الحمل، يكون إما إجهاضا تلقائيا، أو إجهاضا طبيا. الإجهاض التلقائي هو إسقاط الحمل قبل الأسبوع العشرين، وذلك بسبب عدم نمو الجنين كما هو متوقَّع، وفي حالات نادرة بسبب حدوث شيء خاطئ في استمرار الحمل.

أما الإجهاض الطبي فهو إجراء يتم اللجوء إليه من أجل إنهاء الحمل، إما بتناول الأدوية أو بإجراء عملية جراحية.

يكون الإجهاض الطبي خيارا آمنا خلال الثلث الأول من الحمل، ويتم الخضوع إليه إما في العيادة، أو في المنزل مع ضرورة المتابعة الطبية. 

أعراض الإجهاض

بالنسبة للنوع الأول من الإجهاض وهو الإجهاض التلقائي، والذي غالبا ما يحدث قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل، يحدث مصحوبا بمؤشرات، ومن بين أعراض الإجهاض نجد: الألم في البطن أو أسفل الظهر، النزيف المِهبلي، خروج سوائل أو أنسجة من المهبل، وخروج نسيج جنيني من المهبل (قومي بوضعه في حاوية نظيفة وخذيه إلى العيادة أو المستشفى لتحليله).

أسباب الإجهاض 

تختلف أسباب الإجهاض حسب نوعه. ومن أسباب الإجهاض التلقائي أو إسقاط الحمل نجد: عدم نمو الجنين على النحو المتوقَّع، تلف البويضة (تكون جنين)، موت الجنين داخل الرحم، الحَمل العنقودي (نمو غير طبيعي للمشيمة بدون نمو جنين). الحالة الصحية للأم، مثل الالتهابات، والمشاكل الهرمونية، ومشاكل الرحم أو عنق الرحم، بالإضافة إلى مرض الغدة الدرقية، وداء السكري غير المسيطَر عليه.

أما أسباب الإجهاض الطبي أو الإنهاء الاختياري للحمل، يكون نتيجة عوامل مختلفة، مثل العمر، الحالة الصحية، الوضعية الاجتماعية والاقتصادية، عدم الرغبة بالحمل (الحمل بالغلط)، معاناة المرأة من حالة طبية تجعل الحمل مهددًا لحياتها، وإصابة الجنين بحالة طبية خطيرة.

المضاعفات 

تتعرض العديد من السيدات اللواتي أجهضن بطريقة تلقائية لبعض المضاعفات، خاصة إذا كان السبب في ذلك عدوى في الرحم، من بين هذه المضاعفات المحتملة نجد ألم في أسفل البطن، إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، الحمى والقشعريرة.

أما في حالات الإجهاض الطبي، فأغلب الحالات لا تعاني من أي مضاعفات، إلا بنسبة قليلة جدا. وتشمل هذه المضاعفات: النزيف الشديد، بقايا بعض الحمل في الرحم، عدوى الرحم، تلف الرحم أو عنق الرحم، ثم تأثير الإجهاض على الفرص القادمة في الحمل مرة أخرى.

عوامل الخطر

هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث إجهاض تلقائي، من بينها عامل السن، حيث تعتبر النساء الأكبر من 35 عامًا أكثر عرضة للإجهاض بنسبة 20% مقارنةً بالنساء الأصغر سنًا، وفي سن الـ 40 تصبح نسبة الخطورة حوالي 40%، لترتفع في سن الـ45 إلى 80%. بعض الأمراض، مثل السكري غير المنضبط. انخفاض الوزن أو زيادته، والذي يرفع خطر الإجهاض التلقائي. أمراض الرحم أو حالات ضعف أنسجة عنق الرحم. الإجهاض السابق، حيث تكون النساء اللواتي تعرضن للإجهاض من قبل أكثر عرضة للإجهاض التلقائي مرة أخرى. بالإضافة إلى التدخين وتناول الكحوليات.

طرق الاجهاض 

يحصل الإجهاض التلقائي في ظروف خارجة عن إرادة الأم، لكن الإجهاض الطبي يكون بإرادتها، وباستشارة طبيبها الذي يقوم باختيار الطريقة الأنسب لحالتها الصحية. 

أولا، قبل الخضوع للإجهاض، يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لمعرفة عدد أسابيع الحمل، حيث من الأكثر أمانا إجراؤه مبكرا. فيما يلي طرق الإجهاض حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية

1. الإجهاض الدوائي 

يتضمن الإجهاض الدوائي تناول الأدوية لإنهاء الحمل، وتشمل هذه الأدوية دواءين عبارة عن حبوب، يفصل بينهما عادة 24 إلى 48 ساعة.

يقدم الطبيب هذه الأدوية في عيادته، وستحتاج المريضة إلى زيارة الطبيب مرتين على الأقل: مرة قبل تناول الأدوية ومرة ​​بعد الانتهاء من العلاج للتأكد من نجاح الإجهاض.

الأدوية الأكثر شيوعًا للإجهاض الدوائي هي دواء يمنع عمل هرمون البروجسترون المهم للحمل، ودواء آخر يحفز الرحم على الانقباض والتفريغ.

تستغرق عمليات الإجهاض الدوائي ما يصل إلى 24 ساعة حتى تكتمل، وقد يليها بعض الانزعاج والنزيف المهبلي لمدة تصل إلى أسبوعين.

تصل نسبة فعالية الإجهاض الدوائي إلى 95 % في المساعدة على اجتياز الحمل تمامًا دون الحاجة للجراحة. وعادةً ما يكون هذا النوع من الإجهاض متاحا فقط حتى الأسبوع الـ 11 من آخر دورة شهرية.

2. الإجهاض الجراحي

الإجهاض الجراحي، هو إجراء يتم في العيادة حيث يقوم الطبيب بإزالة أنسجة الحمل من الرحم. وهناك نوعين من الاجهاض الجراحي: 

  • الإجهاض بالشفط: وهو النوع الأكثر شيوعا، حيث يتم من خلاله استخدام الشفط اللطيف لتفريغ الرحم. يتم إجراؤه خلال الأسبوع 14 إلى 16 بعد آخر دورة شهرية. 
  • الإجهاض من خلال التوسيع والكشط: يتم استخدام أدوات الشفط والجراحة لتفريغ الرحم. حيث يقوم الطبيب بتوسيع وتفريغ رحم المرأة، ويعتبر إجراء ناجحا بنسبة 99%. 

تستغرق هذه العملية حوالي 5 إلى 10 دقائق في العيادة، ويوصي به الأطباء إذا مر 16 أسبوعًا أو أكثر عن آخر دورة شهرية. 

متى تزور الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب بعد الإجهاض لإجراء متابعة طبية حتى تتأكدي من امتثالكِ للشفاء، وكذلك من أجل تقييم حجم الرحم وشدة النزيف، ورصد أي علامات للإصابة بالعدوى.

قد يشك الطبيب في عدم اكتمال الإجهاض أو استمرار الحمل، في هذه الحالة يخضعك للتصوير بالموجات فوق الصوتية، وقد يلجأ لإجراء الإجهاض بالتدخل الجراحي.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركيه مع قريبتك التي تعرضت للإجهاض التلقائي، أو لديها أسبابها لإجراء الإجهاض الطبي. شاركينا رأيك وتجربتك!