ما هي قرحة الرحم

قرحة الرحم Cervical Ectropion هي حالة من نمو الخلايا المبطنة للجزء الداخلي من عنق الرحم في الخارج، كما يمكن تعريفها على أنها انقلاب الظهارة الغدية إلى الجزء الخارجي من عنق الرحم. تصبح هذه الخلايا أكثر حساسية واحمرارا من الخلايا الموجودة في الخارج عادة، وبالتالي تسبب أعراضًا، مثل النزيف والإفرازات.

يطلق على قرحة الرحم كذلك انقلاب عنق الرحم أو الشتر الخارجي، وهو حالة طبيعية تحدث في أغلب الأحيان خلال سن الإنجاب بسبب زيادة تعرض ظهارة عنق الرحم للاستروجين.

من غير المألوف تعرض النساء بعد سن اليأس أو خلال مرحلة انقطاع الطمث لهذه الحالة، وذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وتقلص عنق الرحم وسحب ظهارة الخلايا الحرشفية من عنق الرحم إلى قناة باطن عنق الرحم.

عادة ما يتم العثور على قرحة الرحم في فحص الحوض الروتيني للنساء في سن الإنجاب أو فحص عنق الرحم. 

أسباب قرحة الرحم 

ليست هناك أسباب واضحة لقرحة الرحم، حيث أن بعض النساء تولدن به! حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) السبب خلف كونها حالة خلقية هو تعرض الجنين أثناء نموه والشهر الأول من العمر لهرمون الأم، مما يحفز فرط نشاط الظهارة العمودية في باطن عنق الرحم وينتج قرحة الرحم.

أما في حالة إصابة النساء في سن الإنجاب، أو المراهقات، أو الحوامل، أو النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل أو اللاصقات التي تحتوي على الإستروجين، فيكون السبب هو التقلبات الهرمونية. 

في حالات تناول موانع الحمل وكانت السبب في قرحة الرحم، يمكنك استشارة الطبيب حول تغيير وسيلة تحديد النسل الخاصة بك.

أعراض قرحة الرحم 

أغلب النساء المصابات بقرحة الرحم لا تكون لديهن أعراض، ولا يدركن إصابتهن إلى أن يزرن الطبيب لإجراء فحص حالة أخرى في الحوض. لكن، هذا لا يمنع من ظهور بعض الأعراض النادرة الحدوث، وتشمل أعراض قرحة الرحم: 

  • ألم ونزيف أثناء أو بعد الجماع، يتعارض مع المتعة الجنسية، ولدى بعض النساء تكون هذه الأعراض شديدة.
  • تصريف مخاط خفيف.
  • الألم والنزيف أثناء فحص الحوض أو بعده.
  • النزيف خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.

في بعض الحالات قد يكون الموضوع أكثر خطورة، وتكون الأعراض والعلامات نتيجة حالات أخرى أكثر شدة مثل: 

  • سرطان عنق الرحم.
  • الأورام الليفية أو الأورام الحميدة.
  • بطانة الرحم.
  • عدوى.
  • مشاكل في الحمل.
  • مشاكل مع اللولب.

مضاعفات قرحة الرحم 

ليست هناك أي مضاعفات لقرحة الرحم، لا يمكن أن ينتج عنه أي تطور لسرطانات عنق الرحم أو غيرها من السرطانات. 

كيف يتم التشخيص؟

قبل التأكد من الإصابة بقرحة الرحم، يقوم الطبيب من استبعاد الحالات المشابهة والأكثر خطورة مثل:

وذلك من خلال إجراء اختبار مسحة عنق الرحم، أو التنظير المهبلي. وقد يقرر طبيبك أخذ عينة من الأنسجة من المنطقة للتحقق من وجود خلايا غير طبيعية.

في أغلب حالات قرحة الرحم، يتم التشخيص أو اكتشاف الاصابة خلال الفحص الروتيني للحوض أو خلال إجراء مسحة عنق الرحم. 

خلال فحص الحوض تظهر الحالة بشكل أكثر دقة، إلا أن فحص مسحة عنق الرحم قد يظهر احمرارا فاتحا وخشونة في عنق الرحم كعلامة على قرحة الرحم. 

علاج قرحة الرحم 

في معظم الحالات، قد لا تحتاج المريضة إلى أي علاج من قرحة الرحم، وإذا كانت لديها أعراض بدأت خلال الحمل، فيجب أن تختفي بعد 3 إلى 6 أشهر من الولادة، وفي حال كانت حبوب منع الحمل هي السبب في قرحة الرحم، فكل ما سيتطلبه الأمر هو استبدالها بنوع آخر من وسائل تحديد النسل. 

لكن، إذا كانت الأعراض مزعجة، يمكن للطبيب اللجوء إلى العلاجات الطبية التالية: 

العلاجات الطبية

  • العلاج الحراري: يتم علاج قرحة الرحم بالحرارة وتدمير الخلايا غير الطبيعية من خلال تثبيت مسبار الكي لمدة 30 ثانية مقابل منطقة القرحة.
  • العلاج بالتبريد: يتم استخدام العلاج بالتبريد قبل العلاج الرئيسي من أجل تسهيله، حيث يتم تثبيت المسبار لمدة دقيقتين مقابل القرحة لتصبح المنطقة مجمدة. أظهر هذه التقنية فعاليتها في تحسين جودة مخاط عنق الرحم. ويعتبر العلاج بالتبريد آمنا للنساء الحوامل. 
  • العلاج بالليزر: يتم استخدام أشعة ليزر ثاني أكسيد الكربون لتدمير ظهارة عنق الرحم غير الطبيعية، وهو إجراء خارجي لا يتم تحت تأثير التخدير. 
  • تحاميل ألفا إنترفيرون: تعزز هذه التحاميل وظيفة الخلايا اللمفاوية التائية، ولها تأثير مناعي وتأثير مضاد للتكاثر. 
  • تحميلة مهبلية بوليديوكسي ريبونوكليوتيد: تعمل هذه التحاميل على تحفيز تكوين النسيج الظهاري لمنطقة قرحة الرحم، وبالتالي تقليل حجم القرحة والالتهابات.

ومن بين جميع العلاجات المذكورة، يعتبر العلاج بالكي الأكثر فعالية حيث تبلغ نسبة الشفاء من خلاله 92%، بينما يبلغ معدل الشفاء بالعلاج بالليزر 79%. 

بعد العلاج لا تستخدمي السدادات القطنية ولا تمارسي الجنس لمدة 4 أسابيع إلى أن يلتئم مكان قرحة الرحم. 

علاج قرحة الرحم بالأعشاب

لا يمكن علاج قرحة الرحم بالأعشاب، إلا أن هناك بعض الأعشاب التي قد تكون مفيدة للرحم خاصة إذا كانت المرأة مصابة بمشكلات معينة، مثلا: يعتبر كل من الشاي الأخضر، والكركم الغني بمادة الكركمين، أعشابا مقاومة لألياف الرحم. كما يعتبر البابونج، والنعناع، أعشابا مقاومة لانتباذ بطانة الرحم. 

الوقاية من الإصابة بقرحة الرحم

لا يمكن الوقاية من الإصابة بقرحة الرحم، لكن في حالة الإصابة فلا داعي للقلق. إنها حالة غير مؤذية ولا ترتبط أو تنتج عن حالات أخرى خطيرة مثل السرطانات.