وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُقدَّر أن أكثر من 1.28 مليار شخص حول العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ويُعد هذا المرض سببًا مباشرًا لحوالي 10.8 مليون وفاة سنويًا، مما يجعله مؤشرًا حيويًا ينبّه إلى خلل داخلي قد يؤدي إلى أمراض القلب، الفشل الكلوي، والسكتات الدماغية إذا لم يتم التعامل معه بجدية.
فهمُنا لأسباب هذا المرض وطرق ظهوره – التي قد تكون صامتة أحيانًا – يساعدنا على الوقاية منه قبل فوات الأوان. في هذا المقال، سنعرض نظرة شاملة تساعدك على التعرّف على المرض بعمق، مع استعراض فعّال لطرق الوقاية منه.
ما هو ضغط الدم وما هو ارتفاعه؟
قبل التعمّق في الأسباب والأعراض، من الضروري أن نُعرّف ضغط الدم.
ضغط الدم هو القوّة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء ضخه من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. أما ارتفاع ضغط الدم، فهو الحالة المزمنة التي يحدث فيها ارتفاع مستمر في هذه القوة، مما يزيد من عبء العمل على القلب وقد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية.
ولفهم كيفية قياس ضغط الدم وتفسير نتائجه، لا بد من التعرّف على مكوّنيه الأساسيين:
ضغط الدم الانقباضي:
هو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم، ويشير إلى الضغط عند انقباض القلب لضخ الدم. القيمة الطبيعية له غالبًا ما تكون 120 ملم زئبق.
ضغط الدم الانبساطي:
هو الرقم الأدنى، ويعبر عن الضغط عندما يكون القلب في وضعية راحة بين النبضات. القراءة الطبيعية عادة ما تكون 80 ملم زئبق.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم لا يظهر دائمًا بنفس الشكل أو لنفس الأسباب، بل يندرج تحت أنواع مختلفة تتطلّب فهمًا دقيقًا:
ارتفاع الضغط الأساسي (الأولي):
وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويمثل نحو 90% من الحالات. لا يكون له سبب واضح، بل يتطوّر تدريجيًا على مرّ السنين نتيجة نمط الحياة والعوامل الوراثية.
ارتفاع الضغط الثانوي:
ينتج عن حالة طبية كامنة مثل أمراض الكلى أو الغدة الكظرية، أو بسبب أدوية معينة. وغالبًا ما يظهر بشكل مفاجئ ويكون أشدّ حدّة.
ارتفاع ضغط الدم الصامت:
تُطلق هذه التسمية على الحالات التي لا تظهر فيها أعراض واضحة رغم أن القراءات تكون مرتفعة، وهو ما يجعله خطرًا صامتًا يهدد الصحة.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
لكل حالة قصتها، ولكن هناك عوامل شائعة تلعب دورًا في الإصابة، ويمكن تقسيمها إلى:
عوامل وراثية وجينية:
تلعب الجينات دورًا رئيسيًا، خصوصًا في حال وجود تاريخ عائلي.
النظام الغذائي غير الصحي:
الإفراط في تناول الدهون المشبعة، السكريات، والملح يؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع الضغط.
قلة النشاط البدني والسمنة:
الخمول يضعف القلب، والسمنة تزيد من المقاومة أمام تدفق الدم، ما يرفع الضغط.
الضغوط النفسية المستمرة:
التوتر المزمن يؤثر على الجهاز العصبي ويرفع من إفراز هرمونات ترفع ضغط الدم.
أمراض مزمنة:
كداء السكري، أمراض الكلى، واضطرابات الغدد، تسهم في رفع الضغط.
التدخين، الكحول، والمنبهات:
تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة ضربات القلب، ما يرفع الضغط على المدى الطويل.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض واضحة. لكن في حال ظهرت، قد تشمل:
-
صداع مستمر أو مفاجئ:
خصوصًا في مؤخرة الرأس، وقد يكون مصحوبًا بثقل أو انزعاج عند الاستيقاظ.
-
دوخة أو عدم توازن:
نتيجة تأثير الضغط على تدفق الدم إلى الدماغ.
-
اضطرابات في الرؤية أو نبض القلب:
مثل تشوش في الرؤية أو عدم انتظام ضربات القلب.
مضاعفات عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
عدم السيطرة على الضغط المرتفع قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
- السكتة الدماغية.
- النوبة القلبية.
- فشل عضلة القلب.
- الفشل الكلوي المزمن.
- ضعف أو فقدان البصر.
- تصلب الشرايين.
- مشاكل في الذاكرة أو القدرة على الفهم.
اقرأ أيضا : هذه أهم أعراض ارتفاع ضغط الدم عند الحامل وكيفية علاجه
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
الوقاية ممكنة عبر تبنّي نمط حياة صحي. إليك أبرز التوصيات:
-
اتباع نظام غذائي متوازن:
قلّل من الدهون المشبعة والسكريات، واعتمد على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية كزيت الزيتون.
-
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
30 دقيقة يوميًا من نشاط متوسط مثل المشي السريع كافية لدعم صحة القلب.
-
الحدّ من استهلاك الملح:
لا ينبغي تجاوز 5 غرامات يوميًا (ما يعادل ملعقة شاي صغيرة).
-
إدارة التوتر النفسي:
باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
-
الإقلاع عن التدخين والكحول:
يحسن من صحة القلب ويقلل من خطر ارتفاع الضغط.
ما هو معدل ضغط الدم الطبيعي حسب العمر؟
هذه الأرقام إرشادية وتختلف بحسب الحالة الصحية، الوراثة، ونمط الحياة:
-
الأطفال والمراهقون (حتى 18 عامًا):
أقل من 120/80 ملم زئبق.
-
البالغون (18–59 سنة):
المعدل الطبيعي أقل من 120/80 ملم زئبق.
-
كبار السن (60 عامًا فما فوق):
يُنصح بألّا يتجاوز 140/90 ملم زئبق.
اقرأ أيضا : هل تعاني من ارتفاع الضغط الدموي؟ إليك 7 نصائح لاتباعها خلال رمضان!
أسئلة شائعة عن قد تهمك
هل القهوة تؤثر على ضغط الدم؟
القهوة تحتوي على الكافيين، الذي قد يرفع الضغط مؤقتًا عند البعض، خاصة من لا يتناولونها بانتظام.
الكمية الآمنة يوميًا هي حتى 400 ملغ كافيين.
لمن يعاني من ارتفاع الضغط، يُنصح بمراقبة تأثيرها قبل وبعد تناولها. إن لاحظت ارتفاعًا بمقدار 5–10 درجات، فقد تكون حساسًا للكافيين، ويُفضل استشارة الطبيب.
هل التوتر وحده يسبب ارتفاع الضغط؟
نعم، التوتر المزمن من أبرز العوامل المسببة، لأنه يحفّز الجهاز العصبي ويدفع إلى عادات غير صحية مثل التدخين أو الإفراط في الأكل.
ارتفاع ضغط الدم لا يُظهر أعراضًا واضحة غالبًا، لكنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات، والفشل الكلوي.
لذا، من الضروري مراقبة الضغط بانتظام، خاصة بعد سن الأربعين أو في حال وجود تاريخ عائلي.