ما هو ارتفاع ضغط الدم للحامل؟

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، هناك ثلاث مستويات من ارتفاع ضغط الدم، حيث يعتبر معتدلا إذا كان بين 140/90 و 149/99 مم زئبق، وهذه الحالة لا تحتاج إلى علاج. ويكون متوسطا إذا بلغ بين 150/100 و 159/109 مم زئبق. ثم يصبح شديدا إذا أصبح معدله 160/110 مم زئبق أو أعلى. 

إلا أنه عند النساء الحوامل، يعتبر ضغط الدم أكثر من أو يساوي 140/90 ملم زئبق، ضغط دم مرتفع ومصدر قلق خطير لبعض النساء. 

يعرض ارتفاع ضغط الدم للحامل الأم وطفلها لخطر حدوث مشاكل في فترة الحمل، وأثناء الولادة، وبعدها. حيث يحدث ارتفاع ضغط الدم لدى 1 من كل 12 إلى 17 امرأة حامل ما بين سن الـ 20 و 44، وذلك وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل

تظهر على مجموعة من النساء الحوامل أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل، إلا أن البعض الآخر قد لا تظهر عليهن أعراض. خاصة في تسمم الحمل (مقدمات الارتعاج). وبالتالي من المهم الحرص على المتابعة الطبية حتى بدون ظهور أعراض.

وقد تتضمن الأعراض المحتملة: تورم الوجه واليدين، آلام الرأس، عدم وضوح الرؤية أو رؤية البقع، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، صعوبة التنفس،غثيان و / أو قيء، انخفاض كمية البول. بالإضافة إلى التعرض السهل للنزيف أو الكدمات، الإرهاق الشديد، الفشل الكبدي.

أسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل

هناك مجموعة من أسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل، من بينها زيادة الوزن، العمر فوق 35 سنة، الخمول وعدم ممارسة النشاط البدني، تاريخ عائلي مرتبط بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، إصابة الأم بالسكري، التدخين، وشرب الكحول. 

كما قد يشكل الحمل لأول مرة عامل خطر لارتفاع ضغط الدم، مع انخفاض هذا الاحتمال في حالات الحمل اللاحقة.

الحمل بالتوائم كذلك يزيد فرصة ارتفاع ضغط الدم، والسبب أن جسم المرأة يضطر للعمل بجهد أكبر من أجل تغذية أكثر من طفل واحد.

أنواع ارتفاع ضغط الدم للحامل

سواء كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أم لا، فأنت عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو بعده. فيما يلي أنواع ارتفاع ضغط الدم عند المرأة الحامل:

1. مقدمات الارتعاج Preeclampsia

هي نوع من اضطرابات فرط ضغط الدم خلال الحمل. تأتي على شكل مزيج من ارتفاع ضغط الدم، وأعراض أخرى مثل ارتفاع مستويات البروتين في البول. وقد تؤدي إلى مضاعفات مثل الغيبوبة، وهي حالة تعرف باسم تسمم الحمل. 

2. ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل Gestational hypertension

أي عندما يرتفع ضغط الدم ليصل إلى 140/90 خلال الحمل، وبالضبط  بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل أو باقتراب الولادة. لا يعتبر في كثير من الحالات مضرا بصحة الأم أو الجنين، كما أنه يزول خلال 12 أسبوعًا بعد الولادة.

3. الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم

حالة طبية طارئة يكون فيها معدل الضغط أكثر من 160/110 ملم زئبق، يمكنها الحدوث خلال الحمل أو بعد الولادة.

4. متلازمة هيلب HELLP syndrome

تظهر خلال النصف الثاني من الحمل. وهي من المضاعفات الشديدة لمقدمات الارتعاج، تأتي في شكل تحلل دموي، ونقص في الصفائح الدموية، بالإضافة إلى ارتفاع في خمائر الكبد. 

المضاعفات

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم للحامل إلى عدة مضاعفات سواء لدى الأم أو الجنين، يمكن أن تشمل هذه المضاعفات عند الأم ما يلي:

  • تسمم الحمل.
  • السكتة الدماغية.
  • الحاجة إلى تحريض المخاض.
  • انفصال المشيمة عن جدار الرحم.

أما بالنسبة للطفل فقد يكون عرضة لـ:

  • الولادة المبكرة، قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم للحامل

من الضروري أن تزور المرأة الحامل الطبيب بشكل منتظم خلال فترة الحمل، وفي كل زيارة يفحص الطبيب ضغط دمها، كما قد يطلب إجراء فحوصات مخبرية أخرى، قد تشمل فحوصات الدم، وفحوصات للبحث عن بروتين إضافي في البول.

وتظهر ضرور الفحوصات المخبرية خاصة إذا كانت قراءة ضغط الدم مرتفعة لـ 140/90 أو أكثر، بعد الأسبوع الـ20 من الحمل. 

علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل

خلال النصف الأول من الحمل قد ينخفض ضغط الدم بشكل طبيعي، وقد يرتفع بشكل خفيف فقط. لكن، في حال تجاوزه 140/90 ملم زئبق فقد يصف لك الطبيب أدوية ضغط الدم أثناء الحمل.

عند الإصابة بتسمم الحمل، يأخذ الطبيب بعين الاعتبار العديد من العوامل، من بينها شدة الحالة وعدد أسابيع الحمل، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة على الأم والجنين.

في حال الإصابة بتسمم الحمل، خلال الأسبوع الـ37 قد يقرر الطبيب أن تضعي طفلك، أما إذا كنت حاملاً في أقل من 37 أسبوعًا، فسيقوم الطبيب فقط بمراقبة حالتك أنت وطفلك من خلال إجراء فحوصات الدم والبول.

أما عند الإصابة بمتلازمة هيلب، والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم، قد تصل إلى الفشل الكبدي والوفاة. قد يفكر الطبيب في ولادة الجنين، أو العلاج في المستشفى لإعطاء الأدوية الوريدية للتحكم في ضغط الدم، بالإضافة إلى حقن الستيرويد للمساعدة في تسريع نمو رئتي الجنين.

علاجات ما بعد الولادة

حسب معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية (NICHD)، يجب استمرار المراقبة الطبية عن قرب للنساء اللواتي أصبن بارتفاع ضغط الدم، أو تسمم الحمل خلال فترة الحمل، لمدة 72 ساعة بعد الولادة.

وقد يشمل علاج ما بعد الولادة حسب الحالة الصحية للمرأة: 

  • أدوية منع ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير، والذي قد يسبب سكتة دماغية.
  • أدوية لعلاج نوبات ارتفاع ضغط الدم أو منعها.

طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم للحامل

تشمل طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم للحامل، الحفاظ على النشاط البدني كل يوم، اتباع نظام غذائي متوازن، والتقليل من تناول الملح.