ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل (Eclampsia) هو حالة طبية تصيب النساء خلال الحمل، وتحديدا أثناء أو بعد الأسبوع 20 من الحمل أو في فترة النفاس، تحدث نتيجة اختلاط مقدمات تسمم الحمل وتعرف بمقدمات الارتجاع (Preeclampsia)، ويعتبر تسمم الحمل آخر مرحلة من مقدمات تسمم الحمل التي تشمل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات البروتين في البول مما يؤدي إلى حدوث نوبات خلال الحمل كالصرع أو الغيبوبة.

أنواع تسمم الحمل

يعتمد التصنيف الدقيق لتحديد نوع تسمم الحمل على العديد من العوامل، والتي تشمل مدة التشنجات، وطول مدة الحمل، مضاعفات الحمل، الأمراض التي تعاني منها المرأة الحامل وحالة الحمل الواحد أو الحمل المتعدد وذلك لتحديد العلاج الموصوف لكل نوع، وينقسم عادة إلى:

  • تسمم الحمل قبل الولادة. 
  • تسمم الحمل أثناء الولادة. 
  • تسمم الحمل بعد الولادة. 

اقرأ أيضا: تأخر الدورة الشهرية: هل الحمل هو السبب الوحيد؟

أعراض تسمم الحمل 

يمكن أن تعاني المرأة الحامل من أعراض مشتركة بين تسمم الحمل ومقدمات التسمم، ويمكن أن تحدث في أي وقت أثناء الحمل، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا: 

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تورم في الوجه أو اليدين.
  • صداع الرأس الشديد.
  • زيادة الوزن المفرطة.
  • الغثيان والقيء.
  • اضطرابات الرؤية كفقدان أو عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها. 
  • قلة التبول.
  • آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن. 
  • فقدان الوعي.
  • آلام وتشنج العضلات.
  • الانفعالات الشديدة.

أسباب تسمم الحمل 

يعتقد الخبراء أن أسباب تسمم الحمل مرتبطة بالتغيرات التي تطرأ على التشكل غير الطبيعي للمشيمة ووظائفها، باعتبارها العضو الذي يغذي الجنين خلال فترة الحمل، حيث يمر الأكسجين والطعام من الأم إلى الجنين عبرها، وهي عملية تحتاج إلى إمداد ثابت من الدم، لكن، عند عدم حصول المشيمة على ما يكفي من إمدادات الدم فقد تؤدي إلى تسمم الحمل، وتشمل أسباب ذلك:

1. ارتفاع ضغط الدم 

يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف الشرايين والأوعية الدموية، يتسبب هذا التلف في قلة تدفق الدم، وهو ما ينتج عنه تورم في الأوعية الدموية في دماغ الطفل مما يؤثر على نموه، ليس هذا وحسب، يمكن أن تؤثر قلة تدفق الدم على صحة المرأة وتحديدا قدرة دماغها على أداء وظائفه، وهو ما يسبب أعراض تسمم الحمل.

2. فقدان بروتين البول 

يمكن أن تؤثر مقدمات تسمم الحمل على وظائف الكلي أيضا، إذ تعمل الكلي على تصفية الدم من السموم وإخراجها من الجسم عبر البول، كما تعمل على الاحتفاظ بالعديد من العناصر الغذائية في الدم لإمداد الجسم بها، كالبروتين، لكن حدوث خلل في هذه الوظيفة يؤدي إلى تسرب البروتين الذي يحتاجه الجسم وخروجه من خلال البول.

اقرأ أيضا: هل يمكنني الحمل إذا مارست الجنس دون إيلاج؟

مضاعفات تسمم الحمل 

هناك العديد من المضاعفات الصحية التي يمكن أن تؤثر على صحة الأم والجنين رغم ندرتها، وتشمل: 

المضاعفات التي تؤثر على صحة الأم

1. تشنج العضلات

يمكن أن تؤدي الإصابة بتسمم الحمل إلى آلام وتقلصات وتشنجات لاإرادية للعضلات، ويمكن أن تكون هذه التقلصات مصاحبة لمقدمات تسمم الحمل، وقد تحدث ابتداء من الأسبوع 20 من الحمل أو بعد الولادة، تستمر لأقل من دقيقة عادة وتتسبب في:

  • ارتعاش عضلات الأيدي والساقين.
  • ارتعاش الفك والرقبة مع فعل حركات غير إرادية.
  • فقدان الوعي.

2. متلازمة هيلب

هي اضطراب يصيب بشكل نادر الكبد ويتسبب في تجلط الدم، يحدث عادة بعد الولادة كما يمكن أن يحدث في الأسبوع 20 من الحمل، وتتميز هذه المتلازمة بما يلي:

  • انحلال الدم أي تفكك خلايا الدم الحمراء في الدم.
  • ارتفاع إنزيمات الكبد (البروتينات) المؤدي إلى تلف الكبد.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية.

3. السكتة الدماغية

يمكن أن ينتج عن ارتفاع ضغط الدم الإصابة بسكتة دماغية نتيجة عدم حصول الدماغ على ما يكفي من الأكسجين والعناصر الغذائية، تتسبب قلة التدفق في تلف خلايا الدماغ وتلف الدماغ ثم الموت.

4. اضطراب تخثر الدم

يمكن أن تتسبب اضطرابات تخثر الدم في حدوث نزيف، بالإضافة إلى اضطراب وظائف البروتينات المساعدة على تخثر الدم. تؤدي هذه الاضطرابات إلى منع تدفق الدم عبر الأوعية الدموية وتلف الأعضاء.

5. اضطراب وظائف أعضاء الجسم 

  • الوذمة الرئوية: وتتميز بتراكم السوائل في أو حول الرئتين ومنعها من امتصاص الأكسجين.
  • الفشل الكلوي: نتيجة فقدان الكلي القدرة على تصفية الدم من السموم والسوائل الزائدة.
  • فشل الكبد: نتيجة حدوث اضطراب في قدرته على هضم البروتينات والدهون وإنتاج العصارة الصفراوية. 

تأثير تسمم الحمل على الجنين 

1. بطء وضعف نمو الجنين 

تؤثر مقدمات تسمم الحمل على نمو الطفل خاصة إذا حدث التسمم قبل الولادة أو قبل الأسبوع 37 من الحمل، نتيجة اضطراب وظائف الكلي وعدم حصولها على الدم الكافي لإمداد الجنين بالعناصر الغذائية والأكسجين لتعزيز نموه.

2. الولادة المبكرة 

يمكن أن تتسبب اضطرابات تسمم الحمل الشديدة في حاجة الطفل إلى الولادة مبكرا قبل اكتمال نموه، مع الحرص على اكتمال نموه في العناية المركزة لحديثي الولادة لتلقي العناية اللازمة خاصة إذا كان عرضة لصعوبات التنفس الناتجة عن عدم اكتمال نمو الرئتين.

اقرأ أيضا: 16 علامة من أعراض الحمل المبكرة خلال الأسابيع الأولى

ما مدى خطورة تسمم الحمل؟ 

تختلف مدى خطورة تسمم الحمل على صحة الجنين والمرأة، حيث يعتبر من النادر جدا تسببه في وفاة المرأة الحامل خاصة إذا تم علاجه، حيث تكون الأعراض طفيفة وتتسبب بشكل نادر في المضاعفات. في حين يمكن أن يتسبب تسمم الحمل في ولادة الجنين ميتا أو تعرضه لاضطرابات صحية نتيجة الولادة المبكرة التي تحدث بسبب تأثر المشيمة التي تنقل الأكسجين والعناصر الغذائية من دم الأم إلى الجنين.

كيف يتم تشخيص تسمم الحمل؟

يمكن للطبيب أن يلجأ إلى إجراء اختبارات لتشخيص سبب الإصابة بتسمم الحمل في حالة وجود تاريخ إصابة سابقة به أو إذا كانت أعراض مقدمات تسمم الحمل تحدث بشكل متكرر أو تسوء، وتشمل هذه الاختبارات: 

1. تحاليل الدم 

يهدف هذا الإجراء إلى قياس عدد كريات الدم الحمراء وعدد الصفائح الدموية للتأكد من احتمال تخثر الدم، بالإضافة إلى التأكد من صحة الكلي والكبد في أداء وظائفهما لتجنب أي مضاعفات محتملة. 

2. اختار الكرياتينين

يعمل هذا الاختبار من خلال الكشف على قدرة الكليتين في تصفية الكرياتينين من الدم، ويمكن أن يفسر ارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم عدم قدرة الكلي على تصفيته وبالتالي تأكيد احتمال الإصابة بتسمم الحمل. 

3. اختبارات البول

 يجري الطبيب اختبارات للبول للتحقق من مستويات البروتين بالإضافة إلى مستوى إفرازه عبر البول. 

علاج تسمم الحمل 

يحدد الطبيب العلاج المناسب لتسمم الحمل حسب شدة الأعراض وصحة الجنين بعد إجراء الاختبارات، وتشمل العلاجات التي قد يوصي بها:

1. الأدوية 

يوصى بالحصول على الأدوية عند معاناة المرأة الحامل من مقدمات تسمم الحمل الخفيفة فقط، ويصف الأدوية الخاصة بالعلاج والتي تعرف بالأدوية المضادة للاختلاج لمنع الأعراض من التطور أكثر ولضبط مستويات ضغط الدم حتى يكتمل نمو الطفل. 

2. الولادة المبكرة 

يوصي الطبيب بإجراء عملية لولادة الطفل مبكرا عند معاناة المرأة الحامل من الأعراض الشديدة لمقدمات تسمم الحمل أو عند تشخيص الإصابة بتسمم الحمل، ويعمل الأخصائيون بعد الولادة على نقل الطفل للعناية المركزة لتلقي العلاج الضروري بهدف اكتمال نمو الطفل. 

الحمل الثاني بعد تسمم الحمل

أجريت دراسة للتأكد من احتمال تكرار الإصابة بتسمم الحمل، وثبت أن الإصابة بمقدمات تسمم الحمل أو مقدمات الارتجاع في الحمل السابق تمثل عامل خطر للإصابة بالتسمم في الحمل الثاني، حيث بلغ معدل الإصابة به في الحمل الثاني نسبة 14.7%. 

هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟ 

لا توجد طريقة فعالة في الوقاية من تسمم الحمل أو منع مقدمات الارتجاع، لكن، يُنصح دائما المرأة الحامل بإطلاع الطبيب على مختلف الأعراض التي تعاني منها لاختيار العلاج المناسب. ومن بين الطرق الوقائية التي يمكن اتباعها في فترة الحمل: 

  • تناول القليل من الملح في الطعام. 
  • شرب ما يكفي من الماء يوميا. 
  • تجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة. 
  • ممارسة الرياضة والحصول على القسط الكافي من الراحة. 
  • تجنب شرب الكحول والمشروبات المحتوية على الكافيين. 
  • تناول الأدوية والمكملات الموصوفة من طرف الطبيب.