في البداية، يجب فهم كيفية تسرب السائل المنوي بعد ممارسة الجنس وحدوث الحمل!

السائل المنوي هو السائل الذي يخرج من القضيب، أما الحيوانات المنوية فهي الخلايا الموجودة في السائل المنوي، وهي المسؤولة عن تخصيب خلايا البويضات عند الأنثى. عندما يثار الذكر، تختلط الحيوانات المنوية مع إفرازات غددية (البروستاتا والحويصلات المنوية والغدة البصلية الإحليلية) لتكوين السائل المنوي. 

بالإضافة إلى خلايا الحيوانات المنوية يحتوي السائل المنوي على مكوّنات تساعد الحيوانات المنوية في البقاء والانتقال، أهمها:

    • إفرازات الحويصلات المنوية: تمدّ الحيوان المنوي بالطاقة وتساعده في الحركة.

    • إفرازات البروستاتا: تقلل اللزوجة وتساهم في جعل الوسط مناسبًا للحركة.

    • إفرازات الغدة البصلية الإحليلية: تُضاف بكميات قليلة وتساهم في التزليق والحماية خلال القذف.
      كما يحتوي السائل المنوي على بروتينات، فيتامين C بكميات متباينة، ومعادن مثل الزنك والصوديوم.

حسب منظمة الصحة العالمية،ينتج القذف الطبيعي في المتوسط بين 2 و5 مليلترات، ويحتوي في الحالة الطبيعية على أكثر من 15 مليون حيوان منوي في المليلتر الواحد، ليكون العدد الكلي في القذف فوق 39 مليونًا، وقد يختلف هذا الرقم حسب العمر، الصحة العامة، ومدة الامتناع قبل القذف.

نظرًا للكم الهائل من الحيوانات المنوية في السائل المنوي، والحاجة إلى حيوان منوي واحد فقط لتخصيب البويضة، فمن الممكن لحيوان منوي واحد أن ينتقل عبر عنق الرحم أثناء عودة السائل المنوي والحيوانات المنوية الإضافية من القناة المهبلية.

الآن، سنجيب على تساؤل مدى احتمالية حدوث حمل دون إيلاج!

من الممكن نظريًا حدوث الحمل دون إيلاج في حال وُضعت الحيوانات المنوية مباشرة عند مدخل المهبل أو داخله بأي وسيلة، لأن الحيوان المنوي قادر على السباحة ذاتيًا، وقد تساعده أيضًا تقلصات الرحم ومخاط عنق الرحم على التقدّم نحو البويضة.

تكون احتمالية الحمل من دون إيلاج ضعيفة جدًا، لكنها قد تحدث في حال وصول الحيوانات المنوية مباشرة إلى الفرج أو مدخل المهبل أو داخله، عبر:

    • القذف المباشر على الفرج أو قريبًا جدًا من فتحة المهبل.

    • انتقال السائل المنوي بواسطة الأصابع أو أي أداة إلى مدخل المهبل أو داخله.

    • وجود السائل في وسط رطب غير جاف يحافظ على حركية الحيوانات المنوية لفترة قصيرة.
      أمّا الأسطح الجافة فهي تقتل الحيوان المنوي سريعًا جدًا، لذلك لا يحدث حمل عبر ملامسة عابرة أو بعد جفاف السائل.

بعد التعرف على طرق حدوث الحمل من خلال الجنس دون إيلاج، لابد أنك تتسائلين حول طرق التأثير على فرص حدوث الحمل في حال لم ترغبي بذلك!

  • التبول بعد ممارسة الجنس:

الذهاب إلى الحمام للتنظيف أو التبول بعد ممارسة الجنس لن يؤثر على فرصك في الحمل! ذلك لأن إطلاق البول من مجرى البول لن يطرد الحيوانات المنوية من المهبل، لأن مجرى البول والمهبل فتحتان منفصلتان، ولا يمر السائل المنوي عبر الإحليل عند الأنثى.

  • الغسل بعد ممارسة الجنس:

بالإضافة إلى كونه وسيلة سيئة لمنع الحمل، يمكن أن يزيد الدش المهبلي من مخاطر إصابتك بالعدوى أو اختلال التوازن الجرثومي المهبلي، لذلك يُنصح بتجنّبه طبيًا.

أخيرا، لا توجد دراسات تؤكد حدوث الحمل بعد مجرد مسح السائل عن سطح خارجي جاف، لكن توجد حالات تقييم نظري لفرص الحمل عند وصول السائل المنوي مباشرة إلى الفرج أو مدخل المهبل، وتُظهر أن الاحتمال منخفض جدًا، لكنه ليس معدومًا بالكامل من الناحية العلمية البحتة.