ما هي مرارة الفم؟
يشار إلى مرارة الفم عند تذوق طعم المرارة في الفم. قد يكون هذا الطعم مؤقتا نتيجة تناول الأطعمة الحارة أو المرّة أو الغنية بالتوابل، أو نتيجة تناول بعض الأدوية، أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو التدخين.
كما قد تكون مرارة الفم ناتجة عن مشكلة صحية معينة، كالتهاب اللثة، أو أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة المعوية أو التهاب المرارة، أو اضطراب في صحة الكبد أو الكلى.
أعراض مرارة الفم
يمكن أن تشمل الأعراض المرتبطة عادة بالمرارة في الفم ما يلي:
-
الطعم المر المستمر في الفم
يعتبر الإحساس المستمر أو المتكرر بالطعم المرّ في الفم، والذي يستمر حتى بعد الأكل أو الشرب من أهم العلامات على مرارة الفم.
-
التغيرات في إدراك الذوق
يمثل تغير التذوق حيث تبدو جميع الأطعمة والمشروبات ذات مذاق مر من العلامات على مرارة الفم.
-
جفاف الفم وتغير إنتاج اللعاب
يعتبر جفاف الفم من العلامات الشائعة أيضا لتذوق المرارة في الفم. وذلك نتيجة انخفاض إفراز اللعاب، بالإضافة إلى تكوُّن مادة صفراء أو بيضاء على اللسان.
-
رائحة الفم الكريهة وانزعاج الفم
يمكن أن تكون المرارة في الفم مصحوبة أحيانًا برائحة الفم الكريهة أو بطعم مزعج في مؤخرة الحلق، مع الإحساس بالحرقة أيضا.
اقرأ أيضا: كل ما يجب معرفته عن رائحة الفم الكريهة وطرق علاجها!
أسباب مرارة الفم
بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل مرض السكري أو التهابات الجهاز التنفسي أو الاضطرابات العصبية. هناك العديد من الأسباب المسؤولة عن مرارة الفم، وتشمل:
1. ارتجاع المريء
ويُعرف أيضا بمرض الارتجاع المعدي المريئي، وتحدث هذه الحالة عندما يتدفق حمض المعدة من المعدة إلى المريء، وهو وما يمكن أن يسبب طعما مرا أو حمضيا في الفم. وتحدث هذه الحالة نتيجة ضعف العضلة العاصرة في الجزء العلوي من المعدة. وهو ما يسمح بعودة الحمض من المعدة إلى المريء، مسببة حرقة في الصدر أو البطن، ثم الطعم المرير في الفم.
2. الأدوية
يمكن لبعض الأدوية أن تسبب الإحساس بطعم مر في الفم كأثر جانبي لتناولها، مثل:
- المضادات الحيوية.
- مضادات الهيستامين.
- الأدوية الموصوفة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
3. مشاكل صحة الفم
يمكن أن تتسبب مشاكل الأسنان مثل تسوس الأسنان، أو أمراض اللثة أو عدوى الأسنان أو سوء نظافة الفم في المعاناة من الطعم مر في الفم. ويمكن أن يساعد استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا في تقليل البكتيريا للتقليل من مرارة الفم.
4. جفاف الفم
يمكن أن تتسبب قلة إفراز اللعاب في جفاف الفم والطعم المر. ويحدث جفاف الفم عادة بسبب الأدوية أو بعض الأمراض أو التنفس عن طريق الفم. كون إفراز اللعاب بشكل كافٍ يساعد على تقليل البكتيريا في الفم والتخلص منها.
5. الالتهابات
يمكن أن تسبب العدوى الالتهابية في الفم أو الجيوب الأنفية أو الحلق الإحساس بالطعم المر في الفم. بالإضافة إلى البقع البيضاء على اللسان أو الفم أو الحلق التي تسببها عدوى الخميرة والتي قد تتسبب في استمرار مرارة الفم إلى حين علاجها.
6. مشاكل المرارة أو الكبد
يمكن أن تؤدي مشاكل المرارة أو الكبد، كالإصابة بحصوات المرارة أو أمراض الكبد، في بعض الأحيان، في الإحساس بالطعم المر.
7. العوامل الغذائية
يمكن أن يؤدي نقص العناصر المغذية كالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين ب 12 أو نقص الزنك، إلى تغير طعم الأطعمة في الفم، مما يؤدي إلى الإحساس بالطعم المر في الفم.
8. التدخين
يمكن أن يسبب التدخين الإحساس بالطعم المر في الفم. وذلك نتيجة احتوائه على العديد من المواد الكيميائية التي قد تظل عالقة على مستوى الحلق والمريء.
9. الحمل
يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية في فترة الحمل في إحساس النساء الحوامل بالطعم المر في الفم. حيث تتسبب التغيرات الهرمونية في التأثير على الحواس في فترة الحمل، وهو ما يجعل المرأة الحامل ترغب أحيانا في تناول بعض الأطعمة غريبة المذاق أو الرائحة.
الأمراض التي تسبب مرارة الفم
هناك عدة أمراض وحالات صحية يمكن أن تكون من أسباب مرارة الفم، وتشمل:
1. أمراض المرارة والكبد
يمكن أن تؤدي الحالات التي تصيب المرارة أو الكبد إلى تعطيل تدفق العصارة الصفراوية. وهو ما قد يؤدي إلى الإحساس بطعم مر في الفم. كما يمكن أن تؤدي حصوات المرارة أو التهاب المرارة إلى عودة العصارة الصفراوية من المعدة إلى الفم. أو قد تؤثر أمراض الكبد على إنتاج الصفراء وتدفقها.
2. مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
يعتبر مرض الارتجاع المعدي المريئي حالة مزمنة يتدفق فيها حمض المعدة إلى المريء. مما يسبب تهيجا وطعما مرا أو حامضا في الفم. وغالبا ما يكون ارتجاع حمض المعدة مصحوبا بأعراض أخرى مثل الحموضة المعوية.
اقرأ أيضا: ارتجاع المريء : أعراضه وأسبابه وطرق علاجه الدوائية والجراحية
3. التهابات الفم ومشاكل الأسنان
يمكن لأمراض اللثة أو العدوى الفطرية إلى المعاناة من الطعم المر. كما يمكن أن يساهم سوء نظافة الفم أو تسوس الأسنان أو التهابات الأسنان في الإحساس بالمرارة في الفم.
4. التهابات الجهاز التنفسي
يمكن أن تؤدي بعض التهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الشعب الهوائية، إلى التنقيط الأنفي الخلفي، والذي يمكن أن يسبب طعما مرا نتيجة سيلان المخاط من مؤخرة الحلق إلى الفم.
5. داء السكري
قد يؤثر مرض السكري أو ارتفاع مستويات السكر في الدم في القدرة على التذوق. وهو ما يمكن أن يتسبب في الإحساس بطعم مر أو طعم معدني مستمر في الفم.
اقرأ أيضا: ما هو معدل السكر الطبيعي لمرضى السكري والأصحاء ؟
6. الأدوية والعلاجات
يمكن أن تسبب بعض الأدوية والعلاجات طعما مرا كأثر جانبي لاستخدامها، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- المضادات الحيوية.
- مضادات الهيستامين.
- أدوية العلاج الكيميائي.
- بعض أدوية القلب والأوعية الدموية.
- العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس والرقبة.
7. الاضطرابات العصبية
يمكن أن تؤثر بعض الحالات العصبية على الأعصاب المسؤولة عن القدرة على التذوق، مثل مرض التصلب المتعدد أو شلل الوجه النصفي (شلل العصب الوجهي) أو بعض أورام الدماغ أن تغير حاسة التذوق وتؤدي إلى الإحساس بطعم مر في الفم.
علاج مرارة الفم
يختلف علاج مرارة الفم باختلاف السبب المرتبط بالمرارة، وتشمل العلاجات التي يقترحها الطبيب والأخصائي:
-
الحرص على النظافة الفموية
يعتبر الحفاظ على نظافة الفم من الأسباب التي يمكن تفادي مرارة الفم من خلالها؛ وذلك عن طريق:
1. تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يوميًا على الأقل.
2. استخدام الخيط لتقليل تراكم البكتيريا.
3. إجراء فحص للأسنان من حين لآخر للاطمئنان على صحة أسنانك.
-
الأدوية وعلاج الحالات المرضية
إذا كانت الأدوية تسبب الطعم المر كأثر جانبي لها، فيمكن استشارة الطبيب لتعديل الجرعة الموصى بها أو تغيير الأدوية أو التوصية بعلاجات أخرى. أما إذا كانت مرارة الفم مرتبطة بالتهابات الفم الناتجة عن العدوى أو مرض في الأسنان فيمكن الحصول على المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات لعلاج المشاكل المرتبطة بصحة الأسنان.
وإذا كانت المرارة في الفم من ضمن الأعراض الناتجة عن المعاناة من حالة طبية أساسية كمرض السكري أو أمراض الكبد، فإن علاج هذه الحالة الصحية يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.
-
التغييرات في نمط الحياة والتعديلات الغذائية
إذا كان مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) هو السبب المسؤول عن مرارة الفم، فيمكن تغيير الأنماط الغذائية، مثل:
1. تجنب الأطعمة المحفزة لمرارة الفم.
2. تناول وجبات أصغر خلال اليوم عوض الوجبات الكبيرة.
3. تجنب الاستلقاء بعد الأكل.
4. استشارة الطبيب لوصف الأدوية التي تقلل من إنتاج حمض المعدة أو تقوي العضلة العاصرة للمريء السفلية.
5. علاج جفاف الفم من خلال شرب الكثير من الماء، واستخدام منتجات اللعاب الاصطناعية ومضغ العلكة الخالية من السكر.
6. تجنب التدخين والتعاطي للكحول.
الوقاية من مرارة الفم
تعتمد الوقاية من المرارة في الفم على السبب المسؤول عن الطعم المر. إليك هذه النصائح التي يمكن أن تساعدك على تقليل احتمال الإحساس بالطعم المر:
-
الحرص على نظافة الفم
ينبغي أن تحرص على غسل أسنانك بالفرشاة مرتين يوميا على الأقل مع استخدام الخيط يوميا للحفاظ على نظافة الفم، ويمكن لهذه العادات الصحية أن تساهم في منع التهابات الفم وتقليل تراكم البكتيريا واللويحات التي يمكن أن تؤدي إلى مرارة الفم.
-
زيارة طبيب الأسنان بانتظام
سيمكنك إجراء فحوصات الأسنان المنتظمة في الحفاظ على صحة فمك وأسنانك. حيث سيحرص الطبيب على علاج المشاكل الفموية التي قد تتسبب في الإحساس المستمر بالطعم المر.
-
ترطيب الجسم
ينبغي أن تحرص على شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم للحفاظ على ترطيب فمك. إذ يمكن أن يساعدك شرب الماء بشكل متكرر على التخلص من الأطعمة العالقة في الحلق وتعزيز إنتاج اللعاب لتفادي جفاف الفم.
-
تجنب الأطعمة والمشروبات المحفزة لمرارة الفم
يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات مثل الأطعمة شديدة الحموضة أو الحارة، والكحول والكافيين أن تساهم في مرارة الفم أو تتسبب في تغير القدرة على التذوق. لذلك، يُنصح بتجنب الأطعمة التي تسبب لك مرارة الفم واستبدالها بأطعمة أخرى.
أسئلة شائعة قد تهمك
هل مرارة الفم لها علاقة بالغدة الدرقية؟
نعم، يمكن أن تكون المرارة في الفم مرتبطة بالغدة الدرقية، إذ تساهم الغدة الدرقية في تنظيم وظائف الجسم، من ذلك عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الهرمونات. ويمكن أن يؤدي قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية إلى اختلال مستويات الهرمونات في الجسم الذي قد يؤثر في القدرة على تذوق الأطعمة، مسببا إحساسا بطعم مر أو معدني في الفم.
ففي حالة قصور الغدة الدرقية، حيث لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من جفاف الفم المؤدي إلى تغير القدرة على التذوق. ثم المعاناة من ارتجاع المريء المسببة للطعم المر نتيجة عودة الحمض من المعدة إلى المريء. ويمكن أن يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي يتميز بالإفراط في إنتاج الهرمونات في القدرة على التذوق مسببا طعما مرا أو معدنيا في الفم أيضا.