ما هو مرض ارتجاع المريء؟ 

مرض ارتجاع المريء (GERD) أو الارتداد المعدي المريئي (Gastroesophageal Reflux Disease) من ضمن اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على العضلة العاصرة المريئية السفلية بين المعدة والمريء وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. 

يحدث مرض الارتداد المعدي المريئي نتيجة عودة العصارة الحمضية أو الطعام والسوائل من المعدة إلى المريء، ويتم تأكيد تشخيص الإصابة به إذا كان الارتجاع الحمضي متكررا ويحدث بمعدل مرتين في الأسبوع.

أعراض ارتجاع المريء

من أهم أعراض ارتجاع المريء الرئيسية حرقة المعدة والارتجاع الحمضي، حيث تتسبب حرقة المعدة في عسر الهضم وألم الصدر الحارق الذي يصل إلى الرقبة والحلق، ثم ارتجاع الطعام والسوائل من المعدة إلى الحلق والفم، وهو ما يؤدي إلى صعوبة البلع أو الإحساس بأن الطعام يظل عالقا في الحلق. 

عادة ما يستمر الإحساس بالحرقة وألم الصدر لمدة تصل إلى ساعتين، ويكون الإحساس حارقا خاصة بعد الأكل وعند الاستلقاء والانحناء. يمكن أن يسبب الارتداد المعدي المريئي أيضا رائحة الفم الكريهة، بحة في الصوت والسعال الجاف، والتهاب اللحلق والحنجرة واللثة.

أسباب ارتجاع المريء 

ترتبط أسباب ارتجاع المريء باضطراب وظيفة العضلة العاصرة السفلية للمريء، التي تنفتح للسماح بدخول الأطعمة والسوائل إلى المعدة، ثم تنغلق لمنع الأكل والعصارة الحمضية من الخروج من المعدة والعودة إلى المريء. 

ينتج ارتجاع المريء أو ارتداد الحمض عن ضعف أو ارتخاء هذه العضلة، مما يسبب في عدم انغلاقها بعد دخول الأطعمة والسوائل إلى المعدة وهو ما يؤدي إلى ارتجاع الحمض إلى الحلق والفم. وتشمل العوامل التي قد تؤدي إلى ارتخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء: 

1. فتق الحجاب الحاجز

يحدث فتق الحجاب الحاجز (وهو الجدار العضلي الذي يفصل بين البطن وتجويف الصدر)، عندما ينتفخ الجزء العلوي من المعدة، حيث تندفع المعدة من خلال الفتحة التي يمر منها المريء. يؤدي هذا الفتق الحجابي إلى ضعف قدرة العضلة العاصرة المريئية السفلية على أداء وظيفتها.

2. الضغط الشديد على البطن 

ينتج الضغط الشديد على البطن عن الحمل وتناول الوجبات الكبيرة ثم الاستلقاء بعد تناول الوجبات بوقت قصير إلى انتفاخ الجزء العلوي من المعدة، وهو ما يقلل الضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية ويمنعها من الانغلاق التام.

3. بعض الأدوية 

تشمل الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بارتجاع المريء أدوية الربو، وأدوية ارتفاع ضغط الدم والحساسية، والمسكنات والمهدئات ومضادات الاكتئاب.

أنواع ارتجاع المريء

يمكن تصنيف أنواع ارتجاع المريء حسب المراحل المميزة للإصابة به والتي تتراوح بين الخفيفة والخطيرة، وتتميز المرحلة الخفيفة من ارتجاع المريء بمعاناة الشخص من حرقة في المعدة وارتداد حمضي متكرر بمعدل مرة أو أقل في الأسبوع. وتمثل المرحلة المعتدلة معاناة الشخص من الارتداد وحرقة المعدة عدة مرات في الأسبوع، وتمثل المرحلة الشديدة منه معاناة الشخص من الحرقة المعدية والارتداد الحمضي المتكرر ثم السعال المزمن.

تؤدي المرحلة الخطيرة من الارتداد المعدي المريئي إلى الإصابة بسرطان المريء ومن أهم الأعراض المميزة لها هي أن الطعام يعلق في الحلق بعد تناوله.

المضاعفات 

تشمل مضاعفات الارتجاع المعدي المريئي:

1. التهاب المريء

يحدث التهاب المريء نتيجة التهيج والالتهاب الذيي تسببه العصارة الحمضية في بطانة المريء، مما يؤدي إلى معاناة المرضى من التقرحات وحرقة المعدة وآلام الصدر، ومن نتائج هذا الالتهاب هو تضيق المريء الذي يسبب صعوبة في البلع للمريض. 

2. مريء باريت 

من نتائج الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي تضرر المريء بحيث يتم استبدال الأنسجة والخلايا في بطانة الأمعاء بالأنسجة المبطة للمريء، وتعرف هذه الحالة الصحية بمريء باريت وهي من عوامل الإصابة بسرطان المريء.

3. سرطان المريء 

يمكن أن يؤدي الارتجاع المعدي المريئي الإصابة بالسرطان في الجزء السفلي من المريء أو في الأجزاء العلوية والمتوسطة من المريء والتي تمثل الخلايا المبطنة للمريء.

تشخيص ارتجاع المريء 

تساعد الاختبارات والفحوصات التالية في تشخيص ارتجاع المريء: 

  • تنظير الجهاز الهضمي العلوي

يساعد تنظير الجهاز الهضمي العلوي في الكشف عن الأنسجة الملتهبة أو المتهيجة من خلال أخذ خزعة من أنسجة المعدة والمريء والأمعاء الدقيق لإجراء الفحوصات عليها.

  • مراقبة درجة الحموضة في المريء 

يعمل هذا الاختبار على قياس مستويات الحموضة في المريء، من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن عبر الأنف إلى المريء، أو من خلال استخدام منظار داخلي لقياس درجة حمض المعدة في المريء.

  • الأشعة السينية 

تساعد الأشعة السينية المستخدمة للجهاظ الهضمي العلوي في الكشف عن المشاكل المرتبطة بالمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة.

  • قياس ضغط المريء 

يعمل هذا الاختبار على قياس ضغط العضلة العاصرة المريئية السفلية وعضلات المريء للتأكد من قوة العضلة العاصرة في نقل الطعام من المريء إلى المعدة والتشنجات التي قد تحدث أثناء هذه العملية.

علاج ارتجاع المريء 

يوصي الأطباء لعلاج ارتجاع المريء والتقليل من أعراضه بتغييرات في نمط الشخص، والتي تشمل عادة فقدان الوزن في حالة المعاناة من السمنة وزيادة الوزن، ورفع الرأس وتجنب إمالته لتفادي الارتجاع الحمضي، ثم الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي. وتشمل العلاجات  الطبية التي يوصي بها الأطباء حسب الحالة الصحية للمريض: 

1. العلاج الدوائي 

يمكن الحصول على الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، لكن، إذا كانت أعراض الارتجاع المعدي تزداد سواء فعادة ما يصف الأطباء الأدوية التالية: 

  • مضادات الحموضة

تعمل مضادات الحموضة على تخفيف حرقة المعدة وأعراض الارتجاع المعدي، وينبغي الحصول عليها تحت الإشراف والتعلميات الطبية التي يوصي بها الأخصائي. 

  • حاصرات H-2

تعمل هذه الحاصرات على تقليل كمية الأحماض التي تنتجها المعدة مما يساهم في التئام المريء والوقاية من الالتهابات التي قد يحدثها الارتجاع الحمضي.

  • مثبطات مضخة البروتون 

تعمل مثبطات مضخة البروتون على التقليل من كمية الحمض التي تنتجها المعدة مما يعزز عملية التعافي وتقليل حدة الأعراض ثم شفاء بطانة المريء. 

2. العلاج الجراحي

يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي في حالة عدم تعافي الشخص جراء حصوله على الأدوية، وتشمل طرق العلاج الجراحي: 

  • عملية تثنية القاع

يلجأ إلى عملية تثنية القاع لخياطة الجزء العلوي من المعدة، وذلك بهدف تعزيز وظيفة العضلة العاصرة المريئية السفلية، وذلك بتعزيز انغلاقها ومنع الأحماض من الارتجاع. 

  • عملية تثنية القاع بالتنظير 

يمكن استخدام التنظير لعلاج الارتجاع المعدي المريئي من خلال خياطة الجزء العلوي من المعدة وذلك باستخدام أنبوب صغير مزود بمصباح وكاميرا، والذي يتم إدخاله من الفم نحو المريء.

  • الجراحة لعلاج السمنة 

يقترح الأطباء للتخفيف من حدة أعراض الارتجاع المعدي إجراء جراحة على مستوى المعدة لعلاج السمنة وإنقاص الوزن.

طرق الوقاية من ارتجاع المريء 

يمكن الوقاية من ارتجاع المريء من خلال اتباع النصائح التالية:

  • إنقاص الوزن والحفاظ على وزن صحي.
  • تناول وجبات صغيرة بدل تناول وجبات كبيرة لمرات عدة مرات في اليوم.
  • تقليل الدهون غير الصحية كالزيوت والزبدة ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
  • تجنب الأطعمة المحفزة للارتجاع الحمضي.
  • عدم الانحناء أو الاستلقاء مباشرة بعد تناول الأكل.
  • تجنب النوم مباشرة بعد الأكل.
  • رفع الرأس قليلا عند النوم لتجنب الارتجاع الحمضي.
  • التوقف عن التدخين.

متى تزور الطبيب؟ 

يجب عليك زيارة الطبيب لدى ملاحظتك للأعراض التالية: 

  • ألم في الصدر.
  • القيء المستمر أو المصحوب بالدم.
  • صعوبة أو ألم عند بلع الطعام.
  • البراز الدموي.
  • فقدان الوزن غير المبرر.