إن المخاوف المتزايدة لدى الناس من احتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس، دفعتهم إلى توخي الحذر بشأن قضاء المزيد من الوقت في الشمس. لكن، تظل فوائد أشعة الشمس ضرورية للحفاظ على المستويات المثلى من فيتامين د، وغيرها من الفوائد على الصحة الجسدية والنفسية.
وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2006، المعنون بـ”العبء العالمي للمرض الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية”، فإن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يمثل 0.1% فقط من إجمالي العبء العالمي للمرض.
يوضح المؤلف المشارك في التقرير روبين لوكاس، أن العديد من الأمراض المرتبطة بالتعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية هي حميدة، وتحدث بين الفئات العمرية الأكبر سنا، وذلك بسبب التعرض الطويل والمتراكم لأشعة الشمس.
في المقابل، أكد التقرير نفسه على أن النسبة المرضية التي تسجل سنويا في جميع أنحاء العالم، والبالغة 3.3 مليار، تكون نتيجة التعرض لمستويات منخفضة جدا من أشعة الشمس. وتشمل هذه الأمراض:
- اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي.
- أمراض المناعة الذاتية.
- السرطانات المهددة للحياة.
فوائد أشعة الشمس للجسم
1. أشعة الشمس تساعد في الحصول على فيتامين د
من أشهر فوائد أشعة الشمس للجسم، هو الحصول على فيتامين د الضروري للعمليات البيولوجية التي تحدث في الجسم، على الرغم من أن هناك مصادر أخرى لفيتامين د من بينها النظام الغذائي والمكملات الغذائية.
عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس فوق البنفسجية، فإنها تتفاعل مع بروتين 7-ديهيدروكوليستيرول لإنتاج فيتامين D3. والدي يعمل على:
- تقوية ودعم العظام والعضلات.
- تقوية جهاز المناعة واستقلاب الجلوكوز.
- تقليل الالتهابات.
- تحسين المزاج.
- إدارة مستويات الكالسيوم.
- تحسين وظائف القلب.
2. أشعة الشمس تقي من الاكتئاب
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العاطفية الموسمية، فإن التعرض لأشعة الشمس يكون فعالا في الوقاية من الاكتئاب الموسمي، حيث تزداد أعراضه سوءًا عندما تصبح الأيام أقصر، وتتحسن عندما تطول الأيام وتكون الشمس أكثر إشراقا.
يعاني الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي من أعراض شديدة في شهري يناير وفبراير. وهي حالة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية للمصابين بها، فقد يتسبب لهم في:
- مزاج سيئ يتداخل مع حياتهم اليومية.
- فقدان القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
- صعوبة في التفكير.
- الشعور بانعدام القيمة.
- تغييرات في عادات النوم والأكل.
3. أشعة الشمس تساعدك على النوم بشكل أفضل
يساعد التعرض لمدة ساعة واحدة في الصباح الباكر لأشعة الشمس على النوم خلال الليل بشكل أفضل، حيث تنظم أشعة الشمس إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، عن طريق إخباره بموعد زيادة مستويات الميلاتونين وتقليلها.
وبالتالي كلما زاد تعرضك لأشعة الشمس صباحا، زاد إنتاج جسمك للميلاتونين عندما يحين وقت النوم.
4. أشعة الشمس تساعدك في بناء عظام قوية:
عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية فأنت تساهم في تكوين جلدك للفيتامين د. وخلال 30 دقيقة من التعرض للشمس، تكون قد حصلت على المستويات التالية من فيتامين د:
- 50000 وحدة دولية (IUs) إذا كنت من ذوي البشرة البيضاء.
- 20.000 إلى 30.000 إذا كنت من ذوي البشرة السمراء.
- 8000 إلى 10000 وحدة دولية إذا كنت من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
تلعب هذه النسب من فيتامين د دورًا كبيرًا في صحة العظام. حيث تم ربط نقص فيتامين د بـ:
- الكساح عند الأطفال.
- هشاشة العظام.
- تلين العظام.
5. أشعة الشمس تساعدك على الوقاية من بعض أنواع السرطان:
توفر لك الكميات المعتدلة من أشعة الشمس فوائد وقائية من عدة أنواع من السرطان. تشمل هذه السرطانات:
- سرطان القولون.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان المبيض.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان البروستات.
وهو ما يفسر تعرض سكان المناطق التي تقل فيها ساعات النهار لهذه الأنواع من السرطان أكثر من أولئك الذين يعيشون في المناطق التي تكثر بها أشعة الشمس خلال النهار.
6. التعرض للشمس يساعد على الحفاظ على الوزن:
يساعدك البقاء في الخارج في أشعة الشمس، لمدة 30 دقيقة بين الساعة 8 صباحًا والظهيرة، بطريقة أو بأخرى، على فقدان الوزن.
الفترة المناسبة للتعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف
حسب جامعة جونز هوبكنز، تكون أشعة الشمس قوية بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً، ولا ينصح بالتعرض لها دون حماية خلال هذه الفترة الزمنية.
كما تؤكد د. ديكسا بهافسار، ممارسة الطب التقليدي الهندي “الايورفيدا”، أن التعرض لأشعة الشمس خلال الفترة الممتدة بين شروق الشمس وقبل الساعة 8 صباحً، وخلال المساء وقت غروب الشمس، لمدة 25-30 دقيقة، يمكنه تحقيق جميع الفوائد التي تم ذكرها في بداية المقال.
أضرار أشعة الشمس
المقصود من أضرار أشعة الشمس، التغييرات التي تحدثها أشعة الشمس على خصائص الجلد بسبب التعرض لها لفترات طويلة دون أي حماية من الأشعة فوق البنفسجية.
تقوم أشعة الشمس فوق البنفسجية طويلة المدى UVA، وهي ما بين 95 و97% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض، باختراق الجلد بعمق، حيث يمكن أن تساهم في الإصابة بـ:
1. تصبغات الجلد: عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ينتج الجلد المزيد من الميلانين ليحمي نفسه من الآثار الضارة لأشعة الشمس، مما يجعل البشرة تظهر بلون أغمق.
2. احمرار وتبقع البشرة: يمكن أن تسبب أشعة الشمس في تمدد الأوعية الدموية بشكل دائم، مما يجعل بشرتك تظهر مبقعة ومحمرة.
- إتلاف ألياف الكولاجين: يتسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية في إتلاف ألياف الكولاجين والإيلاستين، التي تقع في الأدمة وهي الطبقة العميقة من الجلد، مما يؤدي إلى فقدان جلدك لقوته ومرونته، مما يؤدي إلى تحول الجلد إلى اللون الأصفر وزيادة سماكته مع ظهور تجاعيد عميقة.
3. حروق الشمس: تحدث عندما يتحول الجلد إلى اللون الأحمر، ويصبح مؤلما وساخنا عند اللمس. عادة ما تظهر حروق الشمس خلال عدة ساعات بعد التعرض الزائد لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
- سرطان الجلد، من خلال توليد جزيئات ضارة بالحمض النووي مثل الهيدروكسيل وجذور الأكسجين. وتعزيز التحول الخبيث لخلايا الجلد وقمع قدرة جهاز المناعة على اكتشاف الخلايا الخبيثة ومهاجمتها.
4. إعتام عدسة العين: إذا كنت تعرض عيناك بدون أي حماية بشكل منتظم لأشعة الشمس فوق البنفسجية، فإنك تزيد من احتمالية:
- إتلافها.
- التسبب في مشاكل الرؤية.
- العمى.
- إعتام عدسة العين.
- أمراض تتفاقم بسبب تثبيط المناعة الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية مثل: إعادة تنشيط بعض الفيروسات الكامنة.
نصائح التعرض إلى أشعة الشمس
كل ما سبق التطرق إليه من فوائد أشعة الشمس، لا ينفي أن التعرض المفرط وفي أوقات غير مناسبة لأشعة الشمس من شأنه إلحاق الضرر بصحتك، لذلك احرص على اتباع نصائح التعرض إلى أشعة الشمس التالية:
1. التقليل من التعرض المباشر لأشعة الشمس: خاصة عندما تكون أشعة الشمس فوق البنفسجية أقوى، بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً.
2. تغطية الجسم: احرص على ارتداء ملابس قطنية خفيفة، وقبعة واسعة الحواف، لحماية أكبر قدر ممكن من جلدك. ولا تنس حماية عينيك بنظارات شمسية تحجب ما لا يقل عن 99% من الأشعة فوق البنفسجية.
3. عندما تكون في الشاطئ أو المسبح، تجنب التمدد تحت أشعة الشمس قصد التسمير، يمكن أن يسبب لك ذلك تلفًا خطيرًا للجلد ويساهم في الإصابة بسرطان الجلد.
4. استخدام الواقي الشمسي:
- عند اختيار واقي الشمس، اقرأ الملصق قبل الشراء، وتذكر أنه لا يوجد واقي شمسي يحميك تمامًا.
- استخدم واقيًا من الشمس واسع الطيف بمعامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 30.
- أعد وضعه كل ساعتين على الأقل، وكذلك بعد السباحة أو التعرق.
- أي واق من الشمس بمعامل حماية من الشمس أقل من 15 يحمي فقط من حروق الشمس، ولا يحمي من سرطان الجلد أو شيخوخة الجلد.
أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا طرقك الخاصة في حماية نفسك من أشعة الشمس فوق البنفسجية، والاستفادة في نفس الوقت من فوائدها الصحية.