يومياً يموت ما يقدر بنحو 7000 مولود جديد حول العالم، أكثر من 80% من هذه الوفيات، ناتجة عن أسباب يمكن تجنبها عن طريق حلول بسيطة، مثل الرعاية الصحية ذات التكلفة المناسبة والجودة العالية التي يقدمها أطباء وممرضون مؤهلون، بالإضافة إلى التغذية السليمة للأم والطفل قبل الولادة وبعدها.

يواجه الطفل في 28 يومًا الأولى من العمر -فترة المواليد- أعلى مخاطر الوفاة، بمعدل عالمي يبلغ 18 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي. ففي عام 2017 وحده توفي 2.5 مليون طفل، في الشهر الأول من العمر، معظمهم في الأسبوع الأول.

واقع الحال بالمغرب

حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، تحت عنوان “لكل طفل فرصة للعيش”، يموت في المغرب من أصل كل ألف طفل، حوالي 18 طفلا، وبذلك يحتل المرتبة 26 ضمن الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى.

وأفاد التقرير، أن 80% من وفيات المواليد الجدد تقع نتيجة الولادة قبل الأوان أي قبل أن يتم الجنين 37 أسبوعا، والوزن الضئيل عند الولادة، وكذلك نتيجة للمضاعفات التي تحدث أثناء المخاض والولادة، ثم العدوى مثل التهاب السحايا (المينانجيت) والالتهاب الرئوي.

إن هذه الأسباب نتيجة مباشرة لأوضاع الوالدين وظروف الولادة، لكون هذه الأسر تعاني الفقر والتهميش، ونقص التعليم، إلى درجة تحول دون وصولها للرعاية التي تحتاجها.

كما أن أطفال الأمهات الأصغر سناً، هم الأكثر عرضة لخطر الموت في الأسابيع الأولى من حياتهم، فوفقًاً لمنظمة اليونيسيف، الأطفال حديثو الولادة للأمهات اللواتي تقل أعمارهن عن 20 سنة، هم أكثر عرضة للموت من أطفال الأمهات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و29 سنة بحوالي 1.5مرة.

وتحت عنوان “ولادة الأجنة ميتين: مأساة يكتنفها الصمت”، أفاد التقرير أنه “مثلما أن أعداد المواليد الجدد الذين يتوفون خلال الشهر الأول مرتفعة للغاية، فإن أعداد المواليد الذين يولدون ميتين (أي يولدون دون علامات الحياة) مرتفعة أيضاً. ففي كل عام يولد ما يقارب 2.6 مليون طفل ميت، وأغلبيتهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، كما أن نصف المواليد الذين يولدون ميتين يكونون أحياء في بداية المخاض”. حيث دعا التقرير، مختلف دول العالم التي تعرف نسب وفيات مرتفعة للأطفال ومنها المغرب، إلى بذل مجهودات مضاعفة.

اقرأ أيضا: قبلة الموت.. فيروسات تهدد حياة الرضع والأطفال بدافع الحب!

الحل في إصلاح قطاع الصحة

فرغم صعوبة هذا التحدي، إذ لا يتعلق الأمر بتوفير دواء أو تدخل واحد، بل يتطلب نهجاً على مستوى المنظومة بأسرها، إلا أن الاستثمار في أنظمة صحية قوية، تعطي الأهمية للمرأة الحامل، وجودة الرعاية الصحية قبل وأثناء الولادة، وتوفير العناية المناسبة لحديثي الولادة صغار الحجم والمرضى، والتي تصل إلى الفئات الأشد فقراً وتهميشاً، يعد أمراً حاسماً، ويمكن أن يشكل فرقاً كبيراً، حتى حين تكون الموارد محدودة.

وقد قامت وزارة الصحة بالتنسيق مع مكتب المفوض السامي للتخطيط، وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، وجامعة الدول العربية، بإنجاز المسح الوطني السادس حول صحة السكان والأسرة في عام 2018، الذي تميزت نتائجه بإعادة تقييم مستوى وفيات الأمهات ووفيات الرضع على المستوى الوطني.

حيث سجلت وفيات الأطفال حديثي الولادة معدل 13.56 لكل 1000 مولود حي، بانخفاض قدره 38٪ مقارنة بعام 2011. في حين حددت أهداف التنمية المستدامة الرقم في 12 حالة وفاة لكل 000 1 ولادة حية بحلول عام 2030.

وقد ارتفعت نسبة النساء اللائي استفدن من الرعاية السابقة للولادة المؤهلة، بنسبة 11 نقطة، بين عامي 2011 و2018, لتصل إلى 88.4 ٪، في حين أن نسبة الولادات التي يحضرها طاقم مؤهل زادت أيضًا بشكل كبير، من 74 ٪ في عام 2011 ,إلى 86.6 ٪ في عام 2018، بزيادة قدرها حوالي 13 ٪.