ما هي الدوخة؟
الدوخة ليست حالة بحد ذاتها، بل هي عرض لمرض أو اضطراب ما، وقد تجعلك نوبة الدوار تشعر وكأن العالم من حولك يتحرك أو يدور، وذلك وفقا لـ خدمة الصحة الوطنية.
تختلف شدة الدوخة باختلاف سببها، فقد تكون بالكاد ملحوظة، أو قد تكون شديدة لدرجة تجعلك غير قادر على الحفاظ على توازنك وإتمام مهامك اليومية.
يمكن للدوار أن يستمر لفترات طويلة، أو لثوان فقط. إذا كنت تعاني من دوخة شديدة، فقد تستمر اعراضك لعدة أيام.
يمكن للدوار أن يكون مصحوبا ببعض الأعراض، من بينها:
- الشعور بالمرض.
- فقدان التوازن، وصعوبة الوقوف أو المشي.
أسباب الدوار
من بين أسباب الدوار الأكثر شيوعا، مشاكل الأذن الداخلية، تغيير الوضعية السريع، ومشاكل ضغط الدم. فيما يلي الأسباب المحتملة للدوخة:
1. انخفاض ضغط الدم الانتصابي
انخفاض ضغط الدم الانتصابي هو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بسبب تغيير سريع في الوضعية، مثلا: عند الوقوف فجأة بعد أن كنت مستلق، مما يسبب تحول تدفق الدم مؤقتًا من الدماغ إلى الجسم. قد تتراوح شدة الحالة من الدوار إلى الإغماء، وعادة ما يمر الشعور بسرعة إذا جلس الشخص مرة أخرى.
2. اضطرابات الأذن الداخلية
هناك مجموعة من اضطرابات الأذن الداخلية التي تسبب الدوار، بما في ذلك:
- مرض منيير: هو اضطراب في الأذن الداخلية يحدث بسبب تراكم السوائل وتغير الضغط في الأذن. يمكن لهذه الحالة أن تسبب نوبات من الدوخة مع طنين في الأذن وأحيانا قد تؤدي إلى فقدان السمع.
- التهاب العصب الدهليزي، هو مشكل في الأذن الداخلية تحدث عادة بسبب عدوى فيروسية تسبب التهابًا في الأذن الداخلية حول الأعصاب، وهو الجزء الذي يساعد الجسم على الشعور بالتوازن.
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد BPPV، هو حالة تحدث عندما تسقط جزيئات غبار التوازن الدقيقة في المكان الخطأ من القنوات النصف دائرية في الأذن الداخلية. وقد يحدث ذلك دون سبب معروف وعادة ما يترافق مع تقدم العمر.
3. الأدوية
تؤدي بعض الأدوية إلى الشعور بالإغماء و / أو الدوخة كآثار جانبية لها. لذلك ينصح دائما بقراءة نشرة المعلومات التي ترافق عبوة الدواء من أجل التحقق مما إذا كان الدوار أثر جانبي لذلك الدواء.
4. أمراض القلب والأوعية الدموية
من بين أمراض القلب والأوعية الدموية التي تسبب الدوخة، نجد عدم انتظام ضربات القلب، الذي يحدث عندما ينبض القلب فجأة بسرعة أو ببطء شديد أو بطريقة غير طبيعية.
بالإضافة إلى الدوخة، تشمل أعراض عدم انتظام ضربات القلب الشعور بالإغماء أو الخفة بسبب الانخفاض المفاجئ في تدفق الدم إلى الدماغ وتطور عدم انتظام ضربات القلب.
5. فقر دم
يعتبر التعب العرض الرئيسي لفقر الدم، إلا أن عدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين للدماغ قد يجعلك تشعر بالدوار.
6. القلق والعوامل النفسية
إذا كنت تعاني من القلق وبعض العوامل النفسية مثل نوبات الهلع، فقد تشعر بالدوخة، وذلك بسبب اضطراب التنفس الناتج عن القلق أو نوبة الهلع.
7. الجفاف
يعتبر الجفاف أيضا سببا للدوخة. يؤدي فقدان الكثير من السوائل إلى الجفاف، وتشمل أعراضه: العطش وجفاف الجلد.
أسباب أخرى
تشمل الأسباب الأخرى المحتملة للدوخة:
- نوبة الصداع النصفي.
- تناول الكحوليات.
علاج الدوخة والدوار في أقل من دقيقة
عادة ما تزول الدوخة من تلقاء نفسها، لكن من أجل علاجها خلال فترة قصيرة، قم بـ:
- الجلوس أو الاستلقاء فورًا، واغلق عينيك في غرفة مظلمة.
- تحرك ببطء وحذر.
- تجنب قيادة السيارة.
- الحصول على الكثير من الراحة.
- تجنب تناول الكافيين والكحول والملح والتبغ.
- شرب الكثير من السوائل خاصة الماء.
علاج الدوخة
يعتمد علاج الدوخة على السبب الكامن خلفها، فيما يلي بعض طرق العلاج:
1. إجراء إعادة تهيئة وضع القناة
يختفي دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) بعد عدة أسابيع أو أشهر دون الحاجة إلى علاج، وذلك نتيجة ذوبان الحطام في قناة الأذن، الذي يسبب الدوار، أو استقراره في مكان لا يسبب من خلاله أي أعراض.
ومن أجل التخلص من الدوار الناجم عن (BPPV)، توصي إرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب بالقيام بسلسلة من حركات الرأس والجسم لنقل رواسب الكالسيوم من القناة إلى حجرة الأذن الداخلية. ضع في اعتبارك أنه من المحتمل أن تعاني من الدوار خلال هذه العملية. استعن بطبيب أو المعالج الفيزيائي.
2. علاج إعادة التأهيل الدهليزي لتحسين التوازن وتقليل الأعراض
يهدف هذا نوع من العلاج الطبيعي إلى المساعدة في تقوية الجهاز الدهليزي، والذي تتمثل وظيفته في إرسال إشارات إلى الدماغ حول حركات الجسم والرأس بالنسبة للجاذبية.
غالبًا ما تتحسن أعراض التهاب العصب الدهليزي من تلقاء نفسها بعد عدة أسابيع. إلا أنه من الضروري الحصول على:
- الراحة في السرير.
- مراجعة الطبيب إذا ساءت الأعراض.
3. تقليل الإجهاد
يساعد تقليل الإجهاد على التخلص من الدوخة. يمكن لبعض التمارين أن تساعدك على ذلك، مثل اليوغا وبعض التمارين للتخلص من الدوخة المتواجدة بالأساس، مثل:
- مناورة إيبلي
وهي عبارة عن أربع حركات رأس منفصلة تهدف إلى تحريك الأجزاء التي تسبب الدوار من أجل تقليل الأعراض. خلال هذا التمرين يتم البقاء في كل وضعية لمدة 30 ثانية على الأقل.
- تمارين براندت داروف
إذا لم تنجح مناورة إيبلي، أو إذا لم تستطع القيام بها لأنك تعاني من مشاكل الرقبة أو الظهر، يمكنك تجربة تمارين براندت داروف. وهي تمارين مصممة لجعل المريض يعتاد على الوضع الذي يسبب له الدوار.
من أجل القيام بهذه التمارين بشكل فعال، قم باستشارة الطبيب لكي يعلمك.
4. التدخلات النفسية للدوار المرتبط بالقلق
قد يحدث الدوار بسبب التوتر المزمن والقلق، لذا فإن تعلم بعض تقنيات إدارة الإجهاد يمكن أن يساعد في علاج الدوار وتحسين الصحة بشكل عام. يوصي خبراء الصحة النفسية بـ:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- البقاء نشطًا.
- التحكم في التنفس.
- التحدث عن مخاوفك.
- إيجاد طرق للتخفيف من حدة المواقف السلبية.
علاج الدوخة في المنزل
إذا كنت تعاني من دوار نتيجة حالة غير مزمنة، يمكنك اتباع الإجراءات التالية لعلاج الدوخة في المنزل:
- اجلس أو استلق عندما تشعر بالدوار إلى أن يختفي، من أجل تفادي احتمال فقدان توازنك، مما قد يؤدي بك إلى السقوط والإصابة.
- عند الضرورة، اتكئ على الحائط عند الوقوف وعلى الدرابزين عند صعود الدرج.
- قم بالتمارين التي تساعد في تحسين التوازن، مثل اليوجا والتاي تشي.
- تجنب تغيير الوضعية فجأة.
- تجنب الكافيين والكحول والتبغ.
- اشرب الكثير من الماء.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
- تحدث مع طبيبك إذا كنت تشك بأن الدواء هو الذي يسبب لك الدوخة.
- تناول الأدوية دون وصفة طبية إذا كنت تعاني من الغثيان.
- عند ارتفاع درجة الحرارة استرح في مكان بارد واشرب الماء.
علاج الدوخة الدوائي
يمكن وصف العلاجات الدوائية إذا كان الدوار مصاحب لعدوى أو التهاب، حيث تقلل المضادات الحيوية أو المنشطات من الالتهاب وتعالج العدوى.
وفي بعض الحالات، يتم وصف علاج دوائي لتخفيف الغثيان أو دوار الحركة المصاحب للدوخة.
كما يتم وصف مدرات البول (حبوب الماء) في مرض منيير، من أجل تقليل الضغط الناتج عن تراكم السوائل.
توصف هذه الأدوية عادة لمدة 3 إلى 14 يومًا، اعتمادًا على المرض أو الحالة المسببة للدوار والتي تم وصف الدواء لعلاجها.
التدخلات الجراحية والإجرائية
في حالات قليلة جدا تكون الجراحة ضرورية أو بالأخرى خيارا جيدا لعلاج الدوار، بما في ذلك الدوار الناجم عن مشكلة أساسية خطرة، مثل:
- ورم.
- إصابة في الدماغ أو الرقبة.
1. التدخلات الجراحية لمرض مينيير
إذا كنت تعاني من نوبات الدوار الناتجة عن مرض منيير ولم تساعد العلاجات المتاحة في تخفيف الحالة، فقد تكون الجراحة الحل الأمثل:
- جراحة كيس اللمف الباطن: من أجل تخفيف الضغط حول هذا الكيس الذي يساعد على التحكم في مستويات سوائل الأذن الداخلية.
- استئصال التيه: من خلال هذه العملية يتم إزالة أجزاء الأذن المسببة للدوار، والاعتماد فقط على الأذن السليمة لإرسال المعلومات حول التوازن والسمع إلى عقلك. يتم اللجوء إلى هذه العملية فقط عند ضعف السمع أو فقدانه في الأذن المريضة.
- قسم العصب الدهليزي: تتضمن هذه الجراحة قطع العصب الدهليزي لمنع وصول المعلومات حول الحركة إلى الدماغ، وهو إجراء يحسن الدوار ويسمح لك بالسمع من الأذن المريضة.
2. حقن الأذن الداخلية لأنواع معينة من الدوار
في بعض الحالات، يمكن للطبيب اقتراح حقن الأذن الداخلية للمريض باستخدام الجنتاميسين، وهو مضاد حيويّ يعطل وظيفة التوازن.
اسئلة شائعة قد تهمك
ما هو المشروب الذي يعالج الدوخة؟
بما أن الجفاف هو أحد أكثر الأسباب المحتملة للدوخة، حاول شرب الماء عند الشعور بالدوار، كما يمكنك شرب شاي الأعشاب مع بعض العسل، أو عصائر الفاكهة.
كيف أعرف أن الدوخة خطيرة؟
إذا شعرت الدوخة مع الأعراض المصاحبة التالية، فاعلم أن حالتك خطيرة وتستدعي طلب الرعاية الطبية:
- ارتباك.
- صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
- حديث مشوش.
- بحة في الصوت.
- خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق.