غشاء البكارة هو عبارة عن نسيج رقيق يغطي جزئيًا فتحة المهبل، ينشأ من بقايا تكوين المهبل خلال النمو الجنيني.

يربط الكثير من الناس غشاء البكارة بالعذرية ويفترضون أنه “ينكسر” عند ممارسة الجنس المخترق لأول مرة. ليصبح بهذا الاعتقاد علامة جسدية على العذرية. 

هذه المعتقدات تتسبب في الكثير من المشاكل للنساء. في العديد من البلدان، لا تزال بعض النساء تخضعن لعمليات جراحية لإعادة بناء غشاء البكارة.

كما تقول إحدى الأساطير، إن هناك غشاء بكارة يغطي فتحة المهبل بالكامل يتمزق عند الجماع لأول مرة. لكن، الباحثة في أمراض النساء من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا NTNU، لون هوفمان تدحض هذه الأسطورة، قائلة:

في حالات نادرة، قد يغطي غشاء البكارة فتحة المهبل بالكامل. حيث قد تعاني واحدة من كل 1000 امرأة كحد أقصى من هذه الحالة، ولن يستطيع دم الحيض الخروج من الجسم ويتطلب الأمر إجراء عملية جراحية.

عند جميع النساء تقريبًا، يتشكل هذا الغشاء المخاطي على شكل حلقة، أي يكون لها فتحة. تكون هذه الحلقة في جميع الأشكال التي يمكن تصورها: 

  • مستديرة.
  • على شكل هلال.
  • على شكل شريط عبر الفتحة.

بينما تولد بعض النساء بقليل من أنسجة الغشاء أو بدون أنسجة على الإطلاق! فليس كل من لديها مهبل لديها غشاء بكارة!

لماذا قد تولد بعض الفتيات بدون غشاء بكارة؟

حسب المكتبة الوطنية للطب، تولد بعض النساء بغشاء بكارة صغير جدًا أو بدون غشاء بكارة على الإطلاق. وقد يكون السبب في ذلك: 

اضطرابات النمو في الجهاز التناسلي للأنثى، والتي تحدث خلال نموها في بطن أمها! تشمل الأعضاء التناسلية الأنثوية: 

  • المهبل.
  • المبيض.
  • الرحم.
  • عنق الرحم.

يبدأ الجنين في تطوير أعضائه التناسلية بين الأسبوعين الرابع والخامس من الحمل، ويستمر هذا حتى الأسبوع العشرين من الحمل. قد تكون المشاكل في نمو الأعضاء التناسلية للفتاة ناجمة عن:

  • جينات مكسورة أو مفقودة (عيب جيني):

قد يعاني بعض الأطفال من خلل في جيناتهم يمنع أجسامهم من إنتاج إنزيم يسمى 21 هيدروكسيلاز. تحتاج الغدة الكظرية إلى هذا الإنزيم لإنتاج هرمونات مثل الكورتيزول والألدوستيرون. تسمى هذه الحالة بتضخم الغدة الكظرية الخلقي. إذا كانت الطفلة النامية تفتقر إلى هذا الإنزيم، فسوف تولد برحم ومبيض وقناتي فالوب. ومع ذلك، فإن أعضائها التناسلية الخارجية ستبدو مشوهة!

  • استخدام بعض الأدوية خلال فترة الحمل:

يمكن أن تنتقل بعض الأدوية التي تتناولها الأم إلى مجرى دم الجنين وتتعارض مع نمو الأعضاء. أحد الأدوية المعروفة للقيام بذلك هو ثنائي إيثيل ستيلبيسترول (DES). 

يصف الأطباء هذا الدواء للحوامل مرة واحدة لمنع الإجهاض والولادة المبكرة. ومع ذلك، أقر العلماء بأن الفتيات الصغيرات اللائي يولدن لأمهات تناولن هذا الدواء لديهن شكل غير طبيعي للرحم. كما يزيد العقار من فرص الفتيات في الإصابة بنوع نادر من سرطان المهبل.

البكارة تتغير مع تقدم العمر:

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، يختلف شكل وحجم ومرونة غشاء البكارة، ويتغير بشكل كبير خلال عمر المرأة. 

عند الأطفال حديثي الولادة، الذين لا يزالون تحت تأثير هرمونات أمهاتهم، يكون الغشاء سميكًا وورديًا شاحبًا. 

على مدى السنوات الثلاثة إلى الأربعة التالية، يتغير شكل الغشاء ويصبح غشاءًا رقيقًا نسبيًا ذو حواف ناعمة، يرتبط عادةً بالأعضاء التناسلية الأنثوية قبل البلوغ.

مع اقتراب سن البلوغ، يزداد سمك الغشاء، وتزداد مرونته. وتحدث تغييرات أخرى مع التغيرات الهرمونية للحمل والولادة والشيخوخة وفقدان الإنتاج الهرموني في سن اليأس.

باختصار، على غرار أجزاء وأعضاء الجسم الأخرى، فإن غشاء البكارة ديناميكي، ومن الضروري أن تدرك النساء اللواتي يخضعن لفحوصات الطب النسائي الروتينية هذه الاختلافات الواسعة.

هل يمكن الكشف عن عذرية المرأة من خلال اختبار العذرية؟

ليس من الممكن تحديد ما إذا كانت الفتيات أو النساء عذارى من خلال تفقد البكارة، وفقًا لـ هوفمان.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة أيضًا بيانًا في عام 2018، نص على أن اختبار العذرية غير علمي وأنه لا يوجد فحص معروف يمكن أن يثبت أن امرأة قد مارست الجنس المهبلي فعلا أم لا! 

أخيرا، ما يمكن قوله هو أن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت المرأة قد مارست الجنس من قبل أم لا هو سؤالها!