ما هو سرطان الخصية؟

يحدث سرطان الخصية نتيجة نمو وتكاثر الخلايا السرطانية في أنسجة خصية واحدة أو أنسجة كلتا الخصيتين. ويعتبر من ضمن السرطانات الأقل شيوعا، ويصيب عادة الأشخاص البالغين الأصغر أو الأكبر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة. 

عادة ما يصيب السرطان خصية واحدة فقط، ولكن، ليس من المستبعد أن يصيب كلتا الخصيتين، كما أن الخلايا السرطانية يمكن أن تنتشر إلى العقد الليمفاوية في المعدة أو أعضاء الجسم الأخرى. لكن، يمكن علاج سرطان الخصية باعتماد الخيارات العلاجية المتاحة، كما أن خطر الوفاة منه منخفض جدا ويُقدر بحوالي 1 من كل 5000 حالة.

شكل سرطان الخصية

الخصيتان عبارة عن عضو يشكل الجهاز التناسلي الذكري، وتوجد الخصيتان بيضويتا الشكل داخل كيس الصفن. وتعمل الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون المساعدين على تطوير الخصائص الجنسية للذكور.

ويتغير شكل الخصية المصابة بالسرطان من الحالة العادية إلى تكون كتلة صغيرة أو تورم في نسيج الخصية، وعادة ما لا يكون مؤلما. قد يكون التورم صغير الحجم بحجم حبة البازلاء أو أكبر من ذلك بكثير. 

اقرأ أيضا: أن تكون خصية أكبر حجما أو أكثر ارتفاعاً عن الأخرى…هل هو أمر طبيعي أم مرضي؟

أعراض سرطان الخصية

تعتبر أعراض سرطان الخصية الأكثر شيوعا هي وجود كتلة غير مؤلمة في الخصية، وتشمل أعراضه الأخرى: 

1. ألم أو انزعاج في الخصية

يعتبر الألم في الخصية من الأعراض المميزة للإصابة، وإلى جانب الإحساس بالألم والانزعاج يمكن ملاحظة أعراض أخرى كاختلاف الحجم بين الخصيتين والإحساس بأن الخصيتين غير متساويتين، بحيث تتقلص خصية عن الأخرى ويصغر حجمها.

2. كيس الصفن

يمكن أن يشعر الشخص المصاب بسرطان الخصية بثقل في كيس الصفن الحامل للخصيتين، مع الإحساس بوجع وألم خفيف في كيس الصفن نتيجة تراكم السوائل في كيس الصفن.

3. تورم أو كتل في الخصية

من ضمن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص تورم أو تشكل كتل في إحدى أو كلتا الخصيتين تظهر على شكل انتفاخ وتغير في حجم أو شكل الخصيتين.

4. الثقل أو الألم في منطقة أسفل البطن أو الفخذ 

يمكن أن يمتد الألم والإحساس بالثقل في الخصيتين وكيس الصفن إلى منطقة أسفل البطن أو أسفل الفخذ، حيث يمكن للشخص أن يشعر بألم خفيف في المعدة أو أسفل الفخذين.

5. آلام الظهر

يمكن أن يشعر المصاب بآلام على مستوى الظهر والبطن نتيجة انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية.

تعتبر الأعراض المشار إليها أعراضا مبكرة وحسب، وتشمل الأعراض التي تشير إلى مرحلة متأخرة من المرض:

  • آلام أسفل الظهر الناتجة عن  انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية في الجزء الخلفي من البطن.
  • صعوبة في التنفس، نتيجة تأثير السرطان على الرئتين.
  • ألم في البطن، نتيجة تأثير السرطان على الكبد.
  • الصداع والارتباك نتيجة تأثير السرطان على الدماغ.

اقرأ أيضا: تعرف على أعراض دوالي الخصية ومتى تكون الجراحة؟

أسباب سرطان الخصية

تحدث الإصابة بسرطان الخصية نتيجة تكاثر الخلايا الجرثومية في الخصيتين بسرعة وتشكيلها لكتلة أو ورم، وتشمل عوامل خطر الإصابة به ما يلي:

  • العمر 

يكون خطر الإصابة بسرطان الخصية مرجحا لدى الأشخاص البالغين الأصغر والأكبر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة. 

  • تاريخ العائلة 

يعتبر التاريخ العائلي من عوامل خطر الإصابة بسرطان الخصية، بحيث قد تكون الإصابة به مرجحة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابون به كالأب أو الأخ.

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية 

يمكن أن تحفز الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من خطر الإصابة بسرطان الخصية.

  • الخصية المعلقة

وتعرف أيضا بالخصية الخفية، وتحدث هذه الحالة الطبية نتيجة عدم نزول الخصيتين من البطن إلى كيس الصفن قبل الولادة. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة الصحية إلى الإصابة بسرطان الخصية، بمعدل إصابة 8 أشخاص من كل 100 شخص، ويتم علاج الخصية المعلقة من خلال عملية جراحية لإعادة الخصية إلى كيس الصفن.

  • أورام الخلايا الجرثومية

تعتبر أورام الخلايا الجرثومية من مخاطر الإصابة أيضا، وعادة ما يتم الكشف عنها عند إجراء اختبارات العقم.

اقرأ أيضا: التواء الخصية: تعرف على هذه الحالة المستعجلة التي قد تسبب العقم!

التشخيص

يمكنك اللجوء إلى التشخيص إذا لاحظت تورما أو وجود كتلة أو تغير شكل إحدى الخصيتين أو كلاهما، وتشمل الاختبارات التشخيصية:

1. الفحص البدني

يتمثل الفحص البدني في سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها وعما إذا كان يعاني من مرض ما. 

2. الموجات فوق الصوتية  

يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن الإصابة، وذلك من خلال إنتاج صور داخلية للخصية معرفة التغيرات المصاحبة للخصية، وما إذا كان الورم في الخصية أم في كيس الصفن، صلبا أم مليئا بالسوائل، ثم ما إذا كان الورم سرطانيا أم حميدا، .فحص كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية هو إجراء غير مؤلم يستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صورة للخصية من الداخل.

3. اختبارات الدم

يساعد إجراء اختبارات وتحاليل الدم في الكشف عن التغيرات الهرمونية في الدم، نظرا إلى أن السرطان يحدث تغيرات في في الهرمونات لدى بعض المرضى دون غيرهم، ثم الاختبارات التي تشير إلى مدى نشاط السرطان في الدم.

4. الخزعة

يعتبر الاختبار الذي يؤكد الإصابة بسرطان الخصية هو الخزعة، والتي تتم من خلال إزالة الخصية المصابة بالكامل لفحصها، ويحدث هذا الإجراء التشخيصي إذا كان الطبيب متأكدا من أن الورم سرطاني وغير حميد. ويسمى هذا الإجراء باستئصال الخصية.

5. الأشعة السينية والمقطعية 

يمكن أن يلجأ الطبيب إلى اختبارات أخرى في للتأكد من انتشار الخلايا السرطانية في الخصية في العقد اللمفاوية في الجزء الخلفي من البطن أو الرئتين، ويمكّن الفحص بالأشعة السينية والفحص بالأشعة المقطعية والفحص بالرنين المغناطيسي من التأكد من احتمال انتشار السرطان في الجسم.

هل كل ورم في الخصية يعتبر سرطان؟

لا تشير الأورام والكتل الموجودة في الخصية أو في كيس الصفن إلى الإصابة بالسرطان، وعادة ما تكون الكتل المملوءة بالسوائل حول الخصية غير ضارة، في حين قد تكون الكتل الصلبة علامة على أن الورم سرطاني. لذلك، يُنصح باستشارة الطبيب عند ملاحظة وجود كتلة أو تورم أو تغير في إحدى الخصيتين.

هل يؤثر سرطان الخصية على الإنجاب؟

يمكن أن يؤثر سرطان الخصية وعلاجه في القدرة على الإنجاب من خلال التأثير في مستويات الهرمونات، في حالة إصابة كلتا الخصيتين بالسرطان، ويصبح من الضروري في هذه الحالة حصول الشخص على هرمون التستوسترون لبقية حياته.

 لكن، يمكن لخصية واحدة إفراز مستويات هرمون التستوسترون التي يحتاجها الشخص في الخصوبة، وذلك بعد مدة من التوقف عن العلاج الكيميائي، والتي قد تصل إلى سنتين.

سرطان الخصية والعادة السرية

لا توجد أبحاث أو دراسات علمية تشير إلى أن ممارسة العادة السرية أو الإفراط في ممارستها يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الخصيتين. بل تحدث الإصابة به نتيجة نمو وتكاثر الخلايا السرطانية في الخصية.

مراحل سرطان الخصية

يتم تحديد مراحل سرطان الخصية بناء على الأعضاء التي تنمو وتنتشر فيها الخلايا السرطانية، ويتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل:

  • المرحلة 0

وتشير هذه المرحلة إلى تكون الخلايا الجرثومية التي قد تنذر بنمو خلايا سرطان الخصية.

  • المرحلة 1

وتشير المرحلة الأولى إلى تمركز السرطان في الخصية وحسب.

  • المرحلة 2

وتشير المرحلة الثانية إلى انتشار الخلايا السرطانية في الغدد اللمفاوية في البطن.

  • المرحلة 3

وتشير المرحلة الرابعة إلى انتشار الخلايا السرطانية خارج العقد اللمفاوية وفي أجزاء أخرى من الجسم، من ذلك الرئتين والكبد والعظام والدماغ. 

علاج سرطان الخصية

هناك العديد من خيارات علاج سرطان الخصية، ويتم تحديد الخيار الأنسب للشخص بناء على مرحلة السرطان لديه. وتشمل هذه العلاجات

1. الجراحة

يستخدم العلاج بالجراحة لإزالة الخصية المصابة بالسرطان أو لإزالة كلتا الخصيتين لمنع انتشار الخلايا السرطانية. كما يمكن إزالة بعض العقد الليمفاوية المحيطة بالخصيتين أو أسفل البطن لتحديد مرحلة السرطان التي وصل إليها الشخص. 

لا تؤثر الجراحة المتضمنة لإزالة خصية واحدة على الصحة الجنسية للشخص أو قدرته على الخصوبة والإنجاب، لكن، يمكن أن يتسبب إزالة كلتا الخصيتين في عدم القدرة على الإنجاب، بالإضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الانتصاب، لذلك، يصيف الطبيب مكملات التستوستيرون للشخص المصاب للمساعدة في علاج المشاكل الجنسية.

2. جراحة العقد الليمفاوية

يمكن إزالة العقد الليمفاوية في حالة انتشار الخلايا السرطانية في الأوعية الدموية الموجودة في الجزء الخلفي من البطن. ولا تؤثر هذه العملية الجراحية على الخصوبة، لكن، يمكن أن يعاني الشخص من عدم القدرة على القذف في حالة حدوث تلف في الأعصاب عند الخضوع لعملية جراحة العقد الليمفاوية، مما قد يتسبب في عدم خروج الحيوانات المنوية في مجرى البول وذهابها إلى المثانة عوضا عن ذلك.

 3. العلاج الإشعاعي 

يعمل العلاج الإشعاعي على القضاء على الخلايا السرطانية في الخصية ويمنعها من التكاثر والانتشار والعودة مجددا بعد الخضوع للعلاج، ويمكن أن يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الإشعاعي أيضا في حالة انتشار الخلايا السرطانية إلى العقد اللفاوية. وتشمل الأعراض الجانبية التي قد يعاني منها الشخص بعد الخضوع للعلاج الإشعاعي التعب، الطفح الجلدي، تصلب العضلات والمفاصل، فقدان الشهية والغثيان.

4. العلاج الكيميائي 

يمكن أن يخضع المريض للعلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام والتكاثر، ويلجأ إلى العلاج الكيميائي الذي يؤخذ عن طريق الفم أو الحقن إذا انتشر السرطان في أجزاء أخرى من الجسم غير الخصية.

ونظرا إلى أن العلاج الكيميائي يهاجم الخلايا السرطانية والخلايا السليمة كذلك، فيمكن للشخص أن يعاني من آثار جانبية تشمل والتعب والعياء، الغثيان والقيء، تساقط الشعر وتقرحات الفم.

5. علاج الخلايا الجذعية

يلجأ إلى علاج الخلايا الجذعية عند تلقي جرعات عالية من العلاج الكيميائي، ويتم جمع هذه الخلايا الجذعية من دم الشخص المصاب قبل الخضوع للعلاج، حيث يتم تجميدها وتخزينها ليتم نقلها إلى دم الشخص المصاب بعد تلقي العلاج الكيميائي، مما يساعد على تكوين خلايا دم جديد في نخاع العظم لتعزيز قدرة الشخص على التعافي.

أسئلة شائعة قد تهمك

كم يمكن الشخص أن يعيش بسرطان الخصية؟

يمكن أن يختلف معدل البقاء على قيد الحياة بالنسبة لمرضى سرطان الخصية باختلاف مراحل الإصابة بالسرطان، بحيث يكون معدل البقاء على قد الحياة لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم في المراحل المبكرة من السرطان أعلى من الأشخاص الذين تم تشخيصهم في المراحل المتأخرة من الإصابة. ويمثل معدل البقاء على قيد الحياة لدى الأشخاص الذين لم ينتشر لديهم السرطان خارج الخصيتين 99%. في حين يمثل معدل البقاء على قيد الحياة لدى الأشخاص الذين انتشر لديهم السرطان في الجزء الخلفي من البطن نسبة 96%. وتقل هذه النسبة لدى المرضى الذين انتشر السرطان لديهم إلى الرئتين أو أعضاء أخرى من الجسم بحيث يكون معدل البقاء على قيد الحياة لديهم هو 73%.

ماذا يأكل مريض سرطان الخصية؟

لا يوجد نظام غذائي مثبت بالأبحاث والدراسات لمرضى سرطان الخصية، لكن، يُنصح بتناول الوجبات الخفيفة والصحية في الآن نفسه للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية بعد تلقي العلاج، وذلك من خلال تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال تغيير النظام الغذائي في حالة الإصابة بأمراض مزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم.