إن ما يسبب نزلات البرد هو الفيروسات، ولا يوجد مضاد حيوي يمكنه محاربتها، لأن المضادات الحيوية تعالج فقط العدوى التي تسببها الفيروسات، لهذا السبب تعتبر غير فعالة ضد نزلات البرد. لكن، أحيانا، قد يؤدي الزكام إلى عدوى بكتيرية. في هذه الحالة، تكون المضادات الحيوية ذات فائدة في محاربة العدوى البكتيرية.

كيف تعمل المضادات الحيوية؟

تستخدم المضادات الحيوية (Antibiotics) لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا. والبكتيريا عبارة عن كائنات صغيرة جدا، غالبا ما تكون غير ضارة أو مفيدة للجسم، مثل البكتيريا المساعدة على هضم الطعام، لكن بعض البكتيريا يمكن أن تسبب الأمراض والعدوى.

يوجد نوعان من المضادات الحيوية لوقف الالتهابات البكتيرية؛ يبطئ النوع الأول من نمو البكتيريا ويحد من قدرتها على التكاثر والانتشار، بينما يقتل النوع الثاني البكتيريا عن طريق تدمير جدران خلاياها. 

لماذا لا تكافح المضادات الحيوية الفيروسات؟

تختلف الفيروسات عن البكتيريا؛ لاختلاف هيكلها وطريقة بقائها على قيد الحياة. ليس للفيروسات جدران خلوية يمكن مهاجمتها بالمضادات الحيوية؛ بل هي محاطة بطبقة بروتين واقية.

على عكس البكتيريا التي تهاجم خلايا الجسم من الخارج، تنتقل الفيروسات إلى خلايا الجسم وتعيش فيها وتصنع نسخا منها. لا يمكن للفيروسات التكاثر من تلقاء نفسها كما تفعل البكتيريا، بدلا من ذلك، تلتصق بالخلايا السليمة وتعيد برمجة تلك الخلايا لإنتاج فيروسات جديدة. نتيجة كل هذه الاختلافات، لا تكافح المضادات الحيوية الفيروسات.

دراسة: نتائج سيئة للمضادات الحيوية المستخدمة في نزلات البرد البسيطة

أجرى باحثون من شبكة بحث دولية (Cochrane Collaboration) إحصاء نشرت نتائجه في المجلة الوطنية للطب (NIH)، وجدوا ما مجموعه 11 دراسة شملت البالغين الأصحاء والمراهقين والأطفال.

أظهرت نتائج هذه الدراسات أن المضادات الحيوية ليس لها أي فائدة في علاج نزلات البرد البسيطة. وكان حوالي 1 من كل 10 أشخاص تناولوا المضادات الحيوية عانوا من آثار جانبية، شملت الإسهال والغثيان واضطرابات في المعدة أو الأمعاء، ومضاعفات أخطر شملت طفحا جلديا وقلاعا مهبليا (داء المبيضات المهبلي) لدى النساء. 

كيف نعالج نزلات البرد إذن؟

يعمل جهاز المناعة في الجسم على محاربة العدوى الفيروسية من خلال تنشيط الاستجابة المناعية. عند الإصابة بنزلة برد، قد يعاني الشخص من أعراض مثل سيلان أو انسداد الأنف، والتهاب الحلق، وصداع الرأس والحمى والسعال وآلام في العضلات، ويمكن التعافي من هذا العدوى الفيروسية بالراحة، وشرب الكثير من السوائل وتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الأعراض. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات للمساعدة في تقليل شدة المرض ومدته.

3 أشياء يجب تذكرها عند التفكير في تناولها:

  1. لا يوجد سبب وجيه للاستخدام الواسع للمضادات الحيوية في علاج نزلات البرد البسيطة. ويجب أخذ المضادات الحيوية فقط إذا تطورت عدوى بكتيرية نتيجة نزلات البرد، وهو أمر نادر الحدوث.
  2. إن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية لعلاج الأمراض البسيطة يمكن أن يحفز البكتيريا على المقاومة وعدم الاستجابة للمضادات الحيوية بمرور الوقت، مما يجعلها غير فعالة في علاج الالتهابات الأكثر خطورة.
  3. التأكد، من قِبل الطبيب، مما إذا كنت مريضا بسبب فيروس أو بكتيريا، لوصف المضادات الحيوية في حالة الحاجة إليها أو المضادات الفيروسية.

غالبا ما يبدأ المصاب بالزكام في التحسن بعد أيام من المرض أو في غضون أسبوعين، لذلك، لا يمكن استخدام المضادات الحيوية في علاج نزلات البرد البسيطة؛ لأنها لا تزيل انسداد الأنف والحمى والسعال بشكل أسرع، بل يمكن أن يؤدي تناولها عند عدم الحاجة إليها إلى تقليل فعالية المضادات الحيوية بشكل عام.

المضادات الحيوية و الزكام