قد يكون ذلك مجرد طنين مؤقت يختفي بسرعة، لكن في بعض الحالات، يستمر الطنين لأيام أو حتى أسابيع، ويُعرف حينها باسم طنين الأذن المستمر أو الطنين المزمن.

بناءً على أحدث الدراسات، يُقدّر أن طنين الأذن يؤثر على أكثر من 740 مليون شخص حول العالم، أي ما يعادل حوالي 14.4% من البالغين. ومن بين هؤلاء، يعاني نحو 120 مليون شخص من طنين شديد يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية.

تُظهر هذه الإحصاءات أن طنين الأذن ليس مجرد حالة عرضية، بل يمثل تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب اهتمامًا متزايدًا من الباحثين وصناع القرار في مجال الصحة.

في هذا المقال، نستعرض سويًا كل ما تحتاج معرفته عن طنين الأذن المستمر: أسبابه المحتملة، علاماته التي تستدعي القلق، تأثيره على جودة الحياة، وأساليب التعامل والعلاج — بما في ذلك العلاجات الطبيعية، ورأي الأطباء، وأفضل النصائح للوقاية وتخفيف الطنين اليومي.

ما هو طنين الأذن المستمر؟

تعريف طبي مبسط

طنين الأذن المستمر هو حالة يسمع فيها الشخص أصواتًا داخلية غير ناتجة عن مصدر خارجي، مثل صوت صفير، أزيز، خرير، أو نبض في إحدى الأذنين أو كلتيهما. قد يكون الطنين مستمرًا أو متقطعًا، وقد تختلف شدته من شخص إلى آخر.
في الحالات المزمنة، يمكن أن يدوم الطنين لعدة أشهر أو حتى سنوات، وهو ما يُطلق عليه الطنين المزمن، وقد يؤثر على التركيز، النوم، والحالة النفسية.

رغم أن الطنين ليس مرضًا بحد ذاته، إلا أنه يُعد عرضًا لمشكلة كامنة في الأذن أو الجهاز العصبي السمعي، مثل تلف خلايا القوقعة، انسداد شمع الأذن، أو اضطرابات الدورة الدموية.

بحسب موقع Mayo Clinic، فإن طنين الأذن قد يكون عرضًا لمجموعة واسعة من الحالات، وبعضها قد يتطلب تدخلًا طبيًا مباشرًا لتحديد السبب الأساسي والعلاج المناسب.

 الفرق بين الطنين المؤقت والمزمن

ليس كل صوت صفير أو طنين تسمعه في أذنك يُعد حالة مرضية دائمة؛ فهناك فرق واضح بين الطنين المؤقت والطنين المزمن من حيث المدة والأسباب والتأثير.

  • الطنين المؤقت

يظهر فجأة نتيجة أسباب بسيطة مثل: التعرض لضوضاء عالية، التوتر، أو انسداد مؤقت في الأذن بالشمع. غالبًا ما يختفي خلال ساعات أو أيام قليلة دون الحاجة لعلاج.

  • الطنين المزمن

يستمر لمدة تتجاوز 6 أشهر، وقد يُرافقه ضعف سمع، توتر نفسي، أو صعوبة في النوم والتركيز. في هذه الحالة، يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد السبب الكامن، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة أو فقدان السمع.

تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة (AAO-HNS) إلى أن الطنين المزمن قد يكون ناتجًا عن مشاكل عصبية، أو فقدان السمع المرتبط بالعمر، أو حتى اضطرابات في الدورة الدموية.

اسباب طنين الاذن المستمر

طنين الأذن ليس مرضًا بحد ذاته، بل قد يكون عرضًا لمشكلة صحية كامنة. تتنوع الأسباب بين العضوية والنفسية والعصبية، وفيما يلي أهم المحفزات الشائعة:

التهابات الأذن

التهابات الأذن الوسطى أو الداخلية قد تُسبب خللًا في آلية نقل الصوت، ما يؤدي إلى إدراك أصوات غير موجودة فعليًا. تراكم السوائل أو وجود عدوى بكتيرية في الأذن الوسطى قد يُغيّر الضغط داخل الأذن ويسبب طنينًا متواصلًا. وقد تزداد حدة الطنين مع تفاقم الالتهاب، خاصة عند تجاهل العلاج.

انسداد الشمع

تراكم شمع الأذن بكميات كبيرة يمكن أن يمنع وصول الأصوات الخارجية بشكل طبيعي، مما يدفع الدماغ لتعويض نقص الأصوات الخارجية، قد يُنتج أصواتًا داخلية تُسمى بالطنين. وفي حالات نادرة، قد يُسبّب الضغط الناتج عن الشمع إحساسًا بالامتلاء وطنينًا مصحوبًا بالدوخة أو فقدان مؤقت للسمع.

ارتفاع ضغط الدم

الطنين قد يكون أحد الأعراض المرافقة لارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان مصحوبًا بخفقان أو طنين نابض (Pulsatile tinnitus). زيادة ضغط الدم تؤثر على تدفق الدم في الأوعية القريبة من الأذن الداخلية، مما يُمكن أن يؤدي إلى إدراك أصوات نابضة أو صفير داخلي.

مشاكل عصبية 

يُشير الباحثون إلى أن الطنين المزمن قد يكون ناتجًا عن خلل في نقل الإشارات العصبية بين الأذن والدماغ، أو بسبب تلف في الشعيرات الدقيقة داخل القوقعة. بعض الاضطرابات العصبية مثل التصلب المتعدد أو أورام العصب السمعي قد تُحدث خللًا في الإدراك السمعي وتُسبب طنينًا مستمرًا أو متقطّعًا.

أسباب نفسية

الضغط النفسي المزمن، القلق، ونوبات الاكتئاب يمكن أن يُفاقموا الطنين أو يتسببوا في ظهوره أساسًا. يعتقد الخبراء أن التوتر يزيد من حساسية الدماغ للأصوات الداخلية، كما أن الأشخاص المصابين بالقلق قد يُركّزون بشكل مفرط على الطنين مما يزيد من شدّته.

بعض الأدوية السامة للأذن

بعض الأدوية المعروفة بتأثيرها السام على الأذن (Ototoxic drugs) قد تسبب طنينًا مزمنًا، خصوصًا عند استخدامها بجرعات عالية أو لفترات طويلة. من بين هذه الأدوية: الأسبرين بجرعات مرتفعة، بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أدوية العلاج الكيميائي (مثل سيسبلاتين)، وبعض المضادات الحيوية من نوع أمينوغليكوزيد. تؤثر هذه المواد على خلايا القوقعة أو العصب السمعي، ما يؤدي إلى خلل في استقبال الصوت وإدراك طنين داخلي مستمر.

فقر الدم ونقص فيتامين B12

يُعتبر فقر الدم، وخاصة الناتج عن نقص الحديد أو فيتامين B12، من الأسباب الشائعة لطنين الأذن المستمر. نقص هذه العناصر الأساسية يؤدي إلى ضعف في نقل الأوكسجين إلى الأنسجة، بما في ذلك الأذن الداخلية، مما قد يُسبب طنينًا مزمنًا. كما أن نقص B12 تحديدًا يؤثر على الأعصاب وقد يؤدي إلى تلف عصبي سمعي يرافقه طنين أو ضعف في السمع.

متى يكون طنين الأذن مؤشرًا لحالة خطيرة؟

في معظم الحالات، لا يُعد طنين الأذن المستمر حالة طبية طارئة. لكنه في بعض الأحيان قد يُشير إلى مشاكل صحية أكثر خطورة تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا. إليك العلامات التي تستدعي القلق:

الطنين المصحوب بفقدان التوازن

إذا صاحب الطنين شعورٌ دائم بعدم الاتزان أو الدوار المفاجئ، فقد يكون مؤشرًا على اضطرابات في الأذن الداخلية مثل داء منيير (Ménière’s disease) أو مشكلات في العصب الدهليزي. هذه الحالات تتطلب تقييمًا عصبيًا وسمعيًا دقيقًا، لأن تجاهلها قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض بمرور الوقت.

طنين في أذن واحدة فقط

عادة ما يكون الطنين ثنائيّ الجانب (في الأذنين)، لكن إن كان محصورًا في أذن واحدة، فقد يدل ذلك على وجود ورم في العصب السمعي أو اضطراب في القوقعة أو القناة السمعية. هذا النوع من الطنين يُعد إشارة إنذارية تستدعي فحصًا بالرنين المغناطيسي لاستبعاد أي نمو غير طبيعي داخل الجمجمة.

الطنين بفقدان سمع سريع

عند ظهور الطنين فجأة مع تراجع مفاجئ في القدرة السمعية، قد يكون السبب فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ (SSNHL). هذه الحالة تُعد طارئة وتتطلب علاجًا خلال أول 72 ساعة لتفادي فقدان دائم في السمع. وغالبًا ما يكون السبب التهابيًا أو مرتبطًا بانقطاع التروية الدموية للعصب السمعي.

تأثير طنين الأذن المستمر على جودة الحياة

طنين الأذن لا يؤثر فقط على الأذن أو السمع، بل يمكن أن يُلقي بظلاله الثقيلة على مختلف جوانب الحياة اليومية، من النوم والتركيز إلى الصحة النفسية. إليك أبرز التأثيرات التي قد يعاني منها المصابون:

 صعوبة النوم

يُعد الأرق من أبرز الشكاوى المرتبطة بطنين الأذن المستمر، خاصة عندما يكون الطنين مسموعًا بشكل أوضح في الأماكن الهادئة. كثير من المرضى يصفون إحساسًا بالصفير أو الطنين يمنعهم من الاستغراق في النوم، ما يؤدي إلى اضطراب في دورة النوم وتراجع في جودة الراحة.

القلق والاكتئاب

الطنين المستمر قد يتحول إلى عامل ضغط نفسي مزمن. تشير دراسات إلى أن ما يصل إلى 45% من المصابين بطنين شديد يعانون من أعراض الاكتئاب أو القلق. التوتر المرتبط بعدم السيطرة على الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية، ما يخلق دائرة مغلقة بين الطنين والاضطراب العاطفي.

التأثير على التركيز

يمكن أن يُعيق طنين الأذن القدرة على التركيز، خاصة في بيئات العمل أو الدراسة التي تتطلب انتباهاً متواصلاً. الطنين المتواصل يسبب تشتيتاً ذهنياً دائماً، ما يؤثر على الإنتاجية ويزيد من الإحساس بالإرهاق العقلي.

تشخيص طنين الأذن المستمر

تشخيص طنين الأذن لا يعتمد فقط على وصف المريض للصوت الذي يسمعه، بل يتطلب تقييمًا شاملاً لفهم السبب المحتمل وتحديد خطة العلاج المناسبة. إليك خطوات التشخيص المتبعة:

الفحص السريري للأذن

يبدأ الطبيب عادةً بفحص الأذن باستخدام منظار الأذن (Otoscope) للبحث عن أسباب ظاهرة مثل تراكم الشمع، التهاب الأذن، أو وجود جسم غريب داخل القناة السمعية. هذه الخطوة البسيطة قد تكشف عن مشاكل يمكن علاجها بسهولة وتُخفف من الطنين.

اختبارات السمع (Audiometry)

يُعد فحص السمع حجر الزاوية في تشخيص طنين الأذن. يُطلب من المريض الاستماع إلى أصوات بترددات مختلفة، ويقارن الطبيب نتائج الفحص مع المعدل الطبيعي لمعرفة ما إذا كان هناك فقدان في السمع قد يكون مرتبطًا بالطنين.

فحوصات إضافية في الحالات المعقدة

في بعض الحالات، خصوصًا إذا كان الطنين في أذن واحدة فقط أو مصحوبًا بأعراض عصبية (مثل الدوخة أو فقدان التوازن)،  قد يُوصي الطبيب بإجراء فحوصات أكثر تعمقًا لتحديد السبب بدقة، مثل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن أورام عصبية، كأورام العصب السمعي (Acoustic neuroma)، أو مشاكل أخرى في الدماغ.
  • اختبارات التوصيل العصبي تُستخدم لتقييم كفاءة العصب السمعي واستبعاد وجود خلل في نقل الإشارات العصبية من الأذن إلى الدماغ. 
  •  اختبار Tympanometry (قياس طبلة الأذن أو قياس ضغط الأذن): يُساعد على تقييم ضغط الأذن الوسطى وحركة طبلة الأذن، ويُستخدم لاستبعاد وجود انصباب، انسداد قناة أوستاكيوس، أو اضطرابات في الأذن الوسطى.
  • اختبارات التوازن (مثل اختبار VNG): يُوصى بها في حال كان الطنين مصحوبًا بالدوار، إذ تساعد في تقييم وظيفة الأذن الداخلية المرتبطة بالتوازن وتحديد ما إذا كانت هي مصدر الأعراض.

علاج طنين الأذن المستمر

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لطنين الأذن في كل الحالات، لكن تتوفر عدة خيارات تُساعد في تخفيف حدة الأعراض وتحسين جودة الحياة. يعتمد العلاج بشكل أساسي على السبب الكامن وراء الطنين، بالإضافة إلى شدة تأثيره على المريض.

علاج السبب الأساسي إن وُجد 

أول خطوة فعالة في إدارة الطنين هي معالجة السبب المباشر إن تم تحديده. على سبيل المثال:

  • إزالة الشمع المتراكم في حال انسداد الأذن.
  • علاج التهابات الأذن بالمضادات الحيوية المناسبة.
  • تنظيم ضغط الدم المرتفع الذي قد يفاقم الطنين.
  • التوقف عن تناول أدوية تسبب الطنين كعرض جانبي، بعد استشارة الطبيب.

الأجهزة المساعدة

تُستخدم الأجهزة المساعدة خاصة لدى المرضى الذين يعانون من طنين مصحوب بفقدان سمع، ومنها:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق النفسية فعالية في التخفيف من الأثر العاطفي لطنين الأذن، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بالقلق أو الاكتئاب. يهدف هذا النوع من العلاج إلى:

  • تغيير طريقة تفكير المريض حول الطنين.
  • تحسين قدرته على التكيّف مع الأعراض.
  • تقليل التوتر الناتج عن التركيز المفرط على الطنين.

العلاجات الطبيعية 

بعض الأشخاص يلجؤون إلى وسائل طبيعية مكملة قد تساعد على تخفيف الطنين، مثل:

رغم أن نتائج الدراسات متضاربة حول فعالية الجنكو بيلوبا، إلا أن بعض المرضى أبلغوا عن تحسن طفيف.

  • المغنيسيوم والزنك: نقص هذه العناصر قد يكون مرتبطًا بظهور الطنين.
  • تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق للمساعدة على تخفيف التوتر الذي يُفاقم الطنين.

هذه العلاجات الطبيعية لا تُغني عن التقييم الطبي، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.

نصائح للوقاية أو تقليل الطنين اليومي

رغم أن طنين الأذن قد يكون خارجًا عن السيطرة في بعض الحالات، إلا أن اتباع نمط حياة صحي وتعديل بعض السلوكيات اليومية يمكن أن يُساهم في تقليل حدة الطنين أو حتى منعه من التفاقم:

تجنّب الضوضاء العالية

  • استخدام سماعات الأذن الواقية في الأماكن الصاخبة.
  • عدم رفع صوت السماعات عند الاستماع للموسيقى.

التعرض المزمن للأصوات العالية هو أحد الأسباب الرئيسية للطنين، خصوصًا لدى الشباب.

قلل من الكافيين والمنبهات

الكافيين قد يزيد من إدراك الطنين لدى بعض الأشخاص لأنه يحفّز الجهاز العصبي المركزي، ما قد يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي في المسارات السمعية، وبالتالي تضخيم الإحساس بالصوت الداخلي.

كما أن الكافيين قد يؤثر سلبًا على جودة النوم، ما يجعل الطنين أكثر وضوحًا خلال فترات الراحة أو الليل.

لذلك، يُنصح بتقليل استهلاك الشاي، القهوة، ومشروبات الطاقة، خصوصًا في المساء.*

نم جيدًا

الحصول على نوم كافٍ وعميق يلعب دورًا كبيرًا في تقليل الإحساس بطنين الأذن. إذ تُظهر الأبحاث أن قلة النوم تزيد من التوتر العصبي، ما قد يفاقم شدة الطنين لدى البعض. للحفاظ على جودة النوم، يُنصح بالالتزام بروتين نوم منتظم، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا. كما يمكن استخدام أصوات مهدئة مثل صوت المطر أو البحر أثناء النوم، والتي تساعد على تغطية الطنين (Sound Masking) وتسهيل الاستغراق في النوم. من المهم أيضًا تجنب استخدام الهاتف أو الشاشات قبل النوم، لأنها تحفّز الجهاز العصبي وتؤثر سلبًا على نوعية النوم.

أسئلة شائعة قد تهمك

هل الغدة تسبب طنين الأذن؟

نعم، في بعض الحالات قد تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية على الأذن وتسبب طنينًا. فالغدة الدرقية تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم عمليات الأيض ووظائف الجهاز العصبي، وأي خلل في نشاطها (سواء قصور أو فرط) يمكن أن ينعكس على الأعصاب السمعية أو تدفق الدم نحو الأذن الداخلية. الأشخاص الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية، على وجه الخصوص، قد يشعرون بطنين الأذن كعرض مصاحب. ولهذا، يُنصح دائمًا بإجراء تحاليل هرمونية إذا كان الطنين غير مفسّر.

هل طنين الأذن يدمر خلايا المخ؟

لا، طنين الأذن لا يُدمّر خلايا الدماغ، لكنه قد يؤثر بشكل غير مباشر على الصحة النفسية والعصبية إذا استمر لفترة طويلة دون علاج. فالطنين المستمر قد يُسبب توترًا مزمنًا، قلة النوم، ضعف التركيز، وقلقًا مستمرًا، مما يؤدي إلى فرط تنبيه في مناطق معينة من الدماغ، خصوصًا تلك المرتبطة بالسمع والانتباه. مع ذلك، لا توجد أدلة علمية تثبت أن الطنين يسبب ضررًا عضويًا دائمًا لخلايا الدماغ، بل إن التأثير يكون غالبًا وظيفيًا ومؤقتًا، ويمكن التخفيف منه بالعلاج والدعم النفسي.

طنين الأذن المستمر ليس مجرد إزعاج عابر، بل قد يكون عرضًا لحالة صحية أعمق، كضعف السمع أو التوتر المزمن أو اضطرابات في الدورة الدموية. فهم أسبابه والتمييز بين أنواعه يُعد خطوة أساسية لاختيار العلاج المناسب، سواء كان دوائيًا، سلوكيًا، أو طبيعيًا. ولأن كل حالة تختلف عن الأخرى، يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي السمع أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتحديد السبب الدقيق ووضع خطة علاج شخصية. لا تتجاهل الأعراض المتكررة، فالتشخيص المبكر قد يحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياتك اليومية.

هل تعاني من طنين الأذن المزمن أو لديك تساؤلات حول أسبابه وعلاجه؟ تواصل معنا أو تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على نصائح يومية من مصادر طبية موثوقة.