ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال (Polio) أو (Poliomyelitis) عبارة عن مرض فيروسي مُعدٍ يصيب الجهاز العصبي. يستهدف الشلل الخلايا العصبية في النخاع الشوكي والدماغ، التي تتحكم في حركة العضلات. يصيب في الغالب الأطفال دون سن الخامسة، كما قد يصيب الأطفال الأكبر سنا والبالغين. ينتقل المرض من خلال الماء أو الطعام الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب.

أسباب شلل الأطفال

تنتج الإصابة به عن فيروس ينتشر في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي، وقلة المياه النظيفة ثم بين الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح. 

ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى أشخاص آخرين من خلال:

  • الاتصال المباشر، سواء عن طريق السعال أو العطس.
  • تلويث الأسطح.
  • انتشار الفيروس في الهواء.
  • مشاركة الأواني أو الأطعمة أو المشروبات.

وتتمثل الأسباب المسؤولة عن انتشاره في صفوف الأطفال والبالغين:

1. نقص التطعيم

يمكن أن تحدث الإصابة بالفيروس نتيجة انتقاله من الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح إلى الأشخاص الأصحاء، وتحديدا الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

2. سوء الصرف الصحي والنظافة الصحية

يمكن أن يستقر الفيروس في المياه والصرف الصحي لفترة طويلة، خاصة في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي. يمكن للفيروس أن يتسرب من خلال صنابير الشرب وأنظمة الري والسقي، وهو ما يمكن أن يسبب انتشار الفيروس بشكل سريع.

3. الناقلون بدون أعراض

يمكن أن يعاني بعض الأطفال من الفيروس، لكن، من دون ظهور أعراض الإصابة. رغم ذلك، يعتبرون من ناقلي العدوى.

اقرأ أيضا: الشلل الرعاش (مرض باركنسون) : الأعراض والأسباب وطرق العلاج

أعراض شلل الأطفال

معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض. بينما قد يعاني الآخرون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى والتهاب الحلق والصداع والتعب وآلام العضلات. علاوة على ذلك، يمكن أن يضر الفيروس بصحة الجهاز العصبي مسببا الشلل وضعف العضلات.

ويمكن أن تختلف أعراض الإصابة باختلاف شدة الإصابة بالفيروس. بحيث قد تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، والتي تختلف باختلاف شكل الشلل الذي يعاني منه الطفل:

1. شلل الأطفال بدون أعراض

قد لا تظهر أي أعراض على معظم المصابين بالفيروس. لكن، على الرغم من عدم وجود أعراض فلا يزال بإمكان الأطفال أو البالغين المصابين نقل الفيروس للأشخاص الأصحاء.

2. أعراض خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا

يتميز هذا النوع بأعراضه الخفيفة التي تشبه أعراض الإنفلونزا، وتستمر هذه الأعراض لفترة قصيرة وتشمل: 

  • الحمى والصداع.
  • التهاب الحلق
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الإسهال.
  • التعب.
  • تصلب العضلات أو تشنجها.

3. أعراض تشبه التهاب السحايا

يمكن أن يعاني المصاب بالفيروس من أعراض شبيهة بالتهاب السحايا. ويمكن أن تشمل تصلب الرقبة والحساسية للضوء. ويمكن التعافي منها في غضون أسبوعين دون التعرض للشلل أو مضاعفات صحية طويلة المدى.

4. شلل الأطفال

ويعتبر من أشد الأشكال حدة، ويحدث لدى نسبة صغيرة من المصابين، ويتضمن نوعين:

  • الأول: الشلل الشوكي وهو النوع الأكثر شيوعا من النوع المسبب للشلل، بحيث يؤثر على النخاع الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات أو شلل في الذراعين أو الساقين أو كليهما. يمكن أن يؤثر في الحالات الشديدة منه على عضلات التنفس وهو ما يمكن أن يهدد الحياة.
  • الثاني: يؤثر على جذع الدماغ المتحكم في القدرة على التنفس والبلع والتحدث. وتشمل الأعراض التي قد يعاني منها المصاب عدم القدرة على التحدث والبلع وإيجاد صعوبة في التنفس ثم ضعف أو شلل عضلات الوجه.

اقرأ أيضا: شلل العصب السابع: ضعف مؤقت أم شلل دائم في أحد جانبي الوجه؟

علاج شلل الأطفال

تم تطوير لقاحات للعلاج واستخدامها على نطاق واسع، وهو ما ساهم في انخفاض عدد الحالات بشكل كبير. وتشمل طرق التخفيف من أعراض الإصابة بالفيروس وعلاجه:

1. التطعيم

تم توفير نوعين من أشكال اللقاحات للوقاية من الإصابة بالفيروس، من ذلك: 

  • لقاح شلل الأطفال غير النشط (IPV)

هو لقاح عن طريق الحقن، ويحتوي على فيروس معطل، ويوفر حماية ضد جميع أنواع الفيروسات المسببة للمرض.

  • لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV)

وهو لقاح فموي يحتوي على فيروس حي ضعيف. يؤخذ عن طريق قطرات في الفم بحيث يساعد على تحفيز الجهاز المناعي ومنع انتقال الفيروس. 

2. إدارة الأعراض

يمكن علاج أعراض الإصابة بالفيروس من خلال توصية الطبيب بالحصول على الأدوية مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات للتخفيف من حدة أعراض الألم والحمى والصداع المرتبطين بالفيروس، مع الحصول على ما يكفي من الراحة للتخفيف من حدة الآلام الناتجة عن تقلصات العضلات أو تلف الأعصاب أو ضعف العضلات.

  • الدعم التنفسي

في الحالات الشديدة من الإصابة التي تؤثر على عضلات الجهاز التنفسي، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى المساعدة على التنفس. وذلك من خلال تمارين التنفس أو العلاج الطبيعي للصدر أو أجهزة التنفس الصناعي.

  • العلاج الطبيعي

يوصى بالعلاج الطبيعي للأطفال المصابين بالشلل أو ضعف العضلات، من خلال ممارسة تمارين للحفاظ على قوة وصلابة العضلات، وتحسين القدرة على الحركة ومنع تقلصات العضلات. كما يمكن أن يوصي الطبيب المعالج باستخدام الدعامات أو العكازات أو الكراسي المتحركة للمساعدة في التنقل.

الوقاية من شلل الأطفال

تعتبر الوسيلة الفعالة للوقاية منه هي التعطيم؛ بالحصول على إحدى اللقاحات المتوفرة للحماية من عدوى الفيروس من خلال:

  • تلقي الجرعات الكاملة.
  • الحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب والسقي.
  • الحصول على المياه المعقمة من أنواع الفيروسات المسببة للأمراض.
  • الحرص على النظافة لتقليل مخاطر التلوث وانتقال الفيروس.

أسئلة شائعة قد تهمك

ما هي أنواع شلل الأطفال؟

تشمل أنواع شلل الأطفال:

  • شلل الأطفال ذي الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا

يسبب هذا النوع الحمى، والصداع، وآلام العضلات، والتهاب الحلق، وألم المعدة، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ.

  • شلل الأطفال غير المسبب للشلل

يمكن أن يتسبب هذا النوع في المعاناة من أعراض التهاب السحايا وهو تورم في المنطقة المحيطة بالدماغ. 

  • شلل الأطفال 

يحدث عندما يهاجم الفيروس الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي إلى شلل العضلات المسؤولة عن التنفس والتحدث والبلع والحركة. 

  • متلازمة ما بعد شلل الأطفال

يمثل هذا النوع الأعراض التي يعاني منها الشخص من جديد بعد سنوات من إصابته بالفيروس.

هل يمكن الشفاء من شلل الأطفال؟

حاليا، لا يوجد علاج لشلل الأطفال، إذ بمجرد التعرض للإصابة وتطور الأعراض يلجأ الأطباء لعلاجات مختلفة للتخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات الصحية الناجمة عن الإصابة بالفيروس. وفي ظل عدم وجود علاج فعال له، يظل اللقاح هو الوسيلة الفعالة للوقاية والحد من الإصابة به.