تختلف تغذية مرضى الكلى وتأثيرها في تقدم حالة المريض بحسب المرحلة التي وصل لها المرض، فنجد أن التغذية لها دوراً مهما في الوقاية والتخفيف من الأعراض اللاحقة إذا ما كان الفشل الكلوي في مراحله الأولى.

يحدث الفشل الكلوي عند خسارة المريض تدريجيا لوظائف الكلى، حتى يبلغ المريض المرحلة الأخيرة التي تكون فيها خسارة الوظائف كاملة أو شبهَ كاملة، وهي المرحلة التي يحتاج فيها المريض لإجراء غسيل أو زرع الكلى للبقاء على قيد الحياة.

 ويعتبر غسيل الكلى علاجا داعما، لكنه لا يعالج المشكلة بشكل جذري، بل يوفر بديلا صناعيا نظرا لأن الكلى تكون غير قادرة على التخلص من الفضلات والسوائل المتراكمة في الجسم، مما يحتم على المريض التكيف مع التغيرات اليومية، خاصة الغذائية منها ليضمن أفضل شكل من أشكال الحياة. 

ومن هنا تبرز أهمية تعاون المريض مع الطبيب المشرف بغية تأمين الاحتياجات اليومية والصحية من البروتينات والسعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن دون أي زيادة عن حاجة الجسم.

كيف تتعامل مع السوائل؟

من الأفضل مراقبة كميةِ السوائل التي تتناولها، ويشمل ذلك الأطعمة التي تكون ذات طبيعة سائلة في درجةِ حرارةِ الغرفة، مثل الحساء والمثلجات والخضار والفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ والعنب والبرتقال والطماطم والخس والكرفس وغيرها. 

يسبب تراكم السوائل بين جلسات غسيل الكلى تورم الجسم وزيادة الوزن، مما يؤثر بدوره على ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر. 

الأطعمة المالحة

من الأفضل لمرضى الكلى الإبتعاد عن مختلف الأطعمة المالحة مثل الشيبس والمعجنات والمنتجات المصنعة التي تعتبر من مسبباتِ العطش من أجل الحد من الحاجة لتناول السوائل.

البوتاسيوم

تعمل الكلى السليمة على حفظ كمية مناسبة من البوتاسيوم في الدم مما ينعكس بشكل إيجابي على انتظام ضربات القلب.

لكن مريض غسيل الكلى يعاني من ارتفاع مستويات البوتاسيوم بين جلسات الغسيل مما يؤثر على نبض القلب، وقد يكون ذلك خطيرا ومُميتاً في حال تناول الكثير من البوتاسيوم. 

وللسيطرة على مستويات البوتاسيوم في الدم يجب تجنب الأطعمةِ الغنية به قدر الإمكان، ويمكن تناول قطع صغيرةٍ من تلكَ الأطعمة كما يمكن لتقطيعِ البطاطا وغليها أن يحد من البوتاسيومِ الموجودِ بها. 

ومن الفواكه العالية المحتوى من البوتاسيوم: الموز، المشمش، البرتقال وعصيره، الأفوكادو، التين، الكيوي.

أما الخضار، فتشمل: البنجر والفاصولياء، القرع والبطاطا، والسبانخ.

يضافُ لما سبق كلٌّ من: التمر، والحليب، واللبن، والفول السودانيّ، وسمك السردين.

البروتين

يتوجب على مريض الفشل الكلوي أن يقلل من كميات البروتين المُتناولة قبل أن يبدأ بغسيل الكلى، ولكن ما أن يباشر بالعلاج الداعم يصبح بإمكانه أن يتناول طعاما يحتوي على كميات أكبرَ من البروتين وخاصّة مرتفع القيمة الحيوية كاللحوم والأسماك والدواجن والبيض (وخاصّة البياض)، فالبروتين يساعد في المحافظة على العضلاتِ، وإصلاح الأنسجة، كما يزيد مقاومةَ الجسم للعدوى.

الفوسفور

يعمل الفوسفور مع الكالسيوم وفيتامين D على المساعدة في بناء عظام قوية، ولكن مستوياتِه ترتفع لدى مرضى الكلى مما يؤدي إلى حدوث حالة تُدعى بفرطِ فوسفاتاز الدم، والتي ترتبطُ مع حدوثِ أمراضٍ خطيرةٍ قد تنتهي بالموت. 

يوجد الفوسفور في جميع الأطعمةِ تقريباً مما يجعل الحدّ منه أمراً شديد الصعوبة، ويذكر أن منتجات الحبوب الكاملة، والبقوليات، والحليب ومشتقاتِه تعتبر من أغنى المصادر الغذائية بالفوسفور، ويستثنى من ذلك جبنة الدَّهْن، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض، والفاصولياء الخضراء.

السعرات الحرارية

يعاني معظم مرضى غسيل الكلى من نقص في الوزن نتيجة اقتصار الأغذية التي يمكن أن يستهلكوها على أنواعَ محدودةٍ جداً. يمكن في هذه الحالة الاعتماد على إضافة الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون، وزيت الكانولا، وزيت القرطم، فهي مصادر جيدة للسعراتِ الحرارية مما يضمن الحصولَ على الطاقة الكافية لعمل الجسم.

وأخيرا، إذا كنت من مرضى الكلى يمكنك اتباع النصائح الغذائية السالفة الذكر لتجنب أي مضاعفات، وشارك المقال مع صديقك الذي قد يحتاج لهذه النصائح!