الكلى هما زوجان من الأعضاء يقعان في منطقة أسفل الظهر. تعمل الكلى على تصفية الدم وإزالة السموم من الجسم. تذهب هذه السموم إلى المثانة ويتم التخلص منها عند التبول. ويحدث عندما تفقد كليتك قدرتها على تصفية الدم بشكل كافٍ.

الفشل الكلوي (Kidney failure)، هو المرحلة الأخيرة من مرض الكلى المزمن. عندما تفشل كليتك، فهذا يعني أنها توقفت عن العمل بشكل جيد بما يكفي للبقاء على قيد الحياة دون غسيل الكلى أو زرع الكلى.

تقوم الكلى بالعديد من المهام في آن واحد:

  • تصفية الدم وتخليصه من المواد السامة المتراكمة في الجسم.
  • المحافظة على توازن معدلات الماء والأملاح المعدنية، لأن الاختلال يؤدي إلى الموت. 
  • معادلة حموضة الدم.
  • ضبط ضغط الدم.
  • تفعيل فيتامين “د” عبر تحويله إلى فيتامين “د” نشيط.
  • إفراز الإريثروبويتين المسؤولة عن تنشيط النخاع العظمي وتحفيزه على إفراز المزيد من كريات الدم الحمراء.

كيف يحدث الفشل الكلوي؟

عند حدوث قصور في عمل الكلى يتوقف نشاطها، وتتراكم المواد السامة والمياه في الجسم دون القدرة على التخلص منها، إضافة إلى اختلال باقي وظائف الكلى مما ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية.

يبقى مرض القصور الكلوي صامتا لفترة طويلة في غياب التشخيص المبكر، فهو مرض لا يتراجع ويمكن أن يتطور نحو فشل مزمن. 

تظهر العلامات الأولية لأمراض الكلى التي يمكن الكشف عنها في البداية من خلال فحوصات مخبرية للدم والبول فقط وتشمل: 

  • ارتفاع مستوى الكرياتينين واليوريا في الدم. 
  • ارتفاع البروتينات في الدم.
  • اضطرابات في الدم.

أعراض الفشل الكلوي:

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن ما يصل إلى 90% من الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن لا يعرفون أنهم مصابون به.

ومع تقدم مرض الكلى، قد تشمل الأعراض المحتملة ما يلي:

  • انخفاض كمية البول.
  • تورم الساقين والكاحلين والقدمين من احتباس السوائل الناجم عن فشل الكلى في التخلص من فضلات الماء.
  • ضيق التنفس غير المبرر.
  • النعاس المفرط أو التعب.
  • غثيان مستمر.
  • ارتباك.
  • ألم أو ضغط في صدرك.
  • غيبوبة.

أنواع الفشل الكلوي:

توجد أنواع مختلفة منه، وتشمل:

  • الفشل الكلوي الحاد ( قبل الكلى): يمكن أن يؤدي عدم كفاية تدفق الدم إلى الكلى إلى الإصابة فشل حاد ما قبل الكلى. لا تستطيع الكلى تنقية الدم من السموم دون تدفق الدم بشكل كافٍ. يمكن علاج هذا النوع عادةً بمجرد تحديد سبب انخفاض تدفق الدم.
  • الفشل الكلوي الحاد: يمكن أن ينتج عن صدمة مباشرة للكلى، مثل الصدمة الجسدية أو الحوادث. تشمل الأسباب الأخرى الحمل الزائد للسموم ونقص التروية، وهو نقص الأكسجين في الكلى. يمكن أن يحدث نقص التروية بسبب النزيف الحاد والصدمة وانسداد الأوعية الدموية الكلوية والتهاب كبيبات الكلى، وهي حالة تلتهب فيها الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى.
  • الفشل الكلوي المزمن: يحدث عندما يكون هناك ضرر طويل المدى للكلى بسبب مرض الكلى الأساسي. يتطور مرض الكلى الأساسي بسبب صدمة مباشرة للكلى، مثل النزيف الحاد أو نقص الأكسجين.
  • الفشل الكلوي المزمن التالي: يمنع انسداد المسالك البولية طويل الأمد التبول، مما يسبب الضغط وتلف الكلى في نهاية المطاف.

أسباب الفشل الكلوي:

حسب صندوق الكلى الأمريكي (AKF) مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالداء الكلوي بمراحله الأخيرة. وارتفاع ضغط الدم هو السبب الثاني الأكثر شيوعًا للإصابة بالداء الكلوي بمراحله الأخيرة. كما تشمل المشاكل الأخرى المسببة له ما يلي:

  • أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة واعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي أ.
  • الأمراض الوراثية (الأمراض التي تولد بها)، مثل مرض الكلى المتعدد الكيسات.
  • المتلازمة الكلوية.
  • مشاكل المسالك البولية.

في بعض الأحيان يمكن أن تتوقف الكلى عن العمل فجأة (في غضون يومين). يسمى هذا النوع إصابة الكلى الحادة أو الفشل الكلوي الحاد. تشمل الأسباب الشائعة للفشل الكلوي الحاد ما يلي:

  • نوبة قلبية.
  • تعاطي المخدرات.
  • قلة تدفق الدم إلى الكلى.
  • مشاكل المسالك البولية.

هذا النوع ليس دائمًا. قد تعود الكلى طبيعية أو شبه طبيعية مع العلاج وإذا لم تكن لديك مشاكل صحية خطيرة أخرى.

إن وجود إحدى المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى خلل في وظيفة الكلى لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بفشل الكلوي. فالعيش بأسلوب حياة صحي والعمل مع طبيبك للسيطرة على هذه المشاكل الصحية يمكن أن يساعد كليتيك على العمل لأطول فترة ممكنة.

أسباب الفشل الكلوي المزمن في المغرب:

أكثر من 50% من مرضى الفشل الكلوي بالمغرب، هم مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، و10% منهم يعانون من أمراض المناعة الذاتية، في حين يُمثل أصحاب الأمراض الوراثية 4%.

الفشل الكلوي في المغرب آفة مهيمنة تهدر صحة البالغين والشباب، وحسب الجمعية المغربية لمكافحة أمراض الكلى في المغرب، يعاني واحد من كل عشرة بالغين من أمراض الكلى، أي حوالي 3 ملايين مغربي من بينهم أطفال، 17000 منهم من يحتاج إلى غسيل كلى مزمن، ويستفيدون من ذلك في حوالي 200 مركز تصفية الدم، ويتم تسجيل ما يقارب 1200 حالة جديدة في السنة.

علاج الفشل الكلوي:

  • غسيل الكلى:

يقوم غسيل الكلى بتصفية وتنقية الدم باستخدام جهاز يقوم بوظيفة الكلى. اعتمادًا على نوع غسيل الكلى، قد يتم توصيلك بجهاز كبير أو كيس قسطرة محمول.

إلى جانب غسيل الكلى، قد تحتاج إلى اتباع نظام غذائي منخفض البوتاسيوم وقليل الملح.

غسيل الكلى لا يعالج الفشل الكلوي، ولكن يمكن أن يطيل حياتك عند الالتزام بالعلاجات المجدولة بانتظام.

  • زرع الكلى:

يمكن للكلية المزروعة أن تعمل بشكل كامل، وتغنيك عن غسيل الكلى. عادة ما يكون هناك انتظار طويل حتى تتلقى كلية من متبرع تتوافق مع جسمك.

بعد الجراحة، يجب تناول الأدوية المثبطة للمناعة لمنع جسمك من رفض الكلية الجديدة. هذه الأدوية لها آثارها الجانبية، وبعضها قد يكون خطيرًا.

كُلفة العلاج:

يعد علاج أمراض الكلي أحد أكبر نفقات وزارة الصحة بالمغرب، وبات يُشكل عبئا على الميزانية العامة، بسبب ارتفاع معدل انتشاره، خاصّة في مراحله المتقّدمة، وهذه الحالة هي الأكثر بروزا لأن 30% فقط من المصابين بهذا المرض لا يعرفون أنهم مرضى.

عندما يكون المريض في مرحلة متقدمة يوجد خياران للعلاج، إما غسيل الكلي أو الزرع، وكلاهما مُكلّف. حيث أن غسيل الكلى يكلف أكثر بكثير من عملية زرع الكلية إذ يبلغ ثمن الحصة الواحدة حوالي 850 درهم بمعدل 3 جلسات في الأسبوع أي 2550 درهم أسبوعيا، و 10200 درهم شهريا و122400  درهم سنويا. أما فيما يتعلق بعملية الزرع، فقد أجريت حوالي 400 عملية في المستشفيات الجامعية بالمغرب، إلا أن هذه الأرقام ليست مشجعة لصعوبة إجراءات التبرع وغلاء تكلفة مصاريف المتابعة الطبية بعد الزرع.

 

تدقيق علمي: د. ليلى حافان