تُعرّف منظمة الصحة العالمية وفاة النساء الحوامل، بأنها “وفاة امرأة أثناء الحمل أو خلال 42 يوماً من انتهائه (سواء بولادة أم إجهاض)، بغض النظر عن مدته أو موضعه (أي داخل أو خارج الرحم)، أو لأي سبب آخر تفاقم نتيجة الحمل أو بسبب العناية الطبية التي تستلزمها، باستثناء الحوادث أو الأسباب العرضية.
المغرب أحرز تقدماً ملحوظاً في تقليص نسبة وفيات الأمومة، إذ بعد إعلان نتائج البحث الوطني حول السكان وصحة الأسرة سنة 2018، تبين أن معدل وفيات الأمهات الحوامل انخفض من 112 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حية (2009 ـــ 2010) إلى 72,6 سنتي (2015-2016)، أي بانخفاض قدره 35 ٪ وفقًا لمعطيات وزارة الصحة. ويعود هذا التقدّم إلى تحسين مراقبة الحمل والولادة في بيئة خاضعة للإشراف وتحسين جودة الرعاية، وكذلك ازدياد نسبة النساء اللواتي استفدن من الزيارات الطبية أثناء الحمل.
اقرأ أيضا: حاسبة الحمل والولادة للتعرف على موعد الولادة المتوقع!
العوامل المؤدية لوفيات الأمومة
تشكل النسبة العوامل المباشرة المؤدية إلى وفاة النساء الحوامل حوالي74%؛ يحتل النزيف المركز الأول 58%، تليه أمراض ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاتها عند الحوامل (26%)، ثم الأمراض التعفنية بنسبة 8%. وتعتبر أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب من أهم الأسباب غير المباشرة التي يبلغ مجموعها 16 %.
بالإضافة إلى عوامل أخرى تؤثر على استفادة النساء من الرعاية الطبية، وبالتالي تنعكس ضمنياً على معدل الوفيات، من أبرزها التباين بين المدن والبوادي في وصول المرأة إلى هياكل الرعاية.
إذ سجل سنة 2010 في المناطق الحضرية معدل وفيات يصل إلى نصف ما سجل في الجهات القروية، أضف إلى ذلك نقص الموارد البشرية والبنية التحتية للصحة الإنجابية، علاوة على ذلك، فكلما ارتفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي كلما ساهم ذلك في انخفاض نسبة وفيات الأمهات وقد تبين أن للمستوى التعليمي والثقافي دور مهم إذ تكون نسبة الوفاة مرتفعة عند النساء اللواتي يعانين من الأمية أكثر من غيرهن من المتعلمات، بسبب نقص المعلومات والتوعية الصحية.
اقرأ أيضا: هذه 7 علامات تدل على اقتراب الولادة!
سُبل الوقاية
باستطاعتنا تجنب نسبة مهمّة جداً من الوفيات بين الأمهات الحوامل تصل الي 81%، من خلال الالتزام بمجموعة من الشروط المتكاملة في ما بينها، كزيادة تغطية الولادات في بيئة خاضعة للإشراف الطبي، والرفع من الزيارات الطبية أثناء فترة الحمل:
ثمان زيارات هو العدد الذي ينصح به من طرف منظمة الصحة العالمية، وذلك للكشف عن أي مشكل قبل الدخول في مرحلة المضاعفات، ومراقبة الأم خلال الساعات الفورية التي تلي الولادة مباشرة، وتغطية تكاليف الزيارات الطبية بعد الإنجاب، كما ينبغي توفير المراكز الاستشفائية و الزيادة من الموارد البشرية من أطباء و ممرضات قابلات، و توزيعها جغرافيا بطريقة متكافئ، إضافة إلى تسهيل الوصول إليها، و لم لا إشراك وسائل الإعلام في توعية النساء بكل ما يتعلق بالحمل و الإنجاب، والأعراض التي تستلزم استشارة طبية طارئة، و كذا مختلف وسائل منع الحمل…
وسعياً إلى تقليص عدد الوفيات في هذه الفئة، أطلقت الدولة استراتيجية التعاون بين منظمة الصحة العالمية والمغرب 2017ــ2021، التي ترتكز على مجموعة من الأهداف من بينها تحسين صحة الأم، ويعزم المغرب إلى الوصول ل36 وفاة لكل 100000 ولادة حية بحلول سنة 2030 أي ما يعادل تخفيضها الى النصف، الأمر الذي من الممكن تحقيقه بتظافر جهود كل من الدولة و الطاقم الطبي و النساء المعنيات بالأمر عن طريق توعيتهن.