يعتبر فرط الرغبة الجنسية موضوع جدل كبير بين الأطباء النفسيين وباحثي الطب الجنسي، الذين لديهم آراء مختلفة حول ما إذا كان النشاط والرغبة الجنسية “المفرطة” اضطرابا يشمل كلا الجنسين. لكن الآراء حول فرط النشاط الجنسي لدى النساء قد تكون الأكثر إثارة للجدل، حيث تعد النساء الفئة التي عادة ما يتم تجاهلها في معظم دراسات فرط الجنس.
حسب مجلة لايف ساينس، ما يقارب 8-12 في المائة من أولئك الذين يسعون إلى علاج الإدمان الجنسي هم من النساء، كما تقل احتمالية طلب المرأة للمساعدة من أجل حل مشكلة سلوكها الجنسي وذلك لعدة أسباب – تتعلق في الغالب بالعار.
قبل التعرف على أسباب الرغبة الجنسية المفرطة لدى النساء، يجب الأخذ بعين الاعتبار النقاط المهمة التالية:
تشير الرغبة الجنسية إلى العاطفة والطاقة العقلية المرتبطة بالجنس، كما يطلق عليها مصطلح آخر وهو “الدافع الجنسي”. وتتأثر الرغبة الجنسية بما يلي:
- العوامل البيولوجية، مثل مستويات هرمون التستوستيرون والاستروجين.
- العوامل النفسية، مثل مستويات التوتر.
- العوامل الاجتماعية، مثل العلاقات الحميمة.
من الصعب تحديد ارتفاع الرغبة الجنسية لأن الرغبة الجنسية الطبيعية تختلف من شخص لآخر. فقد يكون الشخص طبيعيا عند الرغبة في ممارسة الجنس مرة واحدة في اليوم، بينما الطبيعي لدى شخص آخر هو عدم وجود دافع جنسي.
أسباب الرغبة الجنسية المفرطة لدى النساء:
وجدت إحدى الدراسات الجديدة أن الأنماط السلوكية عند النساء ذوات فرط النشاط الجنسي تشبه السلوكيات التي تم تحديدها سابقًا لدى الرجال مفرطي الجنس. وتشمل هذه السلوكيات الاعتماد على المواد الاباحية، والاستمناء المفرط والاختلاط.
-
مشاهدة المواد الإباحية:
للحصول على فكرة أفضل عما تفعله النساء ذوات السلوك الجنسي المفرط، أجرى الباحثون استطلاعًا لما يقارب 1000 امرأة في ألمانيا – معظمهن طالبات جامعيات – وسألوهن عن مدى تكرار ممارسة العادة السرية أو مشاهدة المواد الإباحية، وعدد الشركاء الجنسيين الذين مارسن معهم الجنس.
قام الباحثون أيضًا بتقييم السلوك الجنسي لدى المشاركات باستخدام استبيان يسمى Hypersexual Behavior، والذي يتضمن 19 سؤالًا حول عدد المرات التي يستخدم فيها الشخص الجنس للتعامل مع المشكلات العاطفية، وما إذا كان الانخراط في النشاط الجنسي خارجا عن السيطرة، وما إذا كان هذا النشاط الجنسي يتعارض مع العمل أو المدرسة. وقد تم تصنيف حوالي 3% من المشاركات على أنهن مفرطات الجنس بناءً على درجاتهن في الاستبيان.
أظهرت النتائج أنه كلما زادت النساء من ممارسة العادة السرية أو مشاهدة المواد الإباحية، زاد احتمال حصولهن على درجات عالية في استبيان فرط الجنس، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الطب الجنسي.
-
عدم توازن الناقل العصبي:
قد يرتبط السلوك الجنسي المفرط لديك بمستويات عالية من المواد الكيميائية في دماغك والمعروفة بالناقلات العصبية (مثل الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين) التي تساعد في تنظيم المزاج.
-
الأدوية:
قد تؤدي بعض الأدوية المحفزة للدوبامين، والمستخدمة لعلاج مرض باركنسون، إلى السلوكيات الجنسية القهرية.
-
فترة محددة من دورتك الشهرية:
إذا كنت في مرحلة “النشوة الجنسية” المقترنة بدورتك الشهرية، وهي فترة ما قبل الإباضة أو أثنائها أو بعدها مباشرة، فقد تشعرين بدافع جنسي مفرط بسبب الهرمونات.
هل فرط النشاط الجنسي أمر يدعو للقلق؟
كانت هناك نقاشات حول ما إذا كان السلوك الجنسي المفرط اضطرابًا مشابهًا للإدمان، أو مجرد اختلاف في السلوك الجنسي لدى الأشخاص. فجاء الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) ليحسم في الأمر! حيث قررت الجمعية الأمريكية للطب النفسي عدم إدراج “إدمان الجنس” كاضطراب، قائلة إنه لا يوجد دليل كاف لإثبات أن فرط الرغبة الجنسية مشكلة تتعلق بالصحة العقلية.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن السلوك الجنسي المفرط يمكن أن يصبح مشكلة لبعض الناس، عندما يسبب التوتر أو الخجل، أو يؤدي إلى عواقب سلبية في حياة الشخص – على سبيل المثال، فقدان الوظيفة.
وفقًا لمؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، من المحتمل أن تصبح الرغبة الجنسية المفرطة مشكلة عندما ينتج عنها نشاط جنسي خارج عن السيطرة (OCSB)، مثل الإكراه الجنسي.
وغالبًا ما تتضمن علامات الإكراه الجنسي ما يلي:
- تأثير سلوكك الجنسي سلبًا على مجالات مختلفة من حياتك، مثل صحتك، وعلاقاتك، وعملك، وما إلى ذلك.
- حاولت مرارًا وتكرارًا تقييد أو إيقاف سلوكك الجنسي ولكن دون جدوى.
- لا تشعر بالرضا عندما تستبدل سلوكك الجنسي بأنشطة أخرى.
- تستخدم السلوك الجنسي للهروب من المشاكل، مثل الغضب أو التوتر أو الاكتئاب أو الوحدة أو القلق.
- تواجه صعوبة في إقامة علاقات مستقرة وصحية والحفاظ عليها بسبب سلوكك الجنسي.