يعتبر الإسهال من أكثر الآفات الصحية انتشارا. على الصعيد العالمي، كل سنة يتم تسجيل حوالي ملياري حالة من الإصابة بالإسهال، الذي يودي بحياة ما يقارب 1.9 مليون طفل دون سن الخامسة في الدول النامية، ليصبح الإسهال بذلك السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين هذه الفئة العمرية. وذلك حسب المنظمة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي (WGO).

الإسهال هو حالة من البراز الرخو أو المائي. معظم حالات الإسهال ناتجة عن البكتيريا أو  الفيروسات أو الطفيليات، أو اضطرابات الجهاز الهضمي.

حسب جامعة جونز هوبكينز، هناك نوعين من الإسهال، الإسهال قصير المدى أو الحاد، يمكن الإصابة به نتيجة تناول طعام أو ماء به عدوى بكتيرية، أو بسبب الإصابة بفيروس. يستمر ليوم أو يومين ثم يختفي.

الإسهال طويل المدى أو المزمن، تسببه مشاكل صحية أخرى مثل متلازمة القولون العصبي، أو مرض معوي مثل مرض كرون، أو مرض الاضطرابات الهضمية، ويستمر لعدة أسابيع. 

للتعرف على متى يصبح الإسهال أمرا خطيرا، وما هي أهم أعراضه وأسبابه ومضاعفاته، بالإضافة إلى طرق علاج الاسهال، تابع قراءة المقال التالي: 

أسباب الإسهال

قد يكون الإسهال ناتجًا عن عوامل، ومن بين أسباب الإسهال:

  • العدوى البكتيرية.
  • الفيروسات.
  • صعوبة الهضم (عدم تحمل الطعام)
  • حساسية الطعام (حساسية الغلوتين مثلا)
  • تناول طفيليات عن طريق الطعام أو الماء.
  • بعض الأدوية.
  • الأمراض المعوية، مثل التهاب الأمعاء.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • جراحة في المعدة أو المرارة.
  • استخدام المضادات الحيوية.
  • مشاكل الغدة الدرقية.
  • التلف الناتج عن العلاج الإشعاعي أو الأورام التي تفرز الكثير من الهرمونات.
  • إسهال المسافرين، أي عند تناول طعام أو ماء غير آمن بسبب البكتيريا والطفيليات وحتى التسمم الغذائي عند السفر.

طرق علاج الإسهال للكبار في المنزل

يمكن لأي شخص اتباع العلاجات المنزلية للإسهال، وذلك من خلال صنع محلول معالجة الجفاف عن طريق خلط :

  • لتر واحد من الماء.
  • نصف ملعقة صغيرة من الملح.
  • 6 ملاعق صغيرة من السكر.

حسب الموقع الطبي ميديكال نيوز توداي، يساعد تناول السكر والملح مع الماء الأمعاء على امتصاص السوائل بكفاءة أكبر، وبالتالي ترطيب الجسم بشكل أكثر فاعلية من الماء وحده بعد نوبة الإسهال.

شرب السوائل

يعتبر شرب السوائل الخيار الأفضل دائمًا لعلاج الاسهال كما سبق وذكرنا سابقا، وأي سائل صافٍ سيفي بالغرض.  قد يفي الحليب على سبيل المثال بالغرض، ويكون مناسبًا للحالات الخفيفة، لكن يمكن أن يطيل أو يفاقم الإسهال لدى البعض. كما يمكنك تجنب الكحوليات والكافيين، فكلاهما له تأثيرات مدرة للبول (تفرز الماء). 

بالنسبة لحالات الاسهال المتوسطة والشديدة، يعد محلول إلكتروليت جيدا لتعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال. وتجنب المشروبات الرياضية لأن محتواها العالي من السكر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الإسهال.

إليك لائحة ببعض الأطعمة لعلاج الإسهال

1. اتباع نظام غذائي يتكون على بعض الأطعمة لعلاج الاسهال حلا جيدا. قد يتضمن النظام الغذائي الجيد لشخص مصاب بالإسهال على ما يلي:

  • خضروات طرية مطبوخة.
  • كميات كافية من البروتين.

2. الأطعمة الغنية بالبكتين (نوع طبيعي من أنواع الألياف الغذائية التي تنحدر من عائلة الكربوهيدرات المعقدة) مثل:

  • الفاكهة.
  • الجزر.

3. الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، مثل: 

  • البطاطا.
  • البطاطا الحلوة.

4. الأطعمة التي تحتوي على الإلكتروليتات، مثل:

  • الحساء.
  • المشروبات الرياضية.

5. كما يمكن لاتباع نظام غذائي سائل لمدة 24 ساعة الأولى من الإسهال أن يساعد في تهدئة الجهاز الهضمي. قد يشمل ذلك:

  • المرق المالح.
  • الحساء.
  • المشروبات.

والهدف من ذلك هو منع الأمعاء من العمل الشاق.

البروبيوتيك

البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء ضرورية لعمل الجهاز الهضمي بشكل طبيعي. فهي تلعب دورًا مهمًا في حماية الأمعاء من العدوى. عندما تطغى على نظامك البكتيريا غير النافعة أو الفيروسات، يمكن أن تصاب بالإسهال. 

وهنا تظهر أهمية البروبيوتيك الذي سيساعدك في علاج الاسهال عن طريق استعادة توازن البكتيريا في أمعائك.

البروبيوتيك هو مصدر غني للبكتيريا النافعة التي تعمل على خلق بيئة أمعاء صحية.  البكتيريا النافعة أو البكتيريا الجيدة هي عبارة عن كائنات حية دقيقة موجودة في بعض الأطعمة، بما في ذلك:

  • الأجبان الطرية.
  • البنجر.
  • الجبن.
  • الشوكولاته الداكنة.
  • الزيتون الأخضر.
  • ملفوف مخلل.
  • المخللات.
  • الخبز المخمر.
  • الياغورت.

كما يمكنك الحصول على البروبيوتيك في شكل مسحوق أو حبوب.

الأطعمة التي يجب أن تتجنبها عند الإصابة بالإسهال 

عند الإصابة بالإسهال احرص على تجنب الأطعمة التي يمكن أن تهيج أو تضغط على الجهاز الهضمي، مثل:

  • الأطعمة الغنية بالدهون.
  • الأطعمة المقلية الدهنية.
  • الأطعمة الحارة.
  • الأطعمة التي تحتوي على المحليات الصناعية.
  • الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الفركتوز.
  • يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز تجنب منتجات الألبان.
  • الكحول.
  • الفاصوليا.
  • التوت.
  • البروكلي.
  • الكرنب.
  • القرنبيط.
  • الحمص.
  • القهوة.
  • حبوب الذرة.
  • بوظة
  • الخضار الورقية الخضراء.
  • البازيلاء.
  • الفلفل.
  • الخوخ.
  • الشاي.

العلاج الدوائي 

يمكن لطبيبك أن يصف لك مجموعة من الأدوية التي قد تساعدك في علاج الاسهال الحاد مع الأعراض الشديدة. كما أن هناك أدوية لا تستلزم وصفة طبية في علاج الاسهال الخفيف. 

أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية

أدوية يمكن أن تخفف من أعراض الإسهال، لكنها لا تعالج السبب الأساسي له: 

  • البزموت سبساليسيلات.
  • لوبيراميد.

إذا كنت تعاني من الإسهال المزمن لأكثر من 14 يوما، لا تستخدم هذه الأدوية دون استشارة الطبيب. ولا تستخدمها للأطفال الصغار، يجب اصطحاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر والذين يعانون من الإسهال إلى الطبيب على الفور.

إذا كنت تعاني من إسهال دموي، أو حمى، أو أكثر من سبعة أيام من الأعراض، أو ألم شديد في البطن، أو إسهال يزداد سوءًا، فعليك طلب العناية الطبية على الفور وابتعد عن الأدوية التي لا تستدعي وصفة طبية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

في الحالات الخفيفة من الإسهال يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول الأطعمة المناسبة في علاج نوبات الإسهال، لكن إذا استمر ذلك وتطور ليصبح أكثر شدة فقد يتطلب الأمر زيارة الطبيب. فيما يلي بعض الحالات التي يُنصح فيها بطلب الرعاية الطبية:

  • الإسهال والقيء عند الأطفال أقل من 3 أشهر.
  • استمرار القيء عند الأطفال لأكثر من 12 ساعة.
  • استمرار الإسهال عند الأطفال لأكثر من ثلاثة أيام، وكذلك عند البالغين.
  • براز دموي أو أسود أو زيتي المظهر.
  • ألم في البطن لا يتحسن بعد التبرز.
  • الدوخة.
  • الصداع.
  • الضعف.
  • انخفاض كمية البول.
  • الحمى.

ما هي الأعشاب التي تعالج الإسهال؟

  • البابونج: يساعد شاي البابونج على التخفيف من أعراض الإسهال والتهابات الجهاز الهضمي والحد من تشنجات وآلام البطن.
  • أوراق التوت: نتيجة احتوائها على مادة العفص القابضة، قد يساعد شرب شاي أوراق التوت في الحد من التهابات الجهاز الهضمي وإفرازات الامعاء، وبالتالي تخفيف حدة وأعراض الإسهال.
  • النعناع: استخدم زيت النعناع للحد من تشنجات البطن ولاسترخاء الأمعاء، والمساعدة في تنظيم عمل الجهاز الهضمي وتخفيف الإسهال.

كما يمكن لتناول شاي الزعتر، والكركم أن يساعد على تخفيف أعراض الإسهال. 

كيف أتخلص من الإسهال بسرعة؟

هناك نظام غذائي يمكنه المساعدة على التخلص من الإسهال بسرعة، وهو النظام الغذائي المعروف باسم BRAT.

تعني كلمة BRAT الموز والأرز وعصير التفاح والخبز المحمص. هذا النظام الغذائي فعال بسبب الطبيعة اللطيفة لهذه الأطعمة، ولأنها أطعمة نشوية وقليلة الألياف.

هذه الأطعمة تؤثر على الجهاز الهضمي وتحد من البراز الرخو، ومن غير المرجح أن تهيج معدتك أو تفاقم الإسهال.

طرق الوقاية من الإسهال

بما أن أبرز أسباب الإصابة بالإسهال تعود للبكتيريا والفيروسات، فمن الممكن الوقاية من الإسهال عبر اتباع الخطوات التالية: 

  • اغسل يديك كثيرًا.
  • استخدم المطهرات التي تحتوي على الكحول.
  • تناول الأطعمة التي تم تنظيفها وطهيها بطريقة آمنة.
  • لا تتناول أي أطعمة أو سوائل قد تكون مصابة ببكتيريا أو فيروسات.
  • عند السفر، تأكد من أن أي شيء تأكله وتشربه آمن. 

عند السفر أحرض على: 

  • عدم شرب ماء الصنبور أو استخدامه في تنظيف أسنانك.
  • عدم استخدام الثلج المصنوع من ماء الصنبور.
  • عدم شرب الحليب أو عناصر الحليب التي لم تخضع للبسترة.
  • عدم تناول أي فواكه وخضروات طازجة أو نيئة إلا إذا قمت بغسلها وتقشيرها بنفسك.
  • قم بطهي جميع اللحوم والأسماك.
  • لا تتناول اللحوم والأسماك النيئة.
  • لا تأكل من الباعة المتجولين أو شاحنات الطعام.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا طرقك الخاصة لعلاج الإسهال في تعليق، وشارك المقال!