دراسة: انتقال عدوى كورونا من الأم للجنين

حسب تقرير لمجموعة من الباحثين الفرنسيّين، عن حالة انتقال عدوى فيروس كورونا عبر المشيمة من أم حامل مصابة إلى جنينها، أشار الباحثون إلى أن هذه المرأة أدخلت إلى المشفى وهي في الأسبوع الـ 35 من الحمل بشكوى حمّى وسعال شديد منتج لبلغم غزير. 

وقد كشف عن إصابتها بفيروس كورونا باستخدام اختبار (RT-PCR) في الدم، والمسحات الأنفية البلعومية، والمسحات المهبلية. 

وبعد مرور ثلاثة أيام أجريت ولادة قيصرية بعد أن كانت المؤشرات القلبيّة للجنين غير مطمئنة، وأجرِيت الولادة تحت التخدير العام بسبب الأعراض التنفسية لدى الأم، و يجدر بالذكر أن نتيجة فحص السائل الأمنيوسي كانت إيجابية لفيروس كورونا.

ما يمكن فعله بعد إصابة الجنين بالعدوى!

بعد إجراء فحوصات للوليد، تبين أن الحالة العامة غير مستقرة واستوجب ذلك وضعه في الإنعاش والأوكسجين، ثم نقل الوليد إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة. وبعد مراقبة العلامات الحيوية التي كانت طبيعية، نزع عن الرضيع أنبوب التهوية بعد قرابة 6 ساعات، وقبل نزع أنبوب التهوية، سحبت عينات من الدم والقصبات التنفسية وكانت إيجابية لفيروس كورونا. 

وفي اليوم الثالث من الولادة، عانى الوليد تهيّجا، ورفضا للتغذية، وتشنجا في الظهر، وزيادة توتر عضلي. وكان تحليل السائل الدماغيّ الشوكيّ سلبياً لفيروس كورونا، وسلبياً أيضاً لبقية الفيروسات والجراثيم، لكنه أظهر موجودات التهابية. 

تحسنت حالة الوليد تدريجيا، وكان تحليل السائل الدماغي الشوكي طبيعيا في اليوم الخامس من الولادة، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في اليوم الحادي عشر من الولادة أذية في المادة البيضاء من الدماغ قد تكون ناتجة عن التهاب في الأوعية الدموية بسبب عدوى فيروس كورونا.

فيروس كورونا قد ينتقل عبر المشيمة!

تحسنت حالة الوليد تدريجيا وغادر المشفى بعد ثمانية عشر يوماً. وفيما يخص المسحات الأنفية البلعومية للوليد التي أخذت في اليوم الأول والثالث والثامن عشر بعد الولادة كانت جميعها إيجابية لفيروس كورونا، وتركيز الفيروس في اليوم الثالث والثامن عشر كان أعلى من تركيز الفيروس في اليوم الأول، مما يدل على أن هذه الحالة تمثل عدوى منقولة وليست نتيجة تلوث العينة. 

وعند إجراء (RT-PCR) على النسيج المشيمي كانت النّتيجة إيجابية أيضاً لفيروس كورونا، وقد كان مستوى الفيروس في المشيمة أعلى من مستوى الفيروس في السائل الأمنيوسي ودم الأم أو الجنين. 

وبعد فحص النسيج المشيمي تحت المجهر باستخدام طرائق مناعية تبين وجود علامات التهابية تتماشى مع حالة التهابية شديدة عند الأم سببها الـ(SARS-CoV-2).

كيف يمكن حماية الجنين من أخذ عدوى فيروس كورونا من أمه؟

أشار تقرير آخر إلى احتمال انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، حيث وصفَت حالة كورونا بالشديدة لدى أم حامل استوجبت التهوية الآلية، والخضوع لولادة قيصرية مبكرة. وباستخدام (RT-PCR) كانت المسحة الأنفية البلعومية للوليد إيجابية لـ (SARS-CoV-2) بعد 16 ساعة من الولادة، لكن طريق انتقال العدوى لم يكن واضحا، إذ لم يقيّم الباحثون وجود الفيروس في السائل الأمنيوسي، أو في دم الحبل السري، أو في أنسجة المشيمة.

انتقال كورونا من الأم إلى الجنين.. أدلة غير كافية!

تظل الأدلة المتوفرة على وجود انتقال للفيروس من الأم إلى الجنين ضعيفة حتى الآن، فعلى الرغم من نشر التقارير السابقة، لم ترصد دراسة أخرى أية إصابة بين المواليد لأمهات مصابات بـ (COVID-19) على الرغم من المتابعة مدة 14 يوماً بعد الولادة.