ما الذي يسبب فقدان حاستي الشم والتذوق؟

توجد الهياكل التي تتكون منها حاسة الشم في سقف التجويف الأنفي، خلف الأنف، تكتشف الخلايا العصبية الحسية الشمية الجزيئات الموجودة في الهواء والتي ترتبط بعد ذلك مباشرة بالدماغ، وتصل الروائح إلى الخلايا العصبية من خلال فتحتي الأنف والفم.

حسب مايو كلينيك للتعليم والبحث الطبي فإن ما يُسبب فقدان حاستي الشم والتذوق نتيجة كورونا هو تلف الخلايا التي تدعم الخلايا العصبية الشمية، وتسمى الخلايا الداعمة. يمكن أن تتجدد هذه الخلايا من الخلايا الجذعية، وهو ما قد يفسر سبب عودة الرائحة بسرعة في معظم الحالات.

حسب دراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب (NIH) يمكن أن تستمر أعراض فقدان الحاستين لفترة طويلة، وقد تكون ناتجة عن فقدان وظيفة الخلايا العصبية الحسية الشمية وبراعم التذوق، ويرجع ذلك أساسا إلى العدوى والالتهاب والخلل الوظيفي اللاحق في دعم الخلايا غير العصبية في الغشاء المخاطي. 

اقرأ أيضا: هل يمكن أن نفقد حاستي الشم والذوق نهائيا بعد الإصابة بالكوفيد؟

نتائج دراسة: تتبع حالات استشفاء مرضى كوفيد-19 من فقدان حاستي الشم والتذوق

أجريت دراسة تم نشرها في مجلة جراحة الوجه، على مرضى كوفيد-19 من شهر مارس إلى ماي، بحيث تم تقسيم 418 مريضا إلى 3 مجموعات: مرضى الحجر الصحي في المنزل، والمرضى في المستشفى، ومرضى العناية المركزة، وتم تقييم اضطرابات الشم والذوق لدى مرضى كورونا قبل تشخيصيهم بعدوى كوفيد-19، وأثناء المرض، وفي الأسبوع الرابع بعد الشفاء. 

كانت معدلات فقدان الشم والتذوق في المجموعات:

المجموعة 1: فقدان الشم بنسبة 45٪، وفقدان التذوق بنسبة 46.6٪.

المجموعة 2: فقدان الشم بنسبة 43.7٪، وفقدان التذوق بنسبة 32.1٪.

المجموعة 3: فقدان الشم بنسبة 31.2٪ وفقدان التذوق بنسبة 31.2٪.

كان معدل الشفاء الكلي لفقدان حاسة الشم والتذوق: 

المجموعة 1: استعادة حاسة الشم بنسبة 95.5٪ واستعادة حاسة التذوق بنسبة 97.1٪.

المجموعة 2: استعادة حاسة الشم بنسبة 93.7٪ واستعادة حاسة التذوق بنسبة 91.4٪.

المجموعة 3: استعادة حاستي الشم والتذوق بنسبة 100٪.

ما هو علاج اضطرابات الشم والذوق؟ 

حسب مايو كلينيك، ليس هناك علاج فعلي ومثبت لتعلم واستعادة القدرة على الشم والتذوق من جديد، لكن، غالبا ما يتم استخدام: 

  • الكورتيكوستيرويدات: الكورتيكوستيرويدات هي فئة من الأدوية التي تقلل الالتهاب في الجسم، وقد تم اعتبارها كخيار علاجي لفقدان الشم الناجم عن كوفيد-19. لكن لديهم آثار جانبية محتملة معروفة جيدا بما في ذلك احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومشاكل تقلب المزاج والسلوك. إلا أنه من غير المرجح، حسب مايوكلينيك، أن تساعد بعد فترة المرض الحاد. 
  • التدريب على حاسة الشم، حيث يقوم الأشخاص بشم الروائح الموصوفة بانتظام لتذكرها.

ما هو علاج التدريب على الرائحة؟

حسب الجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، أظهرت الدراسات تحسنا في حاسة الشم لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات الشم والذوق بعد الإصابة بالكوفيد، بعد التدريب على حاسة الشم.

ويعتبر التدريب على الرائحة (Smell training) هو الدعامة الأساسية للعلاج. في التدريب على الشم، يشم المريض سلسلة من أربع روائح قوية يمكن العثور عليها في المنزل أو على شكل زيوت أساسية. يشم الشخص كل رائحة بلطف لمدة 20 ثانية، تتكرر هذه العملية ثلاث مرات يوميا لمدة 3 أشهر، وعادة ما يكون الالتزام طويل الأجل ضروريا لتحسن الشم.

قد يكون التدريب على الرائحة أكثر فاعلية إذا كان الشخص يشم نفس الروائح الأربعة كل يوم، بدلا من التناوب، مع التركيز على الرائحة تماما لمدة 20 ثانية كاملة، وحسب المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، يجب اختيار الروائح التي تمثل فئات الرائحة الأربع: الأزهار، والفاكهة، والتوابل، والمركبات العضوية اللزجة (الراتنجات)، وتشمل هذه الروائح: 

  • البن المطحون.
  • الورد.
  • الحمضيات.
  • الأوكالبتوس.
  • فانيلا.
  • القرنفل.
  • النعناع.
  • زيت الخروع.
  • الزنجبيل.

في معظم الحالات، يتعافى فقدان حاسة الشم بسبب كورونا بسرعة، في حين قد يستغرق الأمر شهورًا. في حالات قليلة، يمكن أن يكون الشفاء غير مكتمل وقد يستغرق وقتا أطول، لذلك، ينصح بالوقاية من التعرض لعدوى كوفيد-19 وتجنب التعرض لمضاعفات كورونا طويلة الأمد، من خلال التباعد الاجتماعي وارتداء القناع والتطعيم ضد الفيروس.