كانت الدكتورة أنجيليك كويتزي Angelique Coetzee التي تمارس مهنة الطب منذ 30 عاما، بعيادة خاصة في جنوب إفريقيا، وترأس “الجمعية الطبية” فيها، هي أول من اكتشفت متحور أوميكرون Omicron وتعرفت على أهم خصائصه، فأسرعت ودقت ناقوس الخطر العالمي!

لاحظت كويتزي في أوائل نوفمبر ظهور عدد من “الأعراض الغريبة” على مرضى كورونا، والذين كانوا 4 أفراد من أسرة واحدة.

المتحور أوميكرون.. أعراض غريبة أقل حدة!

حسب ما ذكرته الطبيبة لصحيفة “التلغراف” البريطانية، كانت أعراض أوميكرون عبارة عن: تعب شديد ليوم أو يومين، آلام بالعضلات، سعال جاف، حكة بالحلق، فيما عانى بعضهم من حمى معتدلة.

أضافت أنجيليك لنفس المصدر، أن من بين المرضى الذين زاروا عيادتها بأعراض غير عادية، كان هناك شبان من خلفيات وأعراق مختلفة يعانون من إرهاق شديد، وطفل في السادسة من عمره يعاني من ارتفاع شديد في معدل النبض! فيما لم يعاني أحد من فقدان حاستي التذوق والشم.

وقالت الطبيبة إنه في المجمل ما يقارب عشرين مريضا ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 مع ظهور أعراض المتغير الجديد، كانوا من الرجال الأصحاء الذين بدأت أعراضهم بالتعب الشديد، نصفهم لم يتم تلقيحه.

الصحة العالمية: المتحور أوميكرون أوميكرون.. “مثير للقلق”

حسب منظمة الصحة العالمية، توجد الآن 7 سلالات متحورة، بعضها مصنف على أنه “مثير للاهتمام” وبعضها “مثير للقلق“، ويحمل كل منها اسم حرف يوناني.

كانت منظمة الصحة العالمية قد أدرجت B.1.1.529 كمتحور تحت المراقبة، لكن فريقها الاستشاري الفني المعني بتطور فيروس SARS-CoV-2 قرر في 26 نوفمبر تصنيفه على أنه متغير “مثير للقلق”. وقد أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم Omicron.

يحتوي Omicron على عدد كبير وغير عادي من الطفرات ويبدو أنه كان السبب في زيادة عدد الحالات في جنوب إفريقيا مؤخرًا.

تقول بيني مور Penny Moore، عالمة الفيروسات في جامعة ويتواترسراند University of the Witwatersrand في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، والتي يقيس مختبرها قدرة المتغير على تفادي المناعة من اللقاحات السابقة، إن هناك تقارير غير مؤكدة عن عودة العدوى وحالات إصابة الأفراد الذين تم تلقيحهم.

أكد ريتشارد ليسيلز Richard Lessells، طبيب الأمراض المعدية بجامعة كوازولو ناتال  University of KwaZulu-Natal  في ديربان، جنوب إفريقيا، في مؤتمر صحفي نظمته وزارة الصحة بجنوب إفريقيا في 25 نوفمبر، أنه: “ما زال هناك الكثير لا نفهمه حول هذا المتحور”. 

لا زال الباحثون يقيسون قدرة المتحور أوميكرون على الانتشار عالميًا، حيث من المحتمل أن يتسبب في موجات جديدة من العدوى أو تفاقم الارتفاعات المستمرة التي تقودها دلتا.

أوميكرون.. 30 طفرة تجعله أكثر خطورة!

رصد باحثون في بوتسوانا متحور أوميكرون في بيانات تسلسل الجينوم genome-sequencing، وقد برز المتحور على أنه يحتوي على أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك – وهو البروتين الذي يتعرف على الخلايا المضيفة، وهو الهدف الرئيسي لاستجابات الجسم المناعية.

حسب وكالة الأمن الصحي البريطانية (HSA)، الطفرات التي تم العثور عليها  في أوميكرون، مرتبطة بزيادة العدوى والقدرة على تجنب الأجسام المضادة التي تمنع العدوى، بالاضافة إلى تقليل إمكانية العلاج. 

وحسب ما ذكره موقع gov.uk، الطفرات الموجودة على جزء من الفيروس يعرف باسم موقع انشقاق الفوران، تشبه تلك التي تظهر في متغيرات ألفا ودلتا، والتي يمكن أن تساعد المتغير في الانتشار بسهولة أكبر، وبالتالي من المعقول جدًا أن أوميكرون لديه قابلية انتقال أكبر من دلتا.

تعني الطفرات أيضًا أن المتحور الجديد من المحتمل أن يكون أكثر مقاومة للعلاجات بالأجسام المضادة، والتي ثبت أنها تنقذ الأرواح.

بالإضافة إلى أن أوميكرون يمكن أن يتفادى المناعة التي يمنحها مكون آخر من جهاز المناعة يسمى الخلايا التائية.

وتظل النقطة المضيئة الوحيدة لهذا المتحور هي أنه، حتى الآن، لا توجد علامات على أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة.

أوميكرون.. هل يقلل من فعالية اللقاح؟

يقول أريس كاتزوراكيس Aris Katzourakis، عن جامعة أكسفورد University of Oxford بالمملكة المتحدة: “السؤال الملح هو: هل يقلل أوميكرون من فعالية اللقاح، لأنه يحتوي على الكثير من الطفرات؟” 

“تم الإبلاغ عن إصابات اختراق في جنوب إفريقيا بين الأشخاص الذين تلقوا كل من اللقاحات الثلاثة المستخدمة هناك، من جونسون آند دونسون Johnson & Johnson وفايزر بيونتيك Pfizer-BioNTech وأسترازينيكا Oxford-AstraZeneca”. وذلك حسب ما صرحت به بيني مور Penny Moore، عالمة فيروسات في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا. حيث أن اثنين من المسافرين الخاضعين للحجر الصحي في هونغ كونغ، والذين ثبتت إصابتهم بالمتحور أوميكرون، قد سبق تلقيحهم بلقاح فايزر.

وما زال الباحثون يتسابقون لتحديد ما إذا كان أوميكرون سريع الانتشار يشكل تهديدًا لفعالية لقاحات كوفيدـ 19.

إلا أن الدكتورة جيني هاريز Jenny Harries، الرئيس التنفيذي لـ HSA، تؤكد على أن التطعيم أمر بالغ الأهمية للمساعدة على تعزيز دفاعاتنا ضد أوميكرون، وبالتالي على الجميع أخذ اللقاح الأول و الثاني اضافة الى الجرعة المعززة دون تأخير. بالإضافة إلى ضرورة ارتداء القناع في الأماكن المزدحمة، بما في ذلك وسائل النقل العام والمتاجر، من أجل إبطاء انتشار هذا المتحور الجديد.