ما هو اضطراب الشخصية الحدية أو مرض bpd؟

اضطراب الشخصية الحدية (Borderline personality disorder (BPD هو اضطراب عقلي يؤثر على قدرة تنظيم الشخص لعواطفه. يمكن أن يؤدي فقدان السيطرة على المشاعر إلى زيادة الاندفاع، والتأثير السلبي على شعور الشخص تجاه نفسه، وعلاقاته مع الآخرين. 

تشير بعض الدراسات على أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية من الرجال. غالبا ما يتم تشخيص هذا الاضطراب بشكل خاطئ على أنه اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو الاكتئاب.

 أعراض الشخصية الحدية

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية والإحساس بعدم اليقين وعدم تقدير الذات، كما يمكن كذلك أن تتغير مشاعرهم تجاه الآخرين. وتشمل العلامات والأعراض الأخرى مايلي:

  • الخوف من  الوحدة وهجر الأصدقاء أو العائلة. 
  • احترام الذات متدني
  • تقلبات مزاجية تشمل نوبات القلق والاكتئاب
  • علاقات مضطربة مع الأصدقاء والعائلة 
  • السلوكيات الاندفاعية التي يمكن أن تكون لها تأثير خطير، مثل و الجنس غير الآمن أو القيادة المتهورة أو استخدام المخدرات…
  • محاولة إيذاء النفس 
  • الشعور بالوحدة والفراغ أو الملل
  • مشاعر كراهية الذات والآخرين
  • الغضب الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه
  • المشاعر الانفصالية (الابتعاد عن الواقع)
  • الشعور بعدم الاستقرار وانعدام الأمن

اقرأ ايضاً: هل اضطراب الشخصية الانطوائية مرض نفسي؟ وهل يمكن علاجه؟

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

مثل معظم الاضطرابات النفسية، فإن السبب الدقيق لإضطراب الشخصية الحدية غير معروف، لكن قد يرتبط بالعوامل التالية:  

1. الوراثة

يمكن أن ينتشر الإضطراب إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.

2. العوامل البيئية  

قد تؤدي الإصابة بحالة صحية عقلية أخرى أو  المعاناة من سوء المعاملة  أثناء مرحلة الطفولة إلى زيادة احتمالية الإصابة بعض الأشخاص باضطراب الشخصية الحدية.

3. وظيفة الدماغ

قد تختلف بنية ووظيفة الدماغ عند الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، خاصة في أجزاء الدماغ التي تؤثر على التحكم في الانفعالات والتنظيم العاطفي، نتيجة عدم تواصل أجزاء الدماغ التي تتحكم في المشاعر والسلوك  بشكل صحيح. 

عوامل الخطر: الأشخاص الأكثر عرضة لاضطراب الشخصية الحدية

تشمل عوامل خطر الإصابة بإضطراب الشخصية الحدية مايلي:   

  • التعرض لإعتداء جنسي أو عاطفي أو تنمر أو غيرها من الأحداث المؤلمة خلال فترة الطفولة.
  • لديك فرد من العائلة يعاني من إضطراب الشخصية الحدية. 
  • ضعف التواصل الأسري.
  • وجود اضطراب في الحياة الأسرية.

غالبا ما يحدث اضطراب الشخصية الحدية عند النساء وبين المرضى النفسيين.

اقرأ أيضاً: اضطراب ثنائي القطب:مرض يجعل المزاج يتأرجح بين الهوس والاكتئاب

هل عامل السن يختلف؟

يحدث اضطراب الشخصية الحدي في سن المراهقة ويمكن أن يزداد سوءاً في مرحلة الشباب وقد يتحسن تدريجيًّا مع التقدم في العمر. ويمكن أن تتغير الأعراض بتغير المراحل العمرية. 

مضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الحدية

إذا تُرك الأشخاص المصابون بإضطراب الشخصية الحدية بدون علاج، فإنهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب، وثنائي القطب، واضطرابات الأكل

ويمكن كذلك أن تتطور لدى المريض سلوكيات أخرى قد تشمل تعاطي المخدرات ومحاولة إيذاء النفس.

هل يمكن علاج اضطراب الشخصية الحدية؟

يعد العلاج المنتظم من أهم الطرق التي تساعد في التقليل من أعراض الإضطراب وعلاجها باعتماد الطرق التي تتوافق مع حالة كل مريض حسب الأعراض التي تظهر عليه. 

 طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية

يعتمد العلاج بالأساس على تخفيف الأعراض والعمل على التحكم والتعامل مع هذه الأعراض باعتماد العلاجات التالية:

1. العلاج النفسي

عادةً ما يكون العلاج النفسي من العلاجات الأساسية للاضطرابات النفسية، وتشمل العلاجات النفسية التي يمكن أن تساعد في علاج اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتمد هذا النوع من العلاج على التخلص من الأفكار والسلوكيات والمشاعر السلبية وتعلم كيفية تبني أنماط وعادات تفكير صحية.

  • العلاج السلوكي الجدلي (DBT) 

يرتكز هذا النوع من العلاج على المساعدة في قبول واقع حياتك وسلوكياتك ، بالإضافة إلى مساعدتك على تبني أنماط وسلوكيات أكثر توارزناً، بما في ذلك تجنب السلوكيات غير المفيدة. والتحكم في المشاعر الشديدة وتحسين العلاقات مع الآخرين.

  • العلاج الذي يرتكز على المخطط 

يمكن إجراء هذا العلاج بشكل فردي أو ضمن مجموعة من الأشخاص، فهو يرتكز على المساعدة في تلبية احتياجات المريض بطريقة صحية لتعزيز أنماط الحياة الإيجابية.

  • العلاج الجماعي 

هو نوع من العلاج النفسي الذي يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص لوصف ومناقشة مشاكلهم بشكل جماعي تحت إشراف أخصائي نفسي أو معالج. قد يساعد هذا العلاج الأشخاص المصابين بالاضطراب على التفاعل مع الآخرين بشكل أكثر إيجابية والتعبير عن أنفسهم بشكل تلقائي.

  • العلاج النفسي التحويلي (TFP)

يهدف العلاج النفسي التحويلي (العلاج الديناميكي النفسي) إلى المساعدة على فهم مشاعر الشخص والصعوبات التي يواجهها في التعامل مع الآخرين. 

  • التدريب التنظيمي لتوقع المشاعر وحل المشكلات (STEPPS)

يعد هذا العلاج شكل من أشكال العالج الجماعي الذي يستخدم التدريب التنظيمي لتوقع المشاعر وحل المشكلات بالإضافة إلى أنواع أخرى من المعالجة النفسية.

  • العلاج المستند إلى التعقل (MBT)

هو نوع من أنواع العلاج بالتحدث يساعدك على تحديد أفكارك ومشاعرك الخاصة.يرتكز العلاج المستند إلى التعقل على التفكير قبل إحداث ردة فعل.

2. العلاج الدوائي 

يتم وصف الأدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة  للاضطراب كمضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان لعلاج الأعراض العدوانية، أو عقاقير تَعمل على استقرار الحالة المزاجية.

تشير بعض الدراسات إلى أن أحماض الأوميغا 3 الدهنية يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض العدوانية لإضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب.    

3. الرعاية الطبية

في الحالات التي يعاني فيها المريض من السلوكيات العدوانية أو الأفكار الانتحارية، فقد يحتاج في هذه الحالة إلى علاج أكثر كثافة في مستشفى أو عيادة نفسية. 

 كم يستغرق وقت العلاج؟

تختلف مدة العلاج من شخص لآخر، فغالبا ما تتحسن الأعراض إذا كان المريض يخصع لجلسات علاج منتظم، بتعلم كيفية السيطرة والتحكم في أعراض الاضطراب. قد يحدث تراجع في الأعراض لدى معظم المرضى، بالإضافة إلى تحسن الأعراض مع بلوغ الشخص منتصف العمر.

نصائح للمصابين باضطراب الشخصية الحدية 

إذا كنت مصاباً باضطراب الشخصية الحدية من المهم التوجه الى الطبيب المختص (أخصائي نفسي…) لتحديد العلاج المناسب لحالتك، إذ يمكن أن تتداخل بعض أعراض الإضطراب مع حالتك العقلية والجسدية.

من المهم كذلك الالتزام بأوقات العلاج ومحاولة التواصل مع الآخرين والتوقف عن وضع افتراضات حول ما يشعرون به أو يفكرون فيه  تجاهك.

أسئلة شائعة قد تهمك

هل الشخصية الحدية عالية الذكاء؟

تشير بعض الدراسات  الى أن العوامل المرتبطة بأفضل النتائج للمرضى المصابين بإضطراب الشخصية الحدية تشمل الذكاء العالي؛ والمواهب الفنية وميزات ا الانضباط الذاتي والتوجه نحو العمل والقدرة على تنظيم وقت الفراغ.

هل اضطراب الشخصية الحدية يمنع الشخص من الحب؟

يتميز اضطراب الشخصية الحدية بنَمط شائع من عدم استقرار المشاعر  والمزاج والسلوك مما يؤدي في النهاية إلى عدم استقرار العلاقات.

غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بإضطراب الشخصية الحدية بأن الآخرين سيتخلون عنه. ومع ذلك، يمكنهم أيضًا التحول فجأة إلى الشعور بالاختناق والخوف من العلاقة الحميمة، مما يؤدي بهم إلى الانسحاب من العلاقات. 

ااقرأ أيضاً: اضطراب ما بعد الصدمة : أعراضه وكيفية علاج نفسك بفعالية