ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو ADHD

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعًا خلال مرحلة الطفولة، وهو اضطراب سلوكي، يتم اكتشافه عادةً في مرحلة الطفولة أقل من  12 عامًا، ليصبح فيما بعد أكثر وضوحا.

يتميز هذا الاضطراب بمجموعة من العلامات والأعراض من بينها: عدم الانتباه، الاندفاع، وفرط النشاط.

تتحسن هذه الأعراض مع تقدم العمر، إلا أن العديد من البالغين الذين تم تشخيصهم بهذه الحالة في سن مبكرة يستمرون في مواجهة المشاكل.

يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من العلاقات المضطربة وتدني احترام الذات وضعف الأداء المدرسي. 

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال  (ADHD)

عادة ما تتميز سلوكيات الأطفال بالحركية وعدم التركيز للانشغال باللهو واللعب، لكن الأمر مختلف تماما عن فرط الحركة وتشتت الانتباه، فالأطفال المصابين بهذا الاضطراب العصبي لا يتخلصون من هذه السلوكيات، بل وتستمر الأعراض وقد تزداد شدتها لتسبب صعوبات في المدرسة أو مع الأصدقاء. فيما يلي أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: 

1. عدم الانتباه  

من أبرز الأعراض اللامبالاة وعدم الانتباه، حيث يتشتت انتباههم بسهولة ويجدون صعوبة في التركيز والاستمرار في إنجاز المهام..

وقد يؤدي عدم الانتباه إلى الإغفال عن التفاصيل المهمة والتوجيهات التي يتم إعطاؤها لهم، كما قد يخوضون في أحلام اليقظة ويبدون شاردي الذهن ويتأخرون عن إتمام مهامهم. 

2. فرط النشاط  

يؤدي فرط النشاط إلى القلق والشعور بالملل، وقد يواجه الأطفال المصابين صعوبة في الجلوس لفترة طويلة أو الالتزام بالصمت عند الحاجة، بالإضافة إلى:

  • ارتكاب الأخطاء دون مبالاة. 
  • التسلق والقفز في أماكن لا يجوز فيها ذلك. 
  • التصرف بطرق تزعج الآخرين.

3. الاندفاع  

تتميز هذه الحالة بالاندفاع والتصرف بسرعة كبيرة دون تفكير، حيث يجدون صعوبة في الانتظار. وقد يقومون بسلوكيات مثل: 

  • أخذ أشياء ليست ملكهم. 
  • التصرف بطرق محفوفة بالمخاطر. 
  • ردود فعل عاطفية تبدو شديدة بالنسبة للموقف.

تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الاطفال (ADHD)

يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الاضطراب السلوكي الأكثر شيوعًا خلال مرحلة الطفولة، من خلال: 

  • فحص طبيب الأطفال أو طبيب الأطفال النفسي أو أخصائي الصحة العقلية.
  • التاريخ التفصيلي لسلوك الطفل.
  • المقابلات أو الاستبيانات لأفراد الأسرة ومعلمي الطفل.
  • الاختبارات النفسية التربوية.
  • الاختبارات البدنية والعصبية والنفسية. 
  • اختبارات معينة لاستبعاد حالات أخرى. 

أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الاطفال (ADHD)

ليس هناك أسباب محدد ودقيقة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، لكن هناك مجموعة من العوامل، بما في ذلك:

1. علم الوراثة

يميل هذا الاضطراب العصبي إلى الانتشار في العائلات، حيث تلعب الجينات الموروثة من الوالدين دورا مهما في تطوير الحالة. إلا أن الطريقة التي يورث بها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه معقدة ولا ترتبط بخطأ جيني واحد.

2. نمو الدماغ  

هناك عدد من الاختلافات المحتملة في أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وذلك وفقا لـ هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

حيث أظهرت فحوصات الدماغ لمجموعة من الأشخاص أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كان لديهم:

  • مناطق معينة من الدماغ أصغر من باقي الأشخاص الآخرين.
  • خلل على مستوى الناقلات العصبية في أدمغتهم.
  • مواد كيميائية لا تعمل بشكل صحيح.

3. عوامل خطر أخرى

يعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من غيرهم، بما في ذلك:

  • الذين ولدوا قبل الأسبوع 37 من الحمل.
  • الذين ولدوا بوزن منخفض.
  • المصابون بالصرع.
  • الذين يعانون من تلف في الدماغ ( في الرحم أو بعد إصابة شديدة في الرأس). 

علاج اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه عند الاطفال (ADHD)

يحدد الطبيب العلاجات المناسبة لطفلك بناء على عمره وصحته العامة، تاريخه الطبي، أعراضه، قدرته على تحمل الأدوية والعلاجات، رأيك وتفضيلاتك. 

تشمل علاجات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: العلاج السلوكي والعلاج بالأدوية:

1. العلاج السلوكي 

يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على علاقة الطفل مع أسرته ومع الأطفال الآخرين وفي المدرسة، وذلك بسبب سلوكياتهم التي قد تكون مزعجة جدًا للآخرين. 

يعتبر العلاج السلوكي الخيار العلاجي الأفضل لتقليل هذه السلوكيات، والذي يهدف إلى: 

  • تعلم أو تقوية السلوكيات الإيجابية.
  • القضاء على السلوكيات غير المرغوب فيها.

يشمل العلاج السلوكي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

  • تدريب الوالدين على إدارة السلوك.
  • العلاج السلوكي مع الأطفال (الأقران).
  • التدخلات السلوكية في الفصل المدرسي.
  • تدريب المهارات التنظيمية.

2. الأدوية  

هناك مجموعة من الأدوية التي توصف لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال أقل من 6 سنوات، بما في ذلك:

  • المنشطات: تساعد على موازنة المواد الكيميائية في الدماغ، وتحفيزه على التركيز، وتقليل الخصائص الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

(يمكنها أن تؤثر على الأطفال بشكل مختلف، وقد يكون لها آثار جانبية، مثل: انخفاض الشهية ومشاكل النوم).

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فيما يلي أفضل خيارات العلاج حسب السن: 

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات: توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بتدريب الوالدين على إدارة السلوك باعتباره أول خط من العلاج.
  • الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فما فوق: توصي الأكاديمية بالجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي.

دعم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)

إذا تم تشخيص طفلك باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه فقم بدعمه من خلال اتباع الخطوات التالية:

1. الاختلاط الاجتماعي

من الجيد أن يقوم طفلك لبعض الوقت ببعض الأنشطة داخل مجموعات وأن يلتقي أصدقاء وأفراد آخرين، لكن احرص على جعل المواقف الاجتماعية قصيرة ولطيفة. مثلا: عند دعوة أصدقائه للعب اجعل أوقات اللعب قصيرة حتى لا يفقد الطفل ضبط النفس، ولا تقم بذلك عندما يشعر بالتعب أو الجوع.

2. الالتزام بأوقات النوم

ساعد طفلك على الالتزام بروتين نوم محدد، وتأكد من أنه ينام في نفس الوقت كل ليلة ويستيقظ في نفس الوقت كل صباح. ولا تسمح له بممارسة الأنشطة خلال الساعات المتأخرة من المساء. 

3. إبعاد الأجهزة اللوحية

قد تظن أن السماح لطفلك بالجلوس أمام التلفزيون أو تصفح الإنترنت قد يبقيه هادئا، وهو أمر مغر بالنسبة لك، لكنه لن يساهم في تحسن حالته. بل على العكس تماما، قد يزيد ذلك من تفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا.

بدل ذلك، أعثر له على نشاط ما بعد المدرسة، شريطة أن يكون منظمًا وخاضعًا للإشراف. 

4. أنشطة خارجية

إن قضاء وقت أكثر في الخارج من شأنه أن يساعد الأطفال المصابين بـ ADHD على التحسن، وتتضمن بعض الأنشطة الخارجية التي يمكن للطفل المشاركة فيها تحت إشراف شخص بالغ ما يلي:

  • المشي لـ 20 دقيقة على الأقل في مناطق خضراء.
  • اللعب في الهواء الطلق. 
  • البستنة.
  • المشي لمسافات طويلة.
  • القراءة.
  • اللعب مع الحيوانات. 

5. إعطاء تعليمات محدد

إذا أردت طلب شيء ما من طفلك أو تكليفه بمهمة ما، فأعطه تعليمات مختصرة ومحددًا. مثلا: بدل أن تقول له: رتب غرفة نومك من فضلك، قل له: هل يمكنك وضع ألعابك في الصندوق وإعادة كتبك إلى الرف. هذا التحديد يجعل الطفل أكثر تركيزا على ما يفعله. 

6. المساعدة في المدرسة

يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من صعوبة التركيز والانتباه في المدرسة ومشاكل سلوكية خلال الفصل الدراسي، مما قد يؤثر على تقدمهم الأكاديمي. 

حاول التحدث إلى معلمي طفلك ومدير المدرسة والمسؤولين التربويين في المؤسسة حول أي دعم يمكنهم تقديمه لطفلك. 

اسئلة شائعة قد تهمك

متى ينتهي مرض فرط الحركة عند الاطفال؟

ليس من المرجح أن يتخلص الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من هذه الحالة، لكن من الممكن أن يتعافى بعض الأطفال من الأعراض بحلول سن 21 أو 27 عامًا، إلا أن الاضطراب الكامل يستمر لدى 50-86% من الحالات التي يتم تشخيصها خلال مراحل الطفولة. 

من هو الطبيب الذي يعالج فرط الحركة؟

يتم تشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال من طرف طبيب أطفال متخصص أو أخصائي الطب النفسي للأطفال بعد الإحالة من الطبيب العام أو طبيب الأسرة. 

هل فرط الحركة من أعراض التوحد؟

حسب كلية الطب بجامعة هارفارد، قد يبدو اضطراب فرط الحركة (ADHD) والتوحد متشابهين إلى حد كبير في الأعراض، حيث يمكن لكلا الاضطرابين أن يجعلوا الأطفال:

  • نشيطين.
  • مندفعين للغاية.
  • يواجهون صعوبة في التركيز والتفاعل مع الآخرين. 

وبالتالي قد يكون من الصعب معرفة الفرق بين الاضطرابين.

هل يعد مرض فرط الحركة خطير؟

نعم، اضطراب فرط الحركة يعد حالة خطيرة، فقد تؤدي أعراضه مثل الاندفاع وعدم الانتباه، إلى التصرف بطرق يمكن أن تعرض صحة الطفل للخطر أو تجعله ينسى اتباع السلوكيات الصحية والوقائية، مما قد يؤدي بهم إلى الإصابة أو المرض أو حتى الموت في وقت باكر.