يدرب الصيام لمدة 30 يومًا أجسادنا على الأكل والنوم خلال فترات زمنية أقصر، من الإفطار إلى السحور، ويتأقلم الجسم مع ساعات صيام رمضان الطويلة. وبعد شهر رمضان قد يكون من الصعب على الجسم أن يعود إلى “طبيعته”.
عندما نصوم، تحدث مجموعة متنوعة من التغييرات المهمة في أجسامنا:
- يتم تنظيم هرمون الأنسولين واستخدامه لمدة 16 ساعة أو أكثر من الصيام.
- تتكيف أمعائنا مع فترة تناول الطعام الأقصر.
- يحدث تغيران هرمونيان مهمان للغاية لمساعدتنا على التكيف مع أيام الصيام. الأول هو الهرمون المضاد لإدرار البول ADH، الذي يتم إنتاجه في الغدة النخامية لدينا ويتحكم في فقدان الماء الزائد من خلال الكلى وكذلك ينظم ضغط الدم لدينا.
والآخر هو الألدوستيرون، وهو الهرمون الذي تنتجه الغدة الكظرية والذي ينظم توازن السوائل في الجسم. عندما نصوم، يتكيف الجسم مع محتوى الماء المنخفض وتوازن الكهارل المنخفض وتحتفظ الكلى بالسوائل. بمجرد الخروج من الصيام، من الأهمية بمكان استعادة توازن الإلكتروليت الدقيق هذا تدريجياً عن طريق زيادة تناول السوائل ببطء.
بعد صيام رمضان، من المهم أن نزيد مدخولنا الغذائي تدريجياً. يجب أن نختار 5 وجبات صغيرة، مما يسمح لأجسامنا بالتكيف مع نمط هضم جديد. سيضمن ذلك عدم تعرض جهازنا الهضمي للإجهاد ويبقينا نشطين خلال النهار.
ومن أجل الانتقال من النظام الغذائي الرمضاني إلى النظام الغذائي العادي، اتبع التوجيهات التالية:
1. كرر في الصباح ما كنت تفعله في إفطار رمضان!
بعد شهر من عدم تناول وجبة الإفطار، سيُطلب من جسمك التعود من جديد على تناوله مرة أخرى، في الصباح. لتعود جسمك على تناول وجبة الإفطار، ابدأ بتكرار ما كنت تفعله خلال إفطار رمضان. تناول التمر مع الحليب، وابدأ يومك بالفواكه الطازجة. من الأفضل تناول موزة أو تفاحة أو ليمونة لأن الفاكهة لن تجعلك تشعر بالشبع فحسب، بل ستنعش جسمك أيضًا من خلال توفير الطاقة الكافية لبدء يومك.
2. تجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة
الكثير من الناس يحضرون الأطعمة الزيتية أو المقلية، وهي فكرة سيئة. تأكد من عدم تضمين الأطعمة المقلية أو الكربوهيدرات في نظامك الغذائي، خاصة في وجبة الإفطار، فقد تعاني من الكثير من أمراض الجهاز الهضمي.
لا تستهلك الوجبات السريعة، أو الأطعمة الدهنية أو الحارة جدًا. من الناحية المثالية، يجب اتباع ذلك على مدار العام، لكنه مهم بشكل خاص بعد الصيام، لأن جسمك أكثر عرضة للإصابة بالانتفاخ، والحموضة، وعسر الهضم.
3. تناول الكثير من السوائل
تأكد من حصولك على كمية كافية من السوائل، سواء عن طريق شرب عصير الليمون أو الماء أو عصير قصب السكر أو عصائر الفاكهة، فكلها مفيدة للاستهلاك.
4. تناول الحليب أو اللبن الرائب
لا تنس تضمين الحليب أو اللبن الرائب في وجبتك. وعاء من اللبن الرائب ليس سهل الهضم فحسب، بل يمنع أيضًا الحموضة ويساعد على الهضم. كما أنه يوفر لك مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والبروبيوتيك التي يمكن أن تساعدك على التعامل مع مضاعفات المعدة الناتجة عن الصيام لفترة طويلة.
5. لا تتناول الطعام بشره
حافظ على طعامك خفيفًا وتجنب تناول الأطعمة الحارة والدهنية. الحل لمنع مشاكل المعدة مثل عسر الهضم والحموضة هو الحفاظ على معدتك نصف ممتلئة.
6. تناول السلطة
تناول الخضار أولاً، لما تحتوي عليه من ألياف وعناصر غذائية يمكن أن تبقيك ممتلئًا وتمنعك من الانغماس في وجبات عالية السعرات الحرارية. يمكن أن يكون بدء وجبتك بوعاء من السلطة فكرة جيدة.
7. تناول النعناع للهضم
بدلاً من تناول كوب من المشروب البارد، اشرب كوبًا من اللبن مع النعناع للمساعدة على الهضم.
8. لا تشرب الماء وسط الوجبة
قد تشعر بالعطش الشديد بعد تناول الطعام، لكن من الأفضل تجنب شرب الماء خلال الأكل أو بعد وجبة الطعام مباشرة. لأن هذا السلوك يخفف من الإنزيمات الهضمية ويطيل من عملية الهضم مما يؤدي إلى عسر الهضم. اشرب الماء حوالي ساعة قبل أو بعد الوجبات لضمان الهضم السليم.
أخيرا، لا يمنحك الصيام لمدة شهر ترخيصًا مجانيًا لتناول وجبة دسمة في العيد. استمع إلى جسدكَ! إذا كنت ترغب في الحفاظ على جهازك الهضمي في حالة جيدة، فلا يمكنك الإفراط في تناول الطعام حتى لو كنت تتناول أطعمة صحية.