يمكن أن تساعد معرفة الفرق بين الوهم والهذيان في تمييز الأعراض والحصول على العلاج المناسب. في هذا المقال، سنقارن بين الهلوسة والأوهام، بما في ذلك أسبابها وطرق علاجها:

الفرق بين الوهم والهذيان:

غالبًا ما يتم تجميع الهذيان/ الهلوسة والأوهام معًا في نفس الخانة عند الحديث عن أمراض أو حالات معينة، لكنها في الواقع ليست متشابهة! على الرغم من أن كلاهما جزء من حقيقة زائفة، إلا أن الهلوسة هي إدراك حسي والوهم هو اعتقاد خاطئ!

على سبيل المثال، يمكن أن تشمل الهلوسة/ الهذيان رؤية شخص غير موجود أو سماع أشخاص يتحدثون عندما لا يكون هناك أحد. بينما قد تتضمن الأوهام، على سبيل المثال، شخصًا يفكر في أنه من المشاهير في حين أنه ليس كذلك.

من المهم جدا معرفة الأسباب الكامنة وراء كل من الهلوسة والوهم، لأن التشخيص الدقيق يساعد في إيجاد العلاج المناسب.

ما هو الوهم؟

الأوهام هي معتقدات لا تنسجم مع الواقع، حيث تتضمن الأفكار الوهمية أشياء تبدو حقيقية لكنها ليست كذلك!

الشخص الموهوم يؤمن بشدة بالوهم، حتى عندما يظهر دليل يثبت عكس ذلك! وهذا ما يصنف الوهم على أنه مشكلة تتعلق بالصحة العقلية للشخص. 

فيما يلي بعض الأنواع الشائعة من الأوهام أو الأفكار الوهمية، إلى جانب الحالات التي يمكن أن تسببها:

  • أوهام الاضطهاد: الاعتقاد بأن هناك شخصًا ما أو جهة معينة تلاحقك.
  • أوهام الخيانة الزوجية: الاعتقاد بأن شريكك غير مخلص.
  • الأوهام الدينية: الأوهام التي تنطوي على مواضيع دينية.
  • أوهام العظمة: معتقدات تتمحور حول كونك شخصًا مهمًا، مثل الاعتقاد بأن الجميع يشعر بالغيرة منك.
  • أوهام غريبة: من الأمثلة على ذلك الاعتقاد بأن شخصًا ما يتحكم في عقلك.

أسباب الأوهام:

يمكن أن تسبب العديد من الحالات الأفكار الوهمية، من بينها:

  • انفصام الشخصية.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • مرض الزهايمر.
  • الخرف.
  • الصرع.
  • الذهان الوهمي.
  • اضطراب ثنائي القطب.

ما هي الهلوسة أو الهذيان؟

الهلوسة هي عبارة عن تجارب حسية ليس لها سبب خارجي، تتضمن تجارب يتم خلالها إشراك أي من الحواس! فيما يلي أكثر أنواع الهلوسة شيوعًا:

  • الهلوسة البصرية:عادةً ما تتضمن الهلوسة البصرية رؤية الحيوانات أو الناس عندما لا يكون هناك شيء حولك، من الأمثلة على ذلك رؤية أحد أفراد أسرتك المتوفى جالسًا في الغرفة.
  • الهلوسة السمعية: سماع أصوات أو موسيقى أو أصوات غير حقيقية. الهلوسة السمعية شائعة لدى المصابين بالفصام.
  • الهلوسة الشمية: شم شيء غير موجود بالفعل.
  • الهلوسة اللمسية: الشعور بلمس الجلد أو الزحف عليه. من الأمثلة على ذلك الشعور بالحشرات الزاحفة على جلدك وهي غير موجودة في الواقع.
  • الهلوسة الذوقية: نادرة الحدوث، لكنها تتضمن تذوق شيء ليس له مصدر.

أسباب الهلوسة:

يمكن للعديد من الحالات أن تكون سببا للهلوسة. فيما يلي أكثرها شيوعًا:

  • الفصام: يعاني أكثر من 70% من المصابين بالفصام من الهلوسة البصرية، وحوالي 60% يعانون من الهلوسة السمعية.
  • مرض الشلل الرعاش.
  • مرض الزهايمر.
  • الصداع النصفي.
  • متلازمة تشارلز بونيه.
  • الصرع.
  • اضطراب الشخصية الحدية.
  • الذهان.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

متى يشكل الهذيان أو الهلوسة خطرا على الشخص المصاب به؟

الهذيان هو حالة عصبية، أي أنها تصيب الجهاز العصبي للشخص، حيث يصبح الشخص مرتبكًا فجأة!

حسب Ridgeview Hospital المرضى الذين يعانون من نفس المرض (أحد الأمراض المذكورة أعلاه) والعمر والذين يصابون بالهذيان يكونون أكثر عرضة للوفاة بـ 3 مرات أثناء أو بعد فترة وجيزة من دخول المستشفى مقارنة بالأشخاص الذين لا يصابون بالهذيان!

وجدت دراسة أسترالية أن المرضى الذين دخلوا المستشفى وهم يعانون من الهذيان كانوا أكثر عرضة للوفاة بـ 5 مرات من الأشخاص الذين ليس لديهم حالة هذيان، وأن مرض الزهايمر يتطور بسرعة أكبر عندما يصاب المريض بالهذيان.

بالتالي، ما نستنتجه هو أن الهذيان يسبب ضررًا دائمًا للدماغ، وبعض المصابين لا يعودون إلى طبيعتهم أبدًا. 

لا يزال تشخيص الهذيان يعتمد على الملاحظة الطبية للعلامات والأعراض، وبالتالي المراقبة بعناية.

لسوء الحظ، يواجه الأطباء صعوبة في تشخيص الهذيان، وذلك لأن الأطباء يقضون وقتًا قصيرًا مع المرضى، والهذيان حالة تتسم بالتقلب من يوم لآخر، وحتى من ساعة إلى ساعة، حيث يمكن للمريض أن ينتقل من كونه طبيعيًا إلى شديد الهذيان. 

إلى أن يتم العثور على وسيلة وقائية فعالة للهذيان، يجب على الأقارب والأصدقاء ومقدمي الرعاية الصحية للأشخاص المعرضين للهذيان، مثل كبار السن والمصابين بالخرف، توخي الحذر من العلامات وملاحظة التصرفات للتمكن من التدخل في الوقت المناسب!