نتعرض جميعنا لنزلات البرد والأمراض المعدية وبعض الأمراض البسيطة الأخرى، وعادة ما تكون الفيروسات هي المسؤولة عن إحداث هذه الأمراض المعدية، فيستعمل الناس المضادات الحيوية ظنّا منهم أنها تهاجم الفيروسات وتقضي على هذه الأمراض، إلاّ أن المضادات الحيوية لا تهاجم الفيروسات ولا تعالج الأمراض الفيروسية! المضادات الحيوية تهاجم البكتريا فقط.

تكون الفيروسات السبب في معظم حالات:

ينتج عن سوء وكثرة استعمال المضادات الحيوية ظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات، وهي الظاهرة التي ينتج عنها ضعف استجابة الميكروبات لهذه الأدوية، بحيث تصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتنتج عن ذلك صعوبة علاج الالتهابات أو يستحيل علاجها.
الوفيات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية Antibiotic-resistant infections تقدر الآن بأكثر من 700 شخص سنويا وقد يصل في أفق سنة 2050 إلى أكثر من 10 ملايين وفاة سنويا.

يذكر أيضاً أن كثرة وسوء استعمال الأدوية هي من الأسباب التي تؤدي أيضاً إلى الفشل الكلوي والكبدي على المدى المتوسط والبعيد من عمر الإنسان!

يجب الإشارة أيضاً إلى أن الدواء هو ثالث سبب للتسممات في المغرب بعد الأطعمة ولدغات العقارب التي تظل السبب الرئيسي وراء حالات التسمم، حيث بلغت نسبة التسممات الدوائية ما بين 20% و 30% باستثناء لدغات العقارب، إذ تسجل غالبية حالات التسمم بالأدوية لدى الأطفال ما بين سنة وخمس سنوات والنساء الشابات، وذلك حسب ما أدلت به “رشيدة السليماني” مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، خلال يوم دراسي حول التسممات الدوائية الحادة.

متى يجب تفادي المضادات الحيوية؟

  • استخدام المضادات الحيوية فقط في حالات الإصابات الجرثومية المُشَخصة من طرف الطبيب.
  • لا تضغط على الطبيب كي يصف مضاداً حيوياً لطفلك.
  • عالج أعراض الزكام لدى طفلك بالعلاجات التقليدية كالراحة والسوائل.
  • تذكر أن الحمى ردُّ فعل طبيعي للجسم تجاه المرض، كما أنها تساعد جسم طفلك على التغلب على الفيروس.

وأخيرا، في حالة إصابتك أو إصابة طفلك بأحد الأمراض المعدية كنزلات البرد، ننصحك باستشارة الطبيب تفاديا لمخاطر المضادات الحيوية.