ما هي التينيا البيضاء؟ 

تنتج التينيا البيضاء أو السعفة المبرقشة (Tinea Versicolor) عن فرط نمو الخميرة، وهي نوع من الفطريات التي تنمو بشكل طبيعي في الجسم، إلا أن اختلال توازنها يؤدي إلى تعطل الصبغة الطبيعية للجلد، مما يؤدي إلى ظهور بقع مختلفة عن لون الجلد، والتي قد تكون بيضاء أو بنية أو مائلة إلى اللون الوردي على مستوى كتفي وجذع الشخص.

يسمى نوع الفطريات المسببة للعدوى بالفطريات الملاسيزية (Malassezia furfur)، التي تتواجد بشكل طبيعي على البشرة لحماية الجلد من العدوى ومسببات الأمراض. لكن، يمكن لفرط نمو الخميرة أو تكاثرها غير الطبيعي التأثير على التصبغ الطبيعي للجلد نتيجة العدوى أو عدم قدرة الجهاز المناعي على القضاء عليها.

ما هو الفرق بين التينيا البيضاء والبهاق؟

يتمثل الفرق بين التينيا والبهاق في مصدرهما، حيث تنتج السعفة المبرقشة أو التينيا البيضاء عن عدوى فطرية تؤثر في الصبغة الطبيعية للجلد، في حين ينتج البهاق عن اضطرابات في الجهاز المناعي للشخص. أما من حيث تأثير كليهما على ملمس البشرة، فإن التينيا البيضاء تجعل الجلد أشبه بالبشرة المتقشرة، في حين يجعل البهاق ملمس البشرة ناعمة. ويتمثل الفرق الثالث في أن السعفة المبرقشة تتركز عادة على مستوى الجذع والكتفين، في حين يظهر البهاق على مناطق متعددة تشمل الوجه والعينين والفخذين، والأصابع واليدين والإبطين.

هل التينيا مرض مُعدٍ؟ 

لا تعتبر التينيا البيضاء معدية، كما أنها ليست خطيرة ولا تسبب أية آلام باستثناء الحكة الخفيفة التي قد يعاني منها الشخص، وعلى الرغم من أنها عدوى متكررة وتتكاثر بشكل عام في الطقس الحار والرطوبة أو عند التعرض بكثرة لأشعة الشمس إلا أنها قابلة للعلاج ولا تنتقل من شخص لآخر.

ما هي أعراض التينيا البيضاء؟ 

تعتبر البقع الناتجة عن فرط أو نقص التصبغ من أكثر الأعراض المميزة للتينيا البيضاء أو السعفة المبرقشة، والتي تظهر بشكل شائع على مستوى الذراعين أو الصدر أو الرقبة أو الظهر، وتشمل أعراض هذه البقع المتصبغة وخصائصها: 

  • تلون الجلد على المناطق المصابة باللون الأبيض أو البني أو الوردي.
  • المعاناة من الحكة في أو حول مناطق الجلد المصابة.
  • جفاف البقع الجلدية المتكوّنة وتشكيلها للقشور.
  • التعرق المفرط.
  • عدم اسمرار البقع بنفس درجة اسمرار المناطق غير المصابة.

مما يميز بقع التينيا البيضاء أنها تختفي عند انخفاض درجة الحرارة أي في الطقس البارد، ثم تعود مجددا في فصل الربيع أو الصيف عندما يصبح الطقس دافئا ورطبا. كما أنها قد تظهر نتيجة نقص التصبغ وهو ما يجعلها أبيض من لون الجلد، في حين قد يعاني بعض الناس من فرط التصبغ وهو ما يجعل البقع تظهر أغمق من لون الجلد.

ما هي أسباب التينيا البيضاء؟ 

تحدث التينيا البيضاء بسبب فرط نمو الخميرة الفطرية على سطح بشرة الجلد، والتي يتكاثر نموها ومعدل الإصابة بها عادة في فصلي الصيف والربيع أي عندما يكون الطقس دافئا ورطبا، وتشمل العوامل البيئية والبيولوجية المسؤولة عن التكاثر المفرط للسعفة المبرقشة التغيرات الهرمونية، ضعف جهاز المناعة، رطوبة الجو وارتفاع درجة الحرارة، التعرق المفرط والحصول على بشرة دهنية.

على الرغم من أن السعفة المبرقشة قد تصيب الأشخاص من مختلف الأعمار إلا أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتينيا البيضاء، هي المراهقون والشباب بسبب توفرهم على بشرة ذهنية، ثم معاناتهم المتكررة من التقلبات الهرمونية.

كيف يتم التشخيص؟ 

يعتبر الطفح الجلدي أو التغيرات في صبغة البشرة دليلا على الإصابة بالتينيا البيضاء، لكن، يمكن للطبيب إجراء اختبارات أخرى تشمل: 

1. فحص البشرة بمصباح الخشب فوق البنفسجي 

يُلجأ إلى استخدام الأشعة فوق البنفسجية للكشف عن المناطق التي انتشرت فيها السعفة المبرقشة، حيث تظهر البقع الجلدية باللون الأصفر والأخضر والبرتقالي.

2. الفحص المجهري باستخدام هيدروكسيد البوتاسيوم 

يعمل الطبيب من خلال هذا الفحص على إزالة الخلايا من الجلد المصابة للكشف ثم نقعها بعد ذلك في  محلول هيدروكسيد البوتاسيوم للكشف عن وجود خلايا فطريات الخميرة.

3. خزعة الجلد 

لإجراء هذا الاختبار، يأخذ الطبيب عينة من أنسجة الجلد المصاب أو القشور المتكونة على البقع الجلدية للتأكد من تواجد الخميرة بها أو الفطريات الأخرى المحتمل تكونها على الطبقة الخارجية من الجلد.

علاج التينيا البيضاء 

يلجأ الأطباء إلى وصف علاج التينيا البيضاء بناء على حجم البقع الجلدية وسمكها ومكان ظهورها في الجسم ثم المناخ المميز لفترة إصابة الشخص، والتي قد تستغرق أشهرا حتى تختفي البقع المتصبغة من الجلد، أو تكرار نفس العلاج عند عودة العدوى. وتشمل طرق العلاج:

العلاج بالأدوية 

1. مضادات الفطريات الموضعية

توصف المضادات الفطرية الموضعية على شكل كريمات أو شامبو أو صابون، ليتم تطبيقها مباشرة على الجلد، والتي تحتوي على مواد مضادة للفطريات. تعمل هذه المستحضرات على التحكم في انتشار الخميرة ومنها من التكاثر.

2. الحبوب المضادة للفطريات 

يمكن للطبيب أن يصف الحبوب المضادة للفطريات التي تؤخذ عن طريق الفم في حالة عدم التمكن من علاج السعفة المبرقشة بالكريمات والمستحضرات، وتستخدم الحبوب عادة للتخلص والوقاية من التعرض المتكرر لفطريات الخميرة المسببة للتينيا البيضاء أو عند تغطية التينيا للعديد من المناطق من الجسم.

3. منظفات طبية 

في حالة معاناة الشخص من العودة المتكررة للخميرة المسببة للعدوى، وخاصة في أوقات معينة حيث يكون الطقس دافئا ورطبا، بنصح الطبيب باستخدام مستحضرات ومنظفات طبية تشمل الشامبو وغسول الجسم، الذي يستخدم مرة أو مرتين في الشهر لمنع النمو المتكرر للخميرة.

ينبغي للأشخاص اتباع التعليمات والتوصيات الخاصة باستخدامات الكريمات والمستحضرات لتحقيق فعالية الأدوية ومنع الإصابة بالعدوى مجددا.

هل يمكن استخدام العلاجات الطبيعية؟

تعمل العديد من الأعشاب المنزلية على علاج الفطريات لاحتوائها على خصائص مضادة للعدوى والالتهابات كحب الشباب والإكزيما، لكن، يمكن أن يؤدي استخدام الطرق الطبيعية في العلاج كزيت شجرة الشاي وزيت جوز الهند والثوم وخل التفاح إلى المعاناة من المزيد من الحكة والبثور نتيجة تعريض بشرة الجلد للتهيج أو تحفيز نمو فطريات الخميرة، لذلك، لا توجد أي دراسات علمية تثبت فوائد استخدام الأعشاب والطرق الطبيعية لعلاج التينيا البيضاء.

طرق الوقاية 

لتقليل خطر الإصابة بالتينيا البيضاء والوقاية منها مستقبلا، يوصي العديد من الأطباء بالحرص على النظافة، لأن التعرق المفرط الناتج عن التعرض للحرارة وأشعة الشمس يجعل البشرة عرضة لتراكم الزيوت والأوساخ والجراثيم، وللتخلص منها يُنصح بالاستحمام للحماية من العدوى.

يمكن اللجوء أيضا إلى استخدام المنتجات المضادة للفطريات كالصابون والشامبو التي تُصرف بدون وصفة طبية للقضاء على نمو الفطريات المسببة للعدوى.

متى يجب زيارة الطبيب؟ 

عادة ما يتم علاج السعفة المبرقشة بالأدوية الموضعية المضادة لأنواع الفطريات وعدوى الخميرة، والتي تساعد على اختفاء البقع الجلدية في غضون أسابيع قليلة. لكن، إذا لم تختف أعراض السعفة المبرقشة بعد متابعة العلاج وعدم ملاحظة أي تحسن للأعراض فينصح بالذهاب إلى أخصائي الأمراض الجلدية لتلقي التشخيص والعلاج المناسبين.