عند تعرض الجلد لجروح يصبح أكثر عرضة للجراثيم الممرضة، فيقوم الجهاز المناعي في جسم الإنسان بإرسال كريات دم بيضاء متخصصة متمثلة بالعدلات neutrophils والوحيدات monocytes إلى مكان الجرح لتقوم بابتلاع تلك الجراثيم الممرضة والقضاء عليها. لكن قبل وصول هذه الخلايا المنتشرة في الجسم إلى مكان الإصابة، ستكون بحاجة إلى استجابة فورية تواجه سرعة تكاثر الجراثيم وزيادة عددها! لكن كيف تحدث هذه الاستجابة؟
الخلايا الشحمية تحت الجلد.. خط دفاعك الأول!
تمثل الخلايا الشحمية الموجودة تحت الجلد خط الدفاع الأول تجاه الجراثيم الغازية، مما يعطي الكريات البيضاء الوقت الكافي للوصول إلى مكان الجرح، حيث أوضحت دراسة جديدة أن محاربة العوامل الممرضة لا تقتصر على الجهاز المناعي فقط، إنما تقوم الخلايا الشحمية بإنتاج مواد مضادة للجراثيم، وقد أثبتت ذلك التجارب المخبرية على تلك الخلايا عند كل من الفئران والبشر،
وبالتالي اتضح أن الخلايا الشحمية قادرة على إنتاج مواد مضادة للجراثيم بكميات تعادل الكميات المُنتجة من قبل الجهاز المناعي، لكن ما هي هذه المواد وكيف يتم إنتاجها؟
الخلايا الدهنية.. منتج للمضادات الجرثومية!
توصل العلماء من خلال تجربة على الفئران، إلى أن الطبقة الدهنية تحت جلدك تصبح أكثر سماكة عند التعرض لإصابة ما، وأن الخلايا الدهنية الموجودة في مكان الإصابة تنتج مستويات عالية من المضادات الجرثومية الببتيدية (AMP) والتي تدعى الببتيد المضاد للجراثيم كاثيليسيدين (cathelicidin) أو CAMP، وهي عبارة عن جزيئات يستخدمها الجهاز المناعي الذاتي في القضاء على الجراثيم الغازية، الفيروسات، الفطريات وغيرها من العوامل الممرضة، بالإضافة إلى ذلك لاحظ الباحثون أن الفئران التي تفتقر إلى الخلايا الدهنية الصحية تكون أكثر عرضة لتعفنات الدم الحادة المتكررة.
لكن.. وجود كميات زائدة من الدهون في الجسم يشكل خطرا على صحتك!
قد تؤدي السُّمنة والمقاومة على الأنسولين إلى وجود خلايا دهنية لا تستجيب كما يجب، وبالتالي تنخفض قدرة الشخص على مقاومة العوامل الجرثومية المسببة للالتهابات، وهو ما يفسر أن الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجلد من غيرهم.
رغم هذا الاستثناء الغريب والإيجابي في حالات الدهون الزائدة تحت الجلد، إلا أننا لا ننصحك عزيزي القارئ بوزن زائد، وشعارنا الدائم هو نمط حياة صحي لحياة أفضل!