يبدأ سرطان المعدة (Stomach Cancer) عندما تتشكل الخلايا السرطانية في البطانة الداخلية لمعدتك، فتنمو هذه الخلايا لتصبح ورمًا. عادة ما ينمو سرطان المعدة ببطء على مدى سنوات عديدة، وغالبًا ما يظهر سرطان المعدة عند الأشخاص في أواخر الستينيات وحتى الثمانينيات.

تبدأ حوالي 95% من سرطانات المعدة تقريبًا في الأنسجة الغدية التي تبطن المعدة، قد ينتشر الورم على طول جدار المعدة أو قد ينمو مباشرة عبر الجدار ويطلق الخلايا في مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي. بمجرد تجاوزه للمعدة، يمكن أن ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى.

في حين أن سرطان المعدة نادر نسبيًا مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، إلا أن أحد أكبر مخاطر هذا المرض هو صعوبة تشخيصه. فهذا النوع من السرطان لا يسبب عادةً أي أعراض مبكرة، غالبًا ما لا يتم تشخيصه إلا بعد انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة في العلاج.

على الرغم من صعوبة تشخيصه وعلاجه، إلا أنه من المهم الحصول على المعرفة التي تحتاجها للتغلب على المرض. هذا المقال سيقدم لك أسباب وأعراض وكذلك علاج سرطان المعدة!

أسباب سرطان المعدة:

تعد معدتك جنبًا إلى جنب مع المريء جزءًا واحدًا فقط من الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. وهي المسؤولة عن هضم الطعام ثم نقل العناصر الغذائية إلى باقي أعضاء الجهاز الهضمي، أي الأمعاء الدقيقة والغليظة.

يحدث سرطان المعدة عندما تصبح الخلايا السليمة في الجهاز الهضمي العلوي سرطانية وتنمو خارج نطاق السيطرة، ومن ثم تشكل ورمًا. تحدث هذه العملية ببطء، ويميل إلى التطور على مدى سنوات عديدة.

ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الخلايا السرطانية. تشمل عوامل الخطر هذه أمراضًا وحالات معينة، مثل:

  • سرطان الغدد الليمفاوية (مجموعة من سرطانات الدم).
  • جرثومة المعدة.
  • أورام في أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.
  • سلائل المعدة (نمو غير طبيعي للأنسجة التي تتشكل على بطانة المعدة).

يعتبر أيضًا أكثر شيوعًا بين:

  • كبار السن، عادة الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكبر.
  • الرجال.
  • المدخنين.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.

يمكن كذلك لعوامل نمط الحياة أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، وتشمل:

  • تناول الكثير من الأطعمة المالحة أو المصنعة.
  • أكل الكثير من اللحوم.
  • لديك تاريخ من تعاطي الكحول.
  • لا تمارس الرياضة.
  • لا تخزن أو تطبخ الطعام بشكل صحيح.

أعراض سرطان المعدة:

في وقت مبكر من المرض، قد يسبب ما يلي:

  • عسر الهضم.
  • الشعور بالانتفاخ بعد تناول وجبة.
  • حرقة في المعدة.
  • غثيان خفيف.
  • فقدان الشهية.

لكن، مجرد الإصابة بعسر الهضم أو حموضة المعدة بعد تناول وجبة لا يعني أنك مصاب بالسرطان! إذا شعرت بهذه الأعراض باستمرار، تحدث إلى طبيبك. 

مع نمو أورام المعدة، قد يكون لديك أعراض أكثر خطورة، مثل:

  • آلام في المعدة.
  • دم في البراز.
  • التقيؤ.
  • فقدان الوزن بدون سبب.
  • صعوبة في البلع.
  • عيون أو جلد مصفر.
  • إمساك أو إسهال.
  • ضعف أو شعور بالتعب.
  • حرقة من المعدة.

كيف يتم تشخيصه؟

لا يقوم الأطباء عادة بالفحص الروتيني لسرطان المعدة، لأنه ليس شائعًا.لكن، إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة به، فتحدث إلى طبيبك لمعرفة طريقة تشخيصه. 

يبدأ طبيبك بإجراء فحص بدني، حيث يسألك عن تاريخك الطبي لمعرفة ما إذا كان لديك أي عوامل خطر للإصابة به أو ما إذا كان أي فرد من أفراد أسرتك مصابا به. بعد ذلك، قد تخضع لبعض الاختبارات، بما في ذلك:

  • تحاليل الدم: للبحث عن علامات السرطان في جسمك.
  • التنظير العلوي: سيضع طبيبك أنبوبًا رفيعًا ومرنًا بكاميرا صغيرة أسفل حلقك للنظر إلى معدتك.
  • اختبار سلسلة GI العلوي: ستشرب سائلًا طباشيريًا مع مادة تسمى الباريوم. يغطي السائل معدتك ويجعلها تظهر بشكل أكثر وضوحًا في الأشعة السينية.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب: وهو عبارة عن أشعة سينية قوية تقوم بعمل صور مفصلة لداخل جسمك.
  • الخزعة: يأخذ طبيبك قطعة صغيرة من نسيج معدتك لفحصها تحت المجهر بحثًا عن علامات الخلايا السرطانية، وذلك خلال التنظير الداخلي.

ما هي علاجات سرطان المعدة؟

يمكن للعديد من العلاجات أن تحارب سرطان المعدة، يعتمد العلاج الذي تختاره أنت وطبيبك على مدة إصابتك بالمرض أو مدى انتشاره في جسمك! فيما يلي مراحله والعلاجات المعتمدة في كل مرحلة:

وسائل العلاج:

  • العلاج الكيميائي: هو علاج دوائي يعتمد على مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية. حيث تنتقل أدوية العلاج الكيميائي إلى جميع أنحاء الجسم، فتقتل الخلايا السرطانية التي ربما تكون قد انتشرت خارج المعدة.

يتم إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة للمساعدة في تقليص حجم السرطان حتى يمكن استئصاله بسهولة أكبر. كما يتم استخدامه بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية قد تبقى في الجسم، وغالبًا ما يتم الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

  • العلاج الإشعاعي: يتم إعطاؤه من خلال حزم مُرتفِعة الطاقة مثل الأشعة السينية والبروتونات للقضاء على الخلايا السرطانية. يتم استخدام العلاج الإشعاعي قبل الجراحة لتقليص حجم السرطان بحيث يسهل إزالته، كما يمكن استخدامه بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

 

  • العلاج الدوائي: يركز على نقاط ضعف محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية، في حالة سرطان المعدة، عادةً ما يتم الجمع بين العلاج الدوائي والكيميائي لأنواع السرطان المتقدمة، أو أنواع السرطان التي تعاود الظهور بالجسم مرة أخرى بعد علاجها.
  • العلاج المناعي: هو علاج دوائي يساعد جهازكَ المناعي على محاربة السرطان. ذلك لأن الخلايا السرطانية تنتج بروتينات تزيد من صعوبة تعرُّف خلايا الجهاز المناعي على الخلايا السرطانية باعتبارها خلايا خطيرة. 

مراحل سرطان المعدة:

  • المرحلة 0: عندما تحتوي البطانة الداخلية لمعدتك على مجموعة من الخلايا غير الصحية التي قد تتحول إلى سرطان، عادة ما تكون الجراحة هي الحل. يزيل الطبيب جزءًا من معدتك أو كلها، بالإضافة إلى العقد الليمفاوية القريبة – وهي أعضاء صغيرة تشكل جزءًا من نظام مكافحة الجراثيم في الجسم.
  • المرحلة الأولى: في هذه المرحلة، يكون لديك ورم في بطانة معدتك، ومن المحتمل أن ينتشر في العقد الليمفاوية. كما هو الحال مع المرحلة 0، قد تخضع لعملية جراحية لإزالة جزء من معدتك أو إزالتها بأكملها مع العقد الليمفاوية القريبة. قد تحصل أيضًا على العلاج الكيميائي، ويمكن استخدام هذه العلاجات قبل الجراحة لتقليص الورم وبعدها لقتل أي سرطان باقٍ.
  • المرحلة الثانية: في هذه المرحلة يكون قد انتشر السرطان إلى طبقات أعمق من المعدة، وربما إلى الغدد الليمفاوية القريبة. تكون الجراحة لإزالة جزء من معدتك أو كل جزء منها، وكذلك العقد الليمفاوية القريبة، هي العلاج الرئيسي، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي.
  • المرحلة الثالثة: قد يكون السرطان الآن في جميع طبقات المعدة، وكذلك الأعضاء الأخرى القريبة، مثل الطحال أو القولون.

في هذه المرحلة عادة ما يتم الخضوع لعملية جراحية لإزالة المعدة بالكامل، جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي. إذا لم يتمكن هذا الإجراء من علاجها فعلى الأقل قد يساعد في نقص الأعراض.

  • المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة، وهي الأخيرة والأكثر تقدما من المرض، يكون السرطان قد انتشر على نطاق واسع في أعضاء مثل الكبد أو الرئتين أو الدماغ. عادة ما يصعب علاجه، لكن يمكن لطبيبك المساعدة في إدارته وإعطائك بعض الراحة من الأعراض.