ما هي متلازمة ستوكهولم؟

متلازمة ستوكهولم (Stockholm Syndrome) هي استجابة نفسية ناتجة عن الارتباط العاطفي بين الرهينة والخاطف أو ضحية الاعتداء والمعتدى عليه، لمدة قد تفوق الأيام والأسابيع والشهور والسنوات. ينتج عن هذه الرابطة علاقة قوية تمنع المعتدي من إلحاق الأذى بالضحية، كما تشعر الضحية بالحب والتعاطف والرغبة في حماية المعتدي، مقابل الإحساس بشعور سلبي تجاه الشرطة أو أي شخص من فرق الإنقاذ.

يفسر الأخصائيون هذا الشعور بكونه طريقة وآلية للتأقلم بهدف البقاء على قيد الحياة حتى لو استمر الاعتداء لمدة تفوق الشهور والسنوات.

أعراض متلازمة ستوكهولم 

يشعر ضحايا الاعتداء أو أسرى الاختطاف عادة بالتهديد من قبل المعتدين عليهم، لكن، إذا أبدى المعتدي أو المختطف القليل من اللطف تجاههم، فإن ذلك يحفزهم على الشعور بالتعاطف مع سلوكياتهم، وخلق أحاسيس إيجابية تجاههم، والإحساس بالسلبية تجاه كل من يتدخل لإنقاذهم كأعضاء الشرطة وفرق الإنقاذ. 

تشمل أعراض متلازمة ستوكهولم:

  • إدراك الضحية لإنسانية المعتدي ومشاركته نفس الأهداف ووجهات النظر والقيم التي يؤمن بها.
  • إحساس الضحية بالشفقة تجاه الخاطف أو المعتدي.
  • عدم الرغبة في ترك المعتدي أو الخاطف حتى عند السماح بالفرار أو الهروب.
  • الإحساس بشعور سلبي تجاه الشرطة وفرق الإنقاذ أو أي شخص يحاول تقديم يد المساعدة.

أسباب متلازمة ستوكهولم 

لا يعرف الباحثون أسباب متلازمة ستوكهولم وسبب إصابة البعض بها دون غيرهم، لكن، يفسر الأخصائيون على أنها آلية وطريقة نفسية للبقاء على قيد الحياة، وهي ما يجعل تعاملا الضحية مع الآسر أو المعتدي سهلا وغير مثير للقلق والخوف، حتى مع تعرض الضحية للتهديد وسوء المعاملة.

يفسر الأطباء أيضا أن الاحتجاز ليس العامل الوحيد المؤدي إلى الإصابة بها، لكن، قد تحدث أيضا نتيجة التعرض لـلعنف المنزلي الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، والإساءة من قبل الأشخاص الأعلى سلطة، أو نتيجة الاعتداء على الأطفال، وغالبا ما تفضي هذه الحالات إلى تبرير سلوك المعتدي وتفهمه خاصة إذا لطفا تجاه الضحية، والذي يتم تفسيره على أنه حب وعاطفة.

المضاعفات 

على الرغم من أنه لم يتم إدراج متلازمة ستوكهولم ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، لكن، يواجه العديد من المصابين بها أعراض تؤثر في صحتهم النفسية، مثل الشعور بالذنب والإحراج من أحاسيسهم تجاه المعتدي، والكوابيس والأرق.

يمكن أن تتسبب هذه الإعراض في جعل الشخص عُرضة للإصابة باضطرابات نفسية أهمها اضطراب ما بعد الصدمة، التوتر والاكتئاب واليأس والعزلة والانسحاب الاجتماعي.

تشخيص متلازمة ستوكهولم

قد يعتبر من الصعب تشخيص متلازمة ستوكهولم نتيجة عدم تصنيفها أو إدراجها ضمن أمراض الصحة النفسية، لكن، يمكن للأعراض والسلوكيات الناتجة عن الموقف الصادمة والمؤلمة أن تشير إلى الإصابة بها.

علاج متلازمة ستوكهولم

نظرا إلى أن متلازمة ستوكهولهم اضطراب نفسي غير مصنف أو غير مدرج ضمن قائمة الأمراض والاضطرابات العقلية، فليس هناك توصيات علاجية من قبل المراكز والهيئات الطبية الرسمية. لكن، يعتبر العلاج النفسي الخطوة الأساسية لتشخيص الحالة ووصف علاج متلازمة ستوكهولم، والذي قد يقتضي:

  • العلاج السلوكي المعرفي 

يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على فهم التجربة التي مر منها، وإدراك السلوكيات والأحاسيس التي كان يشعر بها الضحية تجاه المعتدي، يساعد فهم هذه الأمور على تعلم استراتيجيات وطرق لتجاوز الأزمة واستعادة الحياة والنشاط اليومي.

  • العلاج الدوائي 

تساعد الأدوية في علاج الأمراض والاضطرابات المصاحبة للإصابة، كاضطراب المزاج والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

متى تزور الطبيب؟ 

يمكن أن تحفز التهديدات النفسية والجسدية الإصابة بمتلازمة ستوكهولهم، لذلك، إذا شعرت أن مصاب بها وتعاني من الأعراض المصاحبة لها والتي تتميز بتقبل وتبرير أفعال المتعدي، فينصح باستشارة أخصائي نفسي لتلقي العلاج المناسب وتفادي الإصابة بالمضاعفات الصحية للمتلازمة، ثم تعلم طرق فهم وإدراك العوامل المسببة للإصابة بها.

الأسئلة الشائعة (H2)

كيف تساعد الأشخاص المصابين بمتلازمة ستوكهولم؟ (H3)

لمساعدة الأشخاص المصابين بمتلازمة ستوكهولم، يُنصح بالتعرف على أعراضها وأسبابها لفهمها قبل التفكير في مساعدة المصاب بها، ولا بد من الانتباه إلى الأمور التالية قبل محاولة المساعدة: 

  • عدم تشويه صورة أو سمعة الجاني أو المعتدي لكسب ثقة المصاب بالمتلازمة.
  • توجيه الأسئلة للمصاب بالمتلازمة لفهم رؤيته لما يمر به، وما يشعر به ويفكر فيه. 
  • الاستماع من دون توجيه الأحكام والتأمل في ما تقوله الضحية من دون توجيه اللوم أو الاتهام. 
  • عدم تقديم النصائح لهم، بدلا من ذلك، يمكن مساعدتهم ومساندتهم لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم، مع تجنب فرض الآراء والنصائح عليهم.