ما هو الانزلاق الغضروفي؟

يحدث الانزلاق الغضروفي أو القرص المنفتق (Herniated Disc) عندما تندفع الأقراص الغضروفية التي تقع بين فقرات العمود الفقري، هذه الأقراص هي المسؤولة عن تقليل الاحتكاك بين الفقرات، مما يساعد على امتصاص الصدمات التي تتعرض لها عظام العمود الفقري، وغالبًا ما تسبب هذه الحالة ألماً أسفل الظهر، أو تنميلا أو ألما في الذراع أو الساق، وذلك حسب مكان وجود هذا الانزلاق.

 أنواع الانزلاق الغضروفي

تنقسم أنواع الانزلاق إلى:

  • الانزلاق الغضروفي القطني  (Lumbar herniated disc) 

هو أكثر أنواع الانزلاق الغضروفي انتشاراً، يحدث في الأقراص الغضروفية الواقعة بين الفقرات القطنية وهي الفقرات الخمس بين  القفص الصدري والحوض. 

  • الانزلاق الغضروفي العنقي (Herniated cervical disc)  

يحدث الانزلاق الغضروفي العنقي في الفقرات العنقية، مما يسبب ألماً في العنق وأعلى الظهر.

  •  الانزلاق الغضروفي الصدري (Thoracic Disc Herniation)

يعتبر الانزلاق الغضروفي الصدري هو الأقل حدوثا، نادرًا ما تصاحبه أعراض، ويحدث في الفقرات الصدرية، مما يؤدي إلى حدوث ضغط شديد على الحبل الشوكي ينتج عنه آلام في أعلى الظهر أو اعتلال النخاع أو ما يعرف بضعف الحبل الشوكي.

اقرأ أيضا:د. المهدي هكو: هذه أسباب فتق العمود الفقري وهذه هي الحالات التي تستلزم التدخل الجراحي

 أسباب الانزلاق الغضروفي

ترتبط أسباب الانزلاق الغضروفي بالإجهاد البدني المفرط أو القيام بحركات معينة، إضافة إلى عامل السن، فمع تقدم السن تصبح أقراص الظهر أقل مرونة مما يجعلها تتمزق أو تلتوي بسهولة، كما يؤدي الوزن الزائد أو حمل الأشياء الثقيلة إلى حدوث ضغط أسفل الظهر ما ينتج عنه انزلاق غضروفي.

في بعض الحالات يتسبب ضعف العضلات والإصابات الجسدية في حدوث الانزلاق الغضروفي.

 أعراض الانزلاق الغضروفي

يمكن أن يحدث الانزلاق الغضروفي في أي جزء من العمود الفقري أوالرقبة والعنق، وتشمل أعراضه:

  •  وخز أو وجع في المنطقة المصابة.
  •  ألم الساق أو الذراع.
  •  ألم عند المشي لمسافات قصيرة.
  •  ألم وتنميل في جانب واحد من الجسم.
  • ضعف العضلات.
  •  ألم يزداد سوءًا في الليل أو عند القيام بحركات معينة.
  • فقدان التوازن.

 المضاعفات

قد تتحسن أعراض الانزلاق الغضروفي، إلا أنها قد تتفاقم أيضًا، وقد يزداد الألم أو التنميل لدرجة تعيق أداء الأنشطة اليومية.

وفي الحالات التي لم يخضع فيها المريض للعلاج فقد يتسبب له الانزلاق الغضروفي في تلف دائم في الأعصاب، أو قطع النبضات العصبية إلى أعصاب ذيل الفرس -وهي مجموعة من الأعصاب المتواجدة في قاعدة العمود الفقري، بالقرب من الفقرة القطنية الأولى-، في أسفل الظهر والساقين مما يؤدي إلى خلل وظائف المثانة أو الأمعاء.

تُعرف المضاعفات طويلة الأمد باسم تخدير السرج، حيث يضغط القرص الغضروفي على الأعصاب ويؤدي إلى فقدان الإحساس في الظهر والفخذ والساق.

اقرأ أيضا:آلام أسفل الظهر.. متى يجب زيارة الطبيب؟

كيف يتم التشخيص؟

       الفحص البدني 

يتم تشخيص الانزلاق الغضروفي بإجراء الفحص البدني للتأكد من موضع الألم، وذلك بالاستلقاء بشكل مستقيم وتحريك الساقين في أوضاع مختلفة، كما يتم اعتماد الفحص العصبي؛ للتحقق من القدرة على المشي، وقوة العضلات والقدرة على الإحساس باللمس وردود الأفعال.

    الفحص بالأشعة 

يتم إجراء اختبارات التصوير الطبي بالأشعة السينية التي لا تتمكن في الغالب من الكشف عن الانزلاق الغضروفي، بل تعمل على استبعاد الأسباب الأخرى لألم الظهر، مثل الالتهاب، كما يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لرصد صورة مقطعية للعمود الفقري والبنيات المحيطة به، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتكوين صور واضحة للهياكل داخل الجسم باستخدام مغناطيس كبير وموجات راديو.

يمكن اعتماد إجراء تصوير النخاع الذي يوضح موقع إصابة الحبل الشوكي.

 علاج الانزلاق الغضروفي

تتضمن أساليب علاج الانزلاق الغضروفي ما يلي:

  • الأدوية 

في حالات الانزلاق الغضروفي تستخدم مسكنات الألم إذا كانت درجة الألم بسيطة إلى متوسطة، ومرخيات العضلات لتخفيف التقلصات، أو حقن المنطقة المحيطة بالأعصاب الشوكية  بالكورتيكوسترويد، قد يساعد التصوير الإشعاعي للعمود الفقري في توجيه الإبرة.

  • العلاج الجراحي 

يتم الخضوع للجراحة إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن ستة أسابيع رغم اتباع العلاج الدوائي، أو في الحالات التي يؤثر فيها هذا الانزلاق على وظيفة العضلات، وتعتمد الجراحة على الاستئصال الكلي أو الجزئي للقرص الغضروفي، مع دمج الفقرات.

  • العلاج البدني

يرتكز العلاج البدني بالأساس على ممارسة بعض التمارين التي قد تساعد في تحسين أعراض الانزلاق الغضروفي، مثل تمارين التمدد أو المشي.

 طرق الوقاية

يمكن تقليل مخاطر الانزلاق الغضروفي من خلال الحفاظ على الوزن المثالي لتقليل الضغط على منطقة أسفل الظهر، وتجنب ارتداء أحذية الكعب العالي، وممارسة الرياضة بانتظام لتقوية عضلات الظهر ودعم العمود الفقري، واستخدام تقنيات الرفع المناسبة، بإبقاء الظهر مستقيماً واستخدام عضلات الساق.

من المهم أيضاً أخذ فترات راحة عند الجلوس لفترات طويلة، والتوقف عن التدخين كون منتجات التبغ تضعف الأقراص الغضروفية.