هل تعاني من صداع خلف الرأس؟

يعاني حوالي 50% من البالغين مرة واحدة على الأقل في العام من أحد أنواع الصداع، مما يجعل الصداع headaches من أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعًا. وذلك وفقا للصحة العالمية.

يعتبر صداعا أي من الألم الناشئ في منطقة الوجه، الرأس، أو الرقبة سواء كان خفيفا أم شديدا. وقد يرتبط الصداع بكل من الغثيان، القيء، والدوخة.

يلعب نوع وموقع الألم دورًا هاما في تشخيص سبب الصداع، حيث يعتبر صداع خلف الرأس والرقبة والعين نوعا شائعا ينتج عن بعض المشاكل الصحية الكامنة، من بينها إجهاد العين والصداع النصفي، كما قد يحدث بسبب الحساسية للضوء.

من بين أعراض الصداع خلف الرأس Headache at the Back of Head، الألم خلال أوقات مختلفة من اليوم، الألم بعد النوم، الألم الشديد.

كما قد يشعر المريض بالصداع خلف الرأس، لكن ليس في الخلف تماما، بل في جانب واحد فقط. وهذا ما يسمى بـ: الصداع العنقي، والألم العصبي القذالي.

صداع خلف الراس
صداع خلف الراس

أسباب صداع خلف الراس

قبل التطرق لأسباب صداع خلف الرأس، يحب الإشارة إلى أن هناك أنواع لهذا الصداع، ولكل نوع أسبابه:

1. أسباب الألم في الجانب الأيمن ومؤخرة الرأس

يشمل هذا النوع من الصداع ألما في الظهر والجانب الأيمن من الرأس، بالإضافة إلى ضيق في الرقبة و فروة الرأس. ومن أسبابه:

  • صداع التوتر

يعتبر صداع التوتر السبب الأكثر شيوعًا لألم خلف الرأس، ويستمر ما بين 30 دقيقة إلى 7 أيام.

من بين أسباب صداع التوتر: الإجهاد العاطفي والجسدي، الإرهاق، قلة النوم، تخطي الوجبات، عدم شرب الماء، العوامل البيئية، بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل.

تتمثل أعراض صداع خلف الرأس الناجم عن صداع التوتر في: ضيق في الجزء الخلفي أو الأمامي من الرأس، ألم يتراوح بين خفيف وشديد، غثيان وقيء.

يشمل علاج صداع التوتر أخذ مسكنات، اعتماد تعديلات في نمط الحياة، التدليك، والاسترخاء. إلا أن صداع التوتر الغير قابل للتحسن مع هذه الإجراءات قد يحتاج إلى استشارة الطبيب حول علاج أكثر فعالية.

2. أسباب ألم الجانب الأيسر وخلف الرأس

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصداع في النصف الأيسر من الرأس، فعالبا ما يكون الصداع النصفي هو السبب، لكن هذا لا يمنع من ظهور الألم في الجانب والخلف.

  • الصداع النصفي

يبدأ الصداع النصفي لدى أغلب الحالات خلال مرحلة الطفولة، ليزداد شدة وتكرارا مع التقدم في العمر. وتعتبر الإناث في مرحلة البلوغ خاصة ما بين سن الـ 35 والـ 45 عاما أكثر عرضة.

تشمل أعراض الصداع النصفي الخفقان والألم الشديد على جانب واحد من الرأس، الغثيان والقيء، الاضطرابات البصرية، حساسية الضوء، عدم تحمل الضوضاء والروائح، آلام العضلات.

3. أسباب الألم في الرقبة وخلف الرأس

إذا شعرت بالألم خلف الرأس والرقبة فقد يكون ذلك بسبب ألم العصب القذالي، صداع عنق الرحم، أو صداع الضغط المنخفض. فيما يلي أعراضها وأسبابها:

  • ألم العصب القذالي

يحدث ألم العصب القذالي بسبب التهاب الأعصاب الممتدة من الحبل الشوكي إلى فروة الرأس. وهو حالة تسبب الألم الحاد، الخفقان الذي يبدأ من قاعدة الرأس إلى الفروة، ألم خلف العينين، ألم يشبه الصدمة الكهربائية في الرقبة وخلف الرأس، حساسية الضوء.

  • الوضعية السيئة للجسم

يسبب وضع الجسم السيء كذلك ألما حادا في مؤخرة الرأس والرقبة بالإضافة إلى الكتفين والظهر، مما يؤدي إلى حدوث صداع، وألم خافق خفيف في قاعدة الجمجمة.

  • صداع عنق الرحم

يعتبر صداع عنق الرحم أو صداع الرقبة ناتجا عن مشاكل في العظام والمفاصل والأعصاب (التهاب المفاصل أو العصب المقروص) والأنسجة الرخوة في الجزء العلوي من العمود الفقري (تشنج أو إصابة عضلات الرقبة).

ينشأ الألم الناجم عن صداع عنق الرحم في مؤخرة الرأس، والصدغ وخلف العينين. بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل: تشنج الكتفين والذراعين، اشتداد الأعراض عند الاستلقاء، الشعور بالضغط على الجزء العلوي من الرأس.

  • صداع الضغط المنخفض

ينتج صداع الضغط المنخفض أو انخفاض ضغط الدم التلقائي داخل الجمجمة عن انخفاض ضغط السائل النخاعي في الدماغ (هو سائل صافٍ يتدفق عبر الدماغ والحبل الشوكي ويعمل على تبطينه).

تحدث هذه الحالة إما من تلقاء نفسها أو بعد البزل النخاعي أو أي إجراء تشخيصي آخر قد يسبب تسرب السائل من العمود الفقري، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط حول الدماغ، والصداع الشديد في الجزء الخلفي من الرأس

4. أسباب أخرى للصداع خلف الرأس

هناك عدة أسباب يمكنها أن تؤدي إلى ألم الرأس من الخلف مع الرقبة، من بينها: الحساسية، العياء، إصابة الرأس، شد عضلي أو عقدة في الرقبة، تقلبات مستويات السكر في الدم بسبب تخطي الوجبات، الالتهابات مثل التهابات الجيوب الأنفية، تمدد الأوعية الدموية، والأورام.

علاج صداع خلف الراس

يمكن علاج صداع خلف الرأس والرقبة، والعديد من أنواع الصداع الأخرى من خلال تناول مسكنات الآلام التي لا تستدعي وصفة طبية. لكن، يكون العلاج أكثر فعالية إذا تم تشخيص أي نوع من الصداع تعاني منه. فيما يلي طرق علاج صداع خلف الرأس والرقبة من خلال علاج الأسباب الكامنة خلفه:

1. العلاج الدوائي لصداع خلف الرأس حسب أسبابه

  • علاج صداع التوتر

يمكن علاج صداع التوتر من خلال أخذ المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، لكن قد يصف الطبيب أدوية للألم المزمن. قد تشمل الأدوية الموصوفة: مضادات الاكتئاب، مرخيات العضلات لتقليل حدوث صداع في المستقبل.

  • علاج الصداع النصفي

يمكنك أخذ بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للعلاج، والتي تعمل على تخفيف نوبات الصداع النصفي الخفيفة، كما قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية الوقائية مثل حاصرات بيتا، وأدوية تسكين الآلام. كما قد يساعدك على اكتشاف محفزات حالات الصداع النصفي لديك.

  • علاج صداع الضغط المنخفض

يمكن اتباع بعض الإجراءات لعلاج صداع الضغط المنخفض، مثل الراحة في الفراش، الترطيب المستمر، والتي غالبا ما تعطي نتائج مقبول في غضون أيام قليلة.

أما فيما يخص العلاجات الطبية، فقد يتم وضع رقعة دم فوق الجافية، إذا كان الصداع شديدا ومستمرا، حيث يتم إزالة الدم من الذراع وحقنه في الحيز فوق الجافية في الجزء السفلي من العمود الفقري.

  • علاج الصداع العصبي القذالي 

في حالات الصداع الشديد، يتم أخذ مرخيات عضلات الفم، وأدوية منع الأعصاب، كما قد ينصح الطبيب بحقن الستيرويد أو بالتخدير الموضعي. وفي بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء إلى عملية جراحية لتقليل الضغط على الأعصاب أو منع الشعور بالألم.

قد تكون لبعض الإجراءات فعالية في تحفيف الصداع العصبي القذالي، مثل تطبيق الكمادات الدافئة، التدليك، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات.

  • علاج صداع عنق الرحم

في الحالات الخفيفة من صداع عنق الرحم، يمكن للحفاظ على الوضعية الجيدة، وكمادات الثلج أو الحرارة، بالإضافة إلى الدواء دون وصفة طبية، أن يعالج هذا النوع من الصداع.

أما في الحالات الشديدة، أو النوبات، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات، حقن البوتوكس. ويعتبر العلاج الجراحي الخيار الأخير.

2. علاج الصداع الخلفي في المنزل

من أجل التخفيف من حدة الصداع خلف الرأس وفي الرقبة، يمكنك تجربة علاج الصداع الخلفي في المنزل بالطرق التالية:

  • شرب الماء بكميات وفيرة.
  • النوم الكافي خلال الليل، وأخذ قيلولة عند الحاجة.
  • أخذ حمام دافئ.
  • تدليك عضلات الرقبة والكتفين.
  • وضع كمادة على مؤخرة العنق.
  • الابتعاد عن الأضواء والأصوات الصاخبة.
  • تخفيف تسريحات الشعر الضيقة.
  • تجنب الكحول والكافيين.
  • تجنب النظر إلى الشاشات لفترات طويلة (أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتلفزيون).
  • تناول مسكنات الألم مع عدم الإفراط فيها لتجنب حدوث الصداع الارتدادي.
  • العلاج بالروائح (زيوت الأوكالبتوس والخزامى والنعناع).

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من صداع في مؤخرة رأسك بالإضافة إلى الأعراض التالية، فمن الضروري زيارة الطبيب، لتجنب أي مضاعفات غير مرغوب فيها:

  • تفاقم شدة الصداع بسرعة.
  • عدم زوال الصداع.
  • تفاقم الصداع عند السعال أو العطس.
  • أصبت رأسك (صدمته قبل الشعور بالصداع).
  • ضعف الجهاز المناعي (مثلا: بسبب الخضوع للعلاج الكيميائي).
  • العرض لأول أكسيد الكربون.
  • تيبس الرقبة.
  • الحمل.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
  • القيء.
  • نوبات صداع شديدة.
  • ضعف الأطراف.
  • الارتباك أو الدوار.
  • حساسية العينين للضوء.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا تجربتك مع الصداع خلف الرأس، وكيف تعاملت مع الحالة وعالجتها. شارك المقال مع معارفك الذين يعانون من الصداع بشكل مستمر.