ما هو التقليم المتشابك؟

تحدث عملية التقليم المتشابك في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر، وتعمل على تدمير نقاط الاشتباك العصبي (تقاطع الخلايا العصبية)، وتعتبر المشابك العصبية (Synapses) بمثابة هياكل دماغية تسمح للخلايا العصبية بنقل إشارة كهربائية أو كيميائية إلى خلية عصبية أخرى (عصبون). وتمثل عملية التقليم المشبكي طريقة الدماغ لإزالة الخلايا العصبية القديمة وتعويضها بأخرى جديدة.

كيف يعمل التقليم المتشابك؟

يشهد الدماغ أثناء الطفولة تطورا كبيرا، يصل إلى انفجار في تكوين المشبك بين الخلايا العصبية أثناء نمو الدماغ المبكر. وتؤدي هذه الفترة دورا حيويا في التعلم وتكوين الذاكرة والتكيف في وقت مبكر من الحياة. في حوالي 2 إلى 3 سنوات، يصل عدد نقاط الاشتباك العصبي إلى مستوى الذروة. ولكن بعد فترة وجيزة، يبدأ الدماغ في إزالة نقاط الاشتباك العصبي التي لم يعد بحاجة إليها.

بمجرد أن يشكل الدماغ مشابك عصبية، يتم تقوية نقاط الاشتباك العصبي الأكثر نشاطا، ثم إضعاف نقاط الاشتباك العصبي الأقل نشاطا وتدميرها في النهاية. يجب الإشارة إلى أن التقليم التشابكي المبكر يتأثر في الغالب بالجينات ثم بعد ذلك بالتجارب التي يمر منها الشخص. 

ما علاقة عملية التقليم المشبكي بالفصام؟

تربط الأبحاث الفصام بعملية التقليم المفرط الناتج عن طفرات جينية تؤثر على عملية التقليم التشابكي؛ وللتأكد من هذه النظرية، قامت دراسة نشرت سنة 2016، بتحليل أنسجة المخ والحمض النووي بعد وفاة أكثر من 100000 شخص، وأشارت إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام لديهم متغير جيني محدد قد يكون مرتبطا بتسريع عملية التقليم التشابكي.

يحفز التقليم المتشابك -المدمر للخلايا العصبية القديمة- نشاط الجينات المرتبطة بالفصام، لملء الفجوات التي خلفها تدمير الخلايا القديمة. إذا ساهمت الظروف الاجتماعية كالإجهاد أو تعاطي المخدرات في تنشيط هذه الجينات، يدخل الشخص المصاب فيما يُعرف بالمرحلة البادرة لمرض انفصام الشخصية (The prodromal phase of schizophrenia) وهي المرحلة التي يبدأ فيها ظهور الأعراض الأولى لمرض الفصام.

خلال هذه المرحلة، لا يمكن تمييز التغيرات السلوكية المصاحبة للمرض. لكن، غالبا ما تؤدي هذه المرحلة إلى انهيار ذهاني، والذي قد يظهر على شكل أوهام جنون العظمة. غالبًا ما يجذب هذا التغير انتباه الأصدقاء والعائلة، مما يجعلهم والشخص المصاب على دراية بهذا الاضطراب. 

ما هي المحفزات الأخرى لاضطراب الفصام؟

إلى جانب التغيرات الجينية، يرتبط الفصام أيضا ببعض المحفزات الخارجية، من ذلك:

  • الإجهاد: يعتبر من عوامل الخطر الأكثر شيوعا، ولا يعتبر من قبيل المصادفة إصابة الشخص بانفصام الشخصية عند مواجهته لضغوط اجتماعية أو شخصية، إذ يمكن لهذه الضغوط تحفيز المرحلة البادرة أي تحفيز ظهور الأعراض الأولية للمرض.
  • تعاطي الحشيش: يمكن أن يعرض الشخص للاضطرابات النفسية، بما في ذلك الفصام، في حالة وجود جينات الاضطرابات، خاصة أن الدراسات العلمية تؤكد العلاقة بين الفصام واستخدام الحشيش.