يمكن الحديث عن الولادة المبكرة عندما يولد الطفل قبل اكتمال 37 أسبوعا من الحمل، وتحديدا قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الولادة المقدر للطفل.
وحسب منظمة الصحة العالمية يولد حوالي 15 مليون طفل سنوياً قبل الموعد المحدد للولادة، أي بمعدل مولود واحد من كل 10 مواليد. وتؤدي مضاعفات الولادة المبكرة إلى وفاة ما يقارب مليون طفل سنوياً، في حين يواجه العديد من الأطفال الذين ظلوا على قيد الحياة عجزا ومشاكل صحية طويلة أو قصيرة الأمد.
وأشارت أبحاث مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى انخفاض معدلات المواليد المبكرة بين سنة 2007 وسنة 2014، ويرجع هذا الانخفاض، نسبيا، إلى انخفاض عدد الولادات في صفوف الأمهات في سن المراهقة، في حين ارتفع معدل المواليد المبكر للسنة الخامسة على التوالي سنة 2019.
ويعود سبب التفاوت الحاصل في معدلات الوفاة والبقاء على قيد الحياة حسب منظمة الصحة العالمية، إلى البيئة التي يولد فيها الطفل، حيث يموت نصف المواليد الذين يولدون قبل موعد الولادة بشهرين في البلدان منخفضة الدخل، وذلك نتيجة غياب الرعاية الصحية، ودعم الرضاعة الطبيعية والمشكلات التنفسية، في حين يبقى المواليد تقريبا على قيد الحياة في البلدان مرتفعة الدخل.
لمعرفة المزيد عن علامات اقتراب الولادة إليك هذا المقال: هذه 7 علامات تدل على اقتراب الولادة!
أسباب الولادة المبكرة
لا يمكن تحديد سبب الولادة المبكرة في كثير من الأحيان. مع ذلك، تشمل الأسباب الشائعة للولادة المبكرة:
-
1. ولادة مبكرة في حمل سابق
تواجه النساء خطرا متزايدا من احتمال الولادة المبكرة إذا كانت قد خضعت لولادة مبكرة في حمل سابق، حيث أثبتت دراسة أن النساء اللواتي وَلدن قبل الأوان في حمل سابق معرضات لخطر أكبر للولادة قبل الموعد المحدد مجددا.
-
2. فترة قصيرة بين الحمل
يزيد الحمل قبل 18 شهراً بعد ولادة آخر طفل من خطر الولادة المبكرة. وكلما طال وقت الانتظار، قَلَّ خطر حدوث ولادة مبكرة.
-
3. مشاكل الرحم
يمكن أن تشكل تشوهات الرحم أو التشوهات الهيكلية الأخرى صعوبة في حمل الجنين وحمايته، وتشمل هذه التشوهات: الرحم ذي القرنين والرحم المنفصل، وتعتبر من ضمن التشوهات الأكثر شيوعا والمسؤولة عن الولادة المبكرة.
من بين المشاكل أيضا، أنه في فترة قبل الحمل، يكون عنق الرحم مغلقا وصلبا، لكن أثناء الحمل يلين عنق الرحم تدريجيًّا، ويقل طوله وينفتح، ويمكن أن تعاني المرأة الحامل من العنق القصير عندما يبدأ الرحم في الانفتاح في مرحلة مبكرة جدا وهو ما يتسبب في حدوث ولادة مبكرة.
-
4. الأمراض المزمنة
ترتبط الولادة المبكرة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري ومضاعفات الحمل وغيرها من الأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ.
كما يمكن أن يزيد اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل من احتمالات الإصابة بمرض السكري ومقدمات الارتعاج المتمثلة في ارتفاع ضغط الدم، وكلاهما يزيد من خطر المخاض قبل الأوان.
-
5. الحمل المتعدد
كلما ازداد عدد الأطفال أي الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم، قل احتمال إتمام الحمل حتى نهايته.
-
6. التهابات الرحم والمهبل
يعتقد الأطباء والباحثون أن العدوى سواء الموجودة في الجهاز التناسلي، مثل التهاب المهبل الجرثومي والأمراض المنقولة جنسيا مثل داء المشعرات، أو عدوى الرحم والسوائل السلوية، هي المسؤولة عن حوالي نصف الولادات المبكرة. كونها تسبب التهابا يؤدي بدوره إلى إطلاق البروستاجلاندين وهي نفس المادة التي تحفز المخاض عندما تكون مدة الحمل مكتمة، كما يمكن أن يكون لالتهابات المسالك البولية غير المعالجة نفس التأثير.
طرق الوقاية من الولادة المبكرة
لا يزال منع الولادة المبكرة يمثل تحديا لتعدد الأسباب الناتجة عنها لأن الأسباب قد تكون معقدة وغير مفهومة دائما. ومع ذلك، يمكن للنساء الحوامل اتخاذ خطوات هامة للمساعدة في الحد من خطر الولادة المبكرة، وتتمثل في:
-
1. الإقلاع عن التدخين والكحول والمخدرات
لا ترفع هذه السلوكيات من خطر حدوث إجهاض وحسب، بل تزيد أيضا من خطر ولادة الطفل مبكرا أو عند انخفاض وزن الولادة، إذ يمكن للسموم التي تعبر المشيمة أن تمنع طفلك من الحصول على الأوكسجين اللازم الذي يحتاجه للنمو.
-
2. اتباع نظام غذائي صحي
إن الحصول على جميع المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم من نظام غذائي صحي ومتوازن للحمل، لا يحافظ على صحة الجنين وحسب، بل يحفظ مدة الحمل أيضا. وقد ثبت أن كمية كافية من:
- الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في سمك السلمون، والبيض، والجوز وبذور الكتان.
- فيتامين C الموجود في الحمضيات والخضر والفواكه.
- الكالسيوم المتواجد في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
يمكن لهذه الفيتامينات والمعادن أن تحد من خطر المخاض قبل الأوان بالإضافة إلى تعزيز نمو دماغ الطفل.
-
3. شرب الماء بشكل كاف
يساعد شرب الماء في الحفاظ على الرطوبة، وهو ما يساعد على حماية الطفل، لأن الجفاف يؤدي إلى حدوث تقلصات سابقة لأوانها، لهذا السبب يُنصح بشرب الماء بكمية كثيرة في فترة الصيام. وفي بعض الأحيان، يمنع الصوم إذا ارتفع احتمال حدوث ولادة مبكرة، لأن الصوم يؤدي إلى الجفاف وحدوث تقلصات متقطعة في الرحم.
-
4. التأكد من احتمال وجود تعفنات
تعتبر التعفنات المهبلية والتعفنات البولية من الأسباب الأكثر شيوعا، والمسؤولة أو المهدة لخطر حدوث ولادة مبكرة، ويتم الكشف عنها عند وجود أعراض، أو عن طريق تحاليل بطريقة دائمة خصوصا في الثلث الأخير من الحمل، وحتى وإن لم تكن هناك أعراض تعفنات.
وحسب مايوكلينيك للتعليم والبحث الطبي، يمكن للوقاية من خطر الولادة المبكرة اللجوء إلى:
-
5. مكملات البروجسترون
يمكن تقليل خطر الولادة المبكرة بواسطة مكملات البروجسترون، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي تعرضن لولادة مبكرة في حمل سابق، أو يعانين من عنق رحم قصير.
بالإضافة إلى استخدام أدوية تكبح وتمنع استمرار تقلصات عضلة الرحم ومن تم منع حدوث تغيرات في عنق الرحم وهي الأدوية التي تمنع تقلصات العضلة، كما هناك أدوية تؤثر على مستقبلات هرمون الأوكسيتوسين الذي يعمل على تقلص عضلات الرحم.
-
6. تطويق عنق الرحم
يتم إجراء هذه العملية الجراحية أثناء الحمل للنساء اللاتي تعانين من عنق رحم قصير، أو قمن من قبل بتقصير عنق الرحم من مما أدى إلى حدوث ولادة مبكرة، وتتم في هذه العملية خياطة عنق الرحم جيدا بواسطة غرز قوية من أجل تقوية عنق الرحم، وتتم إزالة هذه الغرز عندما يحين وقت الولادة.
تدقيق علمي: د. فاطمة الزهراء أوعمو، أخصائية في طب النساء والتوليد.