ما هو الورم الحليمي ؟

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV-Human Papillomavirus) هو عدوى فيروسية تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، متسببة في ظهور ثآليل على يدي وقدمي ووجه الشخص المصاب.

يشمل فيروس الورم الحليمي البشري أكثر من 100 نوع، وتؤثر حوالي 30 سلالة منه على الأعضاء التناسلية للشخص الذي انتقلت إليه العدوى، بما في ذلك المستقيم والشرج والمهبل وعنق الرحم والقضيب وكيس الصفن.

ينتشر فيروس الورم الحليمي البشري عادة عن طريق الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي، تعتبر بعض أنواع عالية الخطورة وتسبب مضاعفات صحية خطيرة، في حين يهاجم الجهاز المناعي أنواعا أخرى دون التسبب في أعراض أو مضاعفات صحية خطيرة. 

اقرأ أيضا: 8 من أنواع الأمراض المنقولة جنسيا: الخطيرة منها والقابلة للعلاج

أنواع فيروس الورم الحليمي

يمكن تقسيم الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المنقول جنسيا إلى نوعين حسب معدل خطورة كل منهما، وهما كالتالي:

أولا: أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المنخفضة الخطورة

تُعرف إحدى أنواع فيروس الورم الحليمي البشري بمنخفضة الخطورة لأنها لا تتسبب في مضاعفات صحية. وعلى الرغم من أنها تتسبب في ظهور ثآليل في الفم والحلق والشرج والأعضاء التناسلية لكل من الرجال والنساء إلا أنها لا تتسبب في المعاناة من أمراض خطيرة أو مزمنة.

ثانيا: أنواع فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة 

تشير أنواع فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة، إلى الأنواع المسببة للإصابة بالسرطان، وذلك نتيجة عدم قدرة الجهاز المناعي على مهاجمة العدوى الفيروسية، التي قد تتسبب في حدوث تغيرات في الخلايا في حالة عدم علاجها بحيث تصبح الخلايا سرطانية وتزداد الإصابة سواء مع مرور الوقت.

يمكن أن تتسبب هذه الأنواع الفيروسية في الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات، من بينها السرطانات التي تصيب النساء كسرطان عنق الرحم الذي يعتبر أكثرهم شيوعا، ثم سرطان الثدي، بالإضافة إلى السرطانات التي قد تصيب كلا من الرجال والنساء كسرطان الشرج، والرأس والرقبة.

أعراض فيروس الورم الحليمي البشري

قد لا تظهر أعراض فيروس الورم الحليمي البشري على المصابين عادة خاصة إذا اختفت من تلقاء نفسها ومن دون تلقي العلاج، كما أن الأعراض قد لا تظهر إلا بعد استمرار العدوى لأشهر أو سنوات، أي بعد تسببها في مضاعفات صحية خطيرة، باستثناء الثآليل التي قد تظهر على المصابين حتى مع عدم خطورة الإصابة لديهم.

يمكن أن تتسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التي تتطور إلى الإصابة بإحدى السرطانات، في ظهور أعراض خاصة على مستوى الأعضاء التناسلية. بحيث قد تظهر على الجسم آثار للحكة والنزيف والألم والتورم. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا ظهور ثآليل في الأعضاء التناسلية حول المهبل أو القضيب أو فتحة الشرج أو منطقة الفخذ، وتُعرف بالثآليل التناسلية التي تعتبر معدية بدورها وحاملة للفيروس وتسبب الحكة والحرقان والألم.

يمكن أن يعاني المصاب من تشكل ثآليل أخرى على اليدين والأصابع والمرفقين وتُعرف بالثآليل الشائعة، أو ظهور ثآليل على القديمن وتُعرف بالثآليل الأخمصية، أو على مستوى الوجه والرقبة وتُعرف بالثآليل المسطحة.

قد لا تظهر الإصابة بالفيروس أعراضا لدى المصابين بسرطان عنق الرحم، لذلك، يُنصح بإجراء فحص لسرطان عنق الرحم للتأكد من احتمال الإصابة به من عدمه.

كيف ينتشر فيروس الورم الحليمي البشري؟

ينتقل أو ينتشر فيروس الورم الحليمي البشري نتيجة الممارسة الجنسية المهبلية أو الشرجية أو المهبلية مع شخص حامل للفيروس، ويمكن أن تنتشر هذه العدوى الفيروسية حتى مع عدم ظهور علامات وأعراض الإصابة بالفيروس، والتي قد تظهر حتى بعد سنوات أو أشهر من حمل الفيروس.

الأمراض المتصلة بفيروس الورم الحليمي البشري

يمكن أن تتسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي غير المعالج أو الذي لم يستطع الجهاز المناعي مهاجمته، بالعديد من الأمراض فبالإضافة إلى الثآليل التي تتشكل على مستوى الأعضاء التناسلية والفم والحلق، يمكن أن يعاني الشخص الحامل للفيروس من أنواع متنوعة من السرطانات، منها سرطان عنق الرحم الذي يعتبر أكثر شيوعا أو السرطانات الأخرى النادرة التي تصيب الأعضاء التناسلية، كسرطان الشرج أو سرطان القضيب أو سرطان المهبل أو سرطان الفرج أو سرطانات الرأس والعنق والحنجرة.

عادة ما تظهر أعراض الإصابة بهذه السرطانات حتى يصل السرطان إلى مراحل متأخرة، كما أن الثآليل لا تعتبر دليل على الإصابة بالسرطان، إذ يمكن أن تظهر ثم تختفي بعد مهاجمة الجهاز المناعي للفيروس.

كيف يتم الكشف عن الورم الحليمي البشري؟

نظرا إلى أن أعراض الإصابة بهذا الفيروس لا تظهر دائما أو لا تظهر بشكل سريع إلا بعد ظهور وتشكل الثآليل التناسلية أو ظهور أعراض الإصابة بالسرطان، أو عند إجراء النساء لاختبار عنق الرحم الذي قد يشير إلى إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم، فمعظم الناس لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس.

بعد ظهور إحدى هاته الأعراض، يمكن للطبيب أو الأخصائي الكشف عن الإصابة بالورم الحليمي البشري بمجرد فحص الثآليل المتكونة على جسم الشخص، وتشمل الاختبارات التي تمكّن من الكشف عن التغيرات التي تحدث خلايا الجسم أو الخلايا غير الطبيعية التي قد تكون ناتجة عن الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري ما يلي:

  • مسحة عنق الرحم

لا يوجد فحص دم يثبت الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لذلك يُلجأ إلى مسحة عنق الرحم للكشف عن التغيرات في الخلايا في عنق الرحم أو المهبل، أو الخلايا المحتمل كونها سرطانية والتي تؤدي عادة إلى الإصابة بالسرطان في حالة عدم علاجها. ويمكن إجراء هذا الاختبار للنساء بين 25 و64 سنة، للكشف عن احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم وعلاجه والوقاية منه.

مسحة عنق الرحم: ما دورها؟ متى يجب القيام بها؟ وكيف يتم ذلك؟ إليكم توضيحات البروفيسور سميرة الجلولي

  • اختبار الحمض النووي

يمكن اللجوء إلى اختبار الحمض النووي إلى جانب مسحة عنق الرحم للكشف عن الإصابة بأنواع فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة.

  • تنظير المهبل

يمكن أن يساعد التنظير المهبلي أيضا في الكشف عن الخلايا غير الطبيعية المتكونة في عنق الرحم، وهو الأمر الذي يستلزم إزالتها إن وُجدت لإجراء المزيد من الاختبارات للتأكد مما إذا كانت تحمل آثارا سرطانية أم لا.

  • اختبار محلول الخل 

ويُعرف أيضا بحمض الخليك، ويعتبر من ضمن الاختبارات المساعدة في الكشف عن الإصابة بالفيروس من خلال وضع هذا المحلول على عنق الرحم، والذي يحول الخلايا غير الطبيعية إلى اللون الأبيض ليسهل على الأخصائي التعرف عليها.

يمكن أن تكشف هذه الاختبارات عن سلالات وأنواع الفيروس عالية الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطانات معينة في حالة عدم علاجها، كسرطان عنق الرحم الذي يعتبر أكثر شيوعا من أنواع السرطانات الأخرى التي تصيب الأعضاء التناسلية والشرج والمستقيم.

علاج عدوى فيروس الورم الحليمي البشري

يمكن أن يتخلص الجهاز المناعي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لكن، في حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على التصدي له، فإن أعراضه أو الثآليل المصاحبة للإصابة به قد تختفي وتتشكل من جديد على جسم الشخص في ظل عدم وجود علاج فعال للعدوى. لذلك، ينصح الطبيب عادة بالاستمرار في إجراء الاختبارات من حين لآخر لمتابعة تطور الأعراض ثم مدى تسبب الفيروس في إحداث تغييرات في الخلايا. 

وتشمل العلاجات التي قد ينصح به الأخصائي:

  • علاج الثآليل

يمكن التخلص من الثآليل التناسلية أو أنواع الثآليل الأخرى المتكونة على الجلد من خلال العديد من الإجراءات، أهمها اتباع الأدوية الموصوفة أو الكريمات الطبية للقضاء على الثآليل، أو من خلال تجميد هذه الثآليل وتدمير الخلايا غير الطبيعية باعتماد النيتروجين السائل، أو استئصالها جراحيا أو حرقها باستخدام الكي الكهربائي، أو اللجوء إلى العلاج بالليزر لتدمير الثآليل أو الخلايا غير الطبيعية. 

يعتبر هذا الخيار العلاجي مؤقتا وحسب نظرا لاحتمال عودة الثآليل من جديد، لكون هذه العلاجات تقضي على أعراض الفيروس وحسب ولا تقضي على الفيروس.

علاج خلل التنسج وسرطان عنق الرحم

يساعد فحص عنق الرحم على الكشف عن نمو الخلايا المحتمل كونها سرطانية في أنسجة عنق الرحم، ويتم علاج النساء اللائي كشف الفحص لديهن وجود خلايا محتملة التسرطن، من خلال العلاج الجراحي القائم على الاستئصال الجراحي بإزالة الخلايا والأنسجة غير الطبيعية، أو باستخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري

يمكن تقليل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري من خلال: 

  • الحصول على اللقاح المضاد للفيروس.
  • استعمال الواقي الذكري أو الأنثوي عند الممارسة الجنسية.
  • عدم ممارسة الجنس عن ملاحظة تكوُّن ثآليل تناسلية.

وينبغي اتباع النصائح التالية في منع انتشار العدوى بشكل أكبر، وتشمل:

للمساعدة في منع انتشار الثآليل:

  • تجنب لمس الثآليل من دون داع لذلك.
  • تغطية الثآليل بعد علاجها.
  • غسل اليدين بعد لمس الثآلبل.
  • تجنب الحلاقة فوق الثآليل. 
  • في حالة تكوُّن الثآليل على الأقدام، فيُنصح بارتداء الأحذية في الأماكن العامة مثل غرف تغيير الملابس أو الحمامات.
  • الحرص على عدم مشاركة الأغراض والمستلزمات الشخصية.

التطعيم  

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ينبغي أن يحصل على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري المراهقون الذكور والإناث بدءا من 9 سنوات بعد استشارة الطبيب أو الأخصائي المتببع لصحتهم، وأن يحصل على اللقاح كل من يبلغون هذا العمر إلى حدود 26 سنة. 

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بعدم تلقي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 26 للقاح، لأن فعاليته تقل لدى الفئات العمرية الأكبر من 26 سنة. 

ويمكن أن يختار الأشخاص بين 26 و45 تلقي اللقاح بعد استشارة الطبيب المعالج للتأكد من فعاليته في منع الإصابة بالعدوى. 

كما ينبغي على المرأة الحامل استشارة الطبيب قبل الرغبة في الحصول على اللقاح، إذ ينبغي على المرأة الحامل الانتظار إلى ما بعد الولادة للحصول عليه. 

التعايش مع فيروس الورم الحليمي البشري

يمكن أن تختفي عدوى فيروس الورم الحليمي البشري من تلقاء نفسها، نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للعدوى الفيروسية والقضاء عليها. لكن، قد لا تختفي أعراض العدوى إلا بعد تلقي العلاج المناسب لها، وللتعايش مع الفيروس، ينصح بتتبع نصائح الطبيب المعالج، من خلال تلقي العلاج المناسب للتخلص من الثٱليل في حالة عدم اختفائها من تلقاء نفسها، مع ضرورة إجراء الاختبارات والفحوصات الضروري من حين لٱخر للتأكد من احتمال عودتها مجددا. 

أسئلة شائعة قد تهمك

فيروس الورم الحليمي البشري هل هو خطير؟

لا تسبب جميع أنواع فيروس الورم الحليمي البشري مضاعفات خطيرة، إذ يمكن أن يختفي بعضها من دون الإصابة بأي أعراض. لكن، يمكن أن تسبب بعض الأنواع عالية الخطورة التي استمرت لفترة طويلة ولم تتم معالجتها في الإصابة ببعض أنواع السرطانات، والتي تتطور عادة بعد مرور سنوات من إصابة الشخص بلفيروس. 

كيف يعرف الرجل أنه مصاب ب HPV؟

لا يوجد فحص أو اختبار روتيني لكشف احتمال إصابة الرجل بفيروس الورم الحليمي البشري، كما أن الرجل المصاب بالفيروس لا تظهر عليه أية أعراض، لأن العدوى تختفي من دون علاج، لكن، يمكن أن تتشكل ثٱليل على مستوى الفم والحلق أو على مستوى القضيب أو كيس الصفن أو الشرج. وتعتبر الثٱليل من أهم الأعراض التي تشير إلى أن الرجل قد يكون حاملا للفيروس.