انتشرت على نطاق واسع فكرة مفادها أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على الصحة النفسية لمستخدميها، وأشارت بعض الدراسات إلى أن بعض الشباب قد يعانون من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ربطت دراسات أخرى استعمالها بقلة النوم، وضعف تقدير الذات، واحتمال ضعف الصحة العقلية.

ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يتجسد في الرغبة الملحة على استخدامها، وعدم القدرة على التحكم بهذه الرغبة، وبات الإدمان على التواصل عبر الإنترنت كأي إدمان آخر له أنماط وأنواع، مثل:

  • إدمان الألعاب.
  • إدمان المراسلة أو التسوق.
  • إدمان متابعة حسابات الآخرين المتضمنة لصور ومقاطع فيديو.

 كل هذه الأمور هي في متناول أي شخص، إلا أن الإدمان لا يكتف بالوقوف عند حد معين، بل يتطور إلى أن يوصل صاحبه إلى:

  • الاكتئاب.
  • الشعورَ بالوحدة.
  • قلة الرضا عن الحياة الواقعية.

لكن، دعونا نفند هذه النظرية بدراسة أجريت على أرض الواقع!

دراسة.. تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية:

حسب دراسة أجرتها تايلور هيفر، من جامعة بروك في سانت كاترين بكندا، فإنه “عليك تتبع نفس الأشخاص لفترة من الزمن لاستنتاج دقيق لـ تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية“، وهذا ما قامت به من خلال دراستها بالاعتماد على عينتين كبيرتين.

ركزت دراسة تايلور هيفر على مجموعتين منفصلتين من المشاركين، تتكون المجموعة الأولى من 594 مراهقا في الصف السادس و السابع و الثامن في أونتاريو بكندا، وضمت المجموعة الثانية 1132 طالبا جامعيا، وقام الفريق بمتابعة المجموعة الأصغر مرة واحدة في السنة لمدة عامين، فيما تمت متابعة الطلاب الأكبر سنا سنويًا لمدة 6 سنوات، بدء من عامهم الأول في الجامعة.

قياس أعراض الاكتئاب لدى العينتين:

ركزت الأسئلة الموجهة لهؤلاء المراهقين والطلبة على: 

  • مقدار الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع.
  • مقدار الوقت الذي يقضونه في أنشطة أخرى، مثل: 
    1. مشاهدة التلفزيون.
    2. ممارسة الرياضة.
    3. القيام بالواجبات المنزلية.

كما قام فريق الدراسة بالبحث في أعراض الاكتئاب، حيث قاموا بقياس هذه الأعراض لدى الطلاب الجامعيين، باستخدام مقياس الاكتئاب التابع لمركز الدراسات الوبائية، واستخدموا نسخة مماثلة لكن أكثر ملاءمة لعمر المشاركين الأصغر سنا.

 الاكتئاب.. دافع لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وليس نتيجة عنه!

بعد الانتهاء من جمع البيانات قام الباحثون بتحليلها وتقسيمها بناء على عمر وجنس المشاركين، وكشفت النتائج -التي تم نشرها بمجلة Clinical Psychological Science– أن:

  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لم يؤد إلى ظهور أعراض الاكتئاب لاحقا بالنسبة لكلتا المجموعتين المشاركتين!

وجد العلماء أن أعراض الاكتئاب العالية، تؤدي إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقات، وتشير هيفر إلى أن الإناث في هذا العمر، “اللواتي يشعرن بالإحباط قد يلجأن إلى وسائل التواصل الاجتماعي للرفع من معنوياتهن، وتحسين مزاجهن”.

لا داعي للخوف من وسائل التواصل الاجتماعي!

تشير نتائج الدراسة إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لا يفضي إلى الاكتئاب، وبالتالي ليس هناك من داع للقلق من تأثيرات التكنولوجيا.

إلا أن عوامل متعددة تلعب دورا مهما في كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية، مثل:

  • شخصية المستخدم.
  • الدافع خلف استخدامها.

على سبيل المثال، قد يختار بعض الشباب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي كأداة مقارنة، بينما قد يستخدمها البعض الآخر للتواصل مع الأصدقاء.

وبالتالي نستنتج أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في مستخدميها حسب الدافع وراء استخدامها، ولا تعد كل الفئات عرضة لسلبياتها وآثارها الجانبية.

 شاركنا تجربتك مع وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تلاحظ تأثيرها عليك! وكم هي الفترة التي تستطيع خلالها الانقطاع عن هذه الوسائط!