بالرغم من الانتشار والاستخدام الواسع للكلمة، إلا أنها ليست بمصطلح طبي، و لا وجود لعبارة “الانهيار العصبي” في أهم التصنيفات الطبية للأمراض النفسية المعتمدة، كالدليل التشخيصي و الإحصائي الخامس 5 MSD الذي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسي، و لا في المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض 10 DCI، كما تسجل غيابا شبه تام في أغلب المراجع الطبية العصبية والنفسية. باستثناء بعض الدراسات الفردية التي سعت لتعريفه، أهمها ما ورد في دراسة بعنوان ” التعريف التشخيصي للانهيار العصبي عند الناس العاديين ” التي وصفته على أنه اضطراب حاد مؤقت من نوع خاص واستجابة غير طبيعية للضغوطات، ويشمل أعرضا معينة، كالاكتئاب والقلق، التي تسببها عادة الإجهادات الخارجية.
علامات وأعراض الاكتئاب والقلق
من أعراض الاكتئاب: العزلة والخمول، الإحساس بالحزن وفقدان الشهية، فقدان المتعة والفائدة، زيادة الوزن أو فقدانه، وجود تفكير انتحاري مع أو بدون فكرة المحاولة، سلوكيات العدوان الذاتي. لمعرفة المزيد حول الاكتئاب، يمكنك قراءة المقال التالي: “لماذا يصعب على الشخص التعافي من الاكتئاب لوحده؟”
أما أعراض القلق فيمكن تقسيمها الى صنفين؛ أعراض جسدية (ارتفاع ضغط الدم، الدوار والغثيان، الارتعاش، تسارع دقات القلب ..)، وأعراض نفسية (فقدان الشخصية، الغربة عن الواقع ).
أسباب الانهيار العصبي
تختلف مسبباته من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى. لعل أهم هذه الأسباب ما أشارت له دراسة نشرت سنة 2000 في المجلة الرسمية للجمعية الأمريكية لعلم النفس التي ذكرت أن:
- المشاكل العاطفية كالطلاق أو الانفصال تقع في المركز الأول بنسبة 24%.
- مشاكل العمل والدراسة كالرسوب وفقدان العمل فحلت ثانيا بنسبة 17%.
- الأسباب المالية كالإفلاس وتراكم الديون ثالثا بنسبة 11%.
طرق علاج الانهيار العصبي
تختلف نوعية وطريقة علاجه من حالة لأخرى حسب حدة الانهيار، وكذا حسب السبب الكامن وراءه. إذ يستعمل الطبيب أو الأخصائي النفسي بعد تشخيص المرض وتحديد درجة حدته مجموعة من الأدوات العلاجية لمساعدة المريض على الخروج من حالة الانهيار، ولتجنب حدوثه مرة أخرى. حيث تستعمل بعض الأدوية:
- مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب،
- مزيلات القلق عند المصابين بالاضطراب القلقي،
- مثبتات المزاج في حالة الاضطراب الثنائي القطب
أما الطرق غير الدوائية فهناك:
- العلاج السلوكي المعرفي،
- التنويم المغناطيسي والعلاج التعبيري.
تبقى طرق الاسترخاء وتهدئة النفس أدوات لعلاج الانهيار العصبي البسيط غير الحاد.
طرق الوقاية من الانهيار العصبي
تقول الأخصائية النفسية جان والكرافت من جامعة بيرمنغهام في كتيب بعنوان “كيف تبني نفسك بعد الانهيار العصبي” إن بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة، قد تساعد على تجنبه، وذلك في حالة عدم وجود مرض نفسي قبلي يستوجب علاجا خاصا. وتشمل هذه التغييرات:
- ممارسة الرياضة.
- اتباع نظام غدائي صحي.
- النوم لمدة كافية.
- تقليل مستوى الإجهاد عن طريق ضبط ساعات العمل.
- الاسترخاء.
- التنفس العميق.
على الرغم أن المصطلح ليس بمصطلح طبي إلا أنه من الممكن أن يشير إلى وجود مرض نفسي عند الشخص كالاكتئاب أو القلق، لذا وجبت مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي عند المعاناة وظهور أحد أعراضه لإعطاء المشورة ولتجنب مضاعفاته.
هل سبق لك عزيزي القارئ أو لشخص من معارفك أن انتابته أعراض الانهيار العصبي السالفة الذكر، شاركنا كيف مر من الأزمة وكيف تجاوزها؟
تدقيق علمي: د. ريم رودياس