ما هو ضعف النظر؟ 

يعني ضعف البصر (Low Vision) اضطرابات في الرؤية لا يمكن علاجها بالنظارات أو الأدوية أو الجراحة أو العدسات اللاصقة، تصعب على الشخص أداء أنشطته من الصعب القيام بالأنشطة اليومية كالقيادة أو التعرف على وجوه الأشخاص أو مشاهدة الشاشات بوضوح أو القراءة.

ويمكن التمييز بين ضعف النظر وفقدان النظر باعتماد هذين الصنفين: 

  • ضعف البصر الجزئي: تترواح فيه الرؤية من 20/30 إلى 20/60، وتتميز فيه هاته الدرجات بالفقدان الخفيف إلى متوسط في الرؤية، وبين 20/200، وهي الدرجة التي تمثل ضعفا حادا وشديدا في الرؤية.
  • العمى: ويحدث للشخص الذي شخص لديه رؤية لا يمكن تصحيحها إلى أفضل من 20/200 أو يعاني من درجة رؤية أقل من 20.

 أنواع ضعف النظر

1. فقدان الرؤية المركزية (Loss of central vision)

ويتميز بعدم القدرة على رؤية الأشياء المقابلة لمركز الرؤية، حيث يجعل الرؤية ضبابية أو على شكل نقطة عمياء، من دون التأثير على الرؤية الجانبية. يتسبب فقدان الرؤية المركزية في عدم قدرة الشخص على القراءة أو التعرف على وجوه الأشخاص.

2. فقدان الرؤية المحيطية (Peripheral vision loss)

يتميز بفقدان الرؤية الجانبية أي من زوايا العينين، بحيث لا يستطيع الشخص رؤية أي شيء في جانبي العين أو أعلى أو أسفل مستوى العين، لكن من دون التأثير على الرؤية المركزية أو الرؤية الأمامية.

3. رؤية مشوشة أو ضبابية (Blurry or hazy vision) 

مع عدم وضوح وضبابية الرؤية، يكون مجال النظر القريب والبعيد وكأنه مغطى بضباب لحجب الرؤية، ويكون النظر مشوشا حتى مع استخدام النظارات.

4. حساسية الضوء (Glare light sensitivity)

يمكن للشخص أن يعاني من ضعف البصر، نتيجة حساسيته الشديدة من الضوء، وتحدث عندما يفوق مستوى الضوء القدرة البصرية للشخص مما يؤدي إلى رؤية صور باهتة بالإضافة إلى الإحساس بالألم والانزعاج من مستوى الضوء.

5. العمى الليلي (Night blindness)

ويتميز بعدم القدرة على الرؤية في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة أو الخافتة، وهو ما يتسبب للأشخاص المصابين به بعدم القدرة على الرؤية ليلا في الخارج أو في الأماكن التي تعتمد الإضاءة الخافتة كالمسارح أو السينما.

أعراض ضعف النظر

يعتبر العرض الشائع لضعف النظر هو عدم قدرة الشخص على الرؤية الواضحة والكافية لأداء أنشطته ومهامه اليومية، حتى مع الاستخدام الصحيح للنظارات أو العدسات اللاصقة أو العلاجات الطبية كالأدوية والجراحة، وتشمل الأنشطة التي قد يواجه صعوبة فيها: 

  • القراءة والكتابة.
  • استخدام الأجهزة الإلكترونية.
  • التعرف على وجوه الأشخاص.
  • القيادة والتسوق.
  • رؤية الأشياء الصغيرة كالمفاتيح.

ما العلاقة بين أعراض ضعف النظر والصداع؟ 

يعرف الصداع الناتج عن ضعف النظر أو اضطرابات الرؤية بالصداع النصفي العيني أو البصري (Ocular migraine)، وينتج عن نوعين من الصداع:

1. هالة الصداع النصفي (Migraine aura) 

تتسبب هالة الصداع النصفي في إضعاف الرؤية، تعتبر مدته قصيرة ويمكن أن يحدث مع الصداع أو من دونه متسببا في عرقة العديد من الأنشطة اليومية، وبالإضافة إلى آلام الصداع فإنه يكون مصحوبا بتغيرات في الرؤية، ومن أعراض ضعف النظر رؤية:

  • ومضات من الضوء.
  • بقع أو نجوم متلألئة.
  • بقع ضبابية أو عمياء.

2. الصداع النصفي الشبكي (Retinal migraine)

يشير الصداع النصفي الشبكي إلى نوبات قصيرة من العمى بالإضافة إلى التغيرات البصرية التي تحدث في عين واحدة فقط قبل أو أثناء فترة الصداع النصفي، تحدث لفترات قصيرة ولا تكون ضارة في أغلب الأحيان، ويمكن أن تشمل أعراضه:

  • الصداع.
  • ضعف الرؤية.
  • فقدان جزئي أو كلي للرؤية في عين واحدة قد يستمر بين 10 إلى 20 دقيقة. 
  • ضبابية الرؤية.
  • رؤية ومضات من الضوء.

هل ضعف النظر خطير؟ 

يمكن أن يؤثر ضعف النظر في مختلف جوانب حياة الشخص، من ذلك قدرته على رؤية العالم بوضوح وهو ما قد يتسبب في العديد من المضاعفات، من ذلك:

  • فقدان الاستقلالية وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
  • ارتفاع خطر السقوط والإصابة بكسور.
  • عدم القدرة على الاعتناء بالنفس في حالة الإصابة بالأمراض.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف النظر؟ 

ترتبط أسباب ضعف النظر بالعديد من الاضطرابات الصحية التي تؤثر على صحة العين، وتشمل الحالات الأكثر شيوعا: 

1. الضمور البقعي (Macular degeneration) 

ويُعرف أيضا بالتنكس البقعي وهو تدهور يحدث على مستوى الشبكية وهي البطانة ذات الحساسية للضوء، الموجودة في مؤخرة العين والمسؤولة عن رؤية العين المركزية وعن وضوح الرؤية. يمكن أن يؤدي هذا التدهور إلى ضعف البصر نتيجة عدم وضوح أو ضبابية الرؤية.

2. إعتام عدسة العين (Cataracts) 

هو التغيّم الجزئي أو الكلي لعدسة العين، هذا التغيم عبارة عن غشاوة تحجب الضوء الي يصل إلى العين، وهو ما يؤدي إلى ضعف البصر الذي يمنع الشخص من ممارسة مهامه اليومية التي تحتاج دقة في الرؤية.

3. الزرق (Glaucoma)

ويُعرف أيضا بالمياه الزرقاء، تؤدي إلى إتلاف العصب البصري بالمرتبط بصحة الرؤية، وتتكون هذه المياه الزرقاء نتيجة اضطرابات في تدفق أو تصريف السوائل داخل العين، مما يسبب قلة تدفق الدم إلى العصب البصري، ويرتبط بضعف الرؤية لكونه يتسبب في ضعف الرؤية الجانبية وصعوبة الرؤية ليلا.

4. اعتلال الشبكية السكري (Diabetic retinopathy)

يعتبر من إحدى مضاعفات داء السكري المسبب لتلف الأوعية الدموية في شبكية العين نتيجة تسرب فروع صغيرة من الأوعية الدموية في الشبكية وهو ما يؤدي إلى اضطرابات في الرؤية وقد يصيب الشخص بالعمى أيضا.

5. التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis pigmentosa)

يتسبب هذا الالتهاب في التأثير في قدرة الشبكية على التقاط الصور ليلا، كما يقلل من قدرة الشخص على الرؤية من خلال الزوايا الجانبية، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف كلي في الرؤية.

6. إصابات الدماغ

يمكن أن يتعرض الشخص لضعف في البصر في مرحلة متقدمة من حياته نتيجة التعرض لإصابة على مستوى الرأس أدت إلى تلف الدماغ أو السكتة الدماغية، وتشمل أعراضه انخفاض القدرة على الرؤية وضعف التمييز بين الصورة والحساسية من الضوء. 

اقرأ أيضا: أمراض خطيرة عند الأطفال يمكن الكشف عنها من خلال شكل العينين

تشخيص ضعف البصر

لتشخيص ضعف البصر، يجري الطبيب فحصا كاملا للعين معرفة المشاكل والاضطرابات التي تصيب العين وتحد من قدرة الشخص على الرؤية، ويشمل هذا التشخيص: 

  • التحقق من القدرة على قراءة الأحرف والأرقام القريبة والبعيدة لتحديد مستوى النظر وعمق النظر المركزي والجانبي أيضا.
  • استخدام قطرات العين لتوسيع حدقة العين معرفة المشاكل الصحية المسببة لضعف الرؤية. 
  • توجيه الأضواء الساطعة إلى العينين للتأكد من معاناة الشخص من حساسية الرؤية.

طرق علاج ضعف النظر 

عادة ما يكون ضعف النظر غير القابل للتصحيح بالنظارات الطبية أو الأدوية أو الجراحة دائما وغير قابل للعلاج لاستعادة الرؤية الصحيحة، باستثناء اعتلال الشبكية السكري الذي يتم علاجها لاستعادة أو الحفاظ على الرؤية الصحيحة. لكن، هناك العديد من الأجهزة أو المساعدات البصرية التي يستخدمها الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر لتسهيل ممارسة مهامهم اليومية والوقاية من التدهور المضاعف للرؤية، وتشمل هذه الأجهزة:

  • عدسات مكبرة مثبتة على النظارات: تُركب العدسة المكبرة على النظارات أو على عصابة الرأس لتسهيل القيام بالمهام اليومية.
  • تلسكوبات محمولة أو مثبتة على النظارات: تساعد هذه التلسكوبات على الرؤية لمسافة بعيدة قليلا، كالقراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز.
  • المكبرات البصرية المحمولة: تستخدم هذه المكبرات للاستعمال اليومي، كقراءة البطاقات أو الملصقات.
  • التكبير الإلكتروني: وهو عبارة عن نظام مثبت على الرأس لتكبير الصور خلال مسافة بعيدة أو قريبة مع تعديل درجة سطوع الضوء لتسهيل الرؤية على المستخدم.

نصائح منزلية للوقاية من ضعف البصر 

للوقاية من ضعف البصر أو فقدانه، ينصح باتباع الإرشادات والنصائح التالية:

1. الخضوع لفحص شامل للعين

يمكن أن يساعد الفحص الشامل للعين للتأكد من مدى حاجتك إلى استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية، بالإضافة إلى التأكد من قابليتك للإصابة بأمراض العيون الشائعة المسببة لضعف النظر وعلاجها كالجلوكوما وأمراض العين السكري والتنكس البقعي المرتبط بالعمر.

2. الحفاظ على مستويات السكر في الدم

يمكن أن يسبب اضطراب مستويات السكر في الدم في حدوث مشاكل صحية على مستوى الرؤية، لذلك يًنصح باستمرار بالتأكد من توازن مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى التحكم في نسبة السكر في الدم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من داء السكري والحفاظ على وزن صحي للوقاية من المضاعفات الصحية للسمنة.

3. تناول الأطعمة المعززة لصحة النظر

يمكن أن يساهم اتباع نظام غذائي صحي في تعزيز صحة العينين والوقاية من فقدان أو ضعف البصر، وتشمل الأطعمة المعززة لذلك الخضار الورقية، والفواكه والخضروات، ثم الأسماك الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية. 

4. التوقف عن التدخين

يمكن أن يتسبب التدخين في إحداث ضرر بشبكية العين المساعدة على الرؤية، وقد ارتبط التدخين بإتلاف العصب البصري، وبارتفاع خطر الإصابة بالضمور البقعي أو التنكس البقعي المرتبط بالعمر، بالإضافة إلى إعتام عدسة العين.

إمداد العينين بالراحة

يُنصح دائما بالتوقف عن استعمال الأجهزة الإلكترونية لإراحة العينين، بالإضافة إلى استخدام بعض التمارين لتحريك عضلات العين ووقايتها من التعب، من ذلك الاشتغال لمدة 20 دقيقة في جهاز إلكتروني ما ثم تسريح العينين من خلال النظر بعيدا حوالي 20 قدما أي حوالي 6 أمتار لمدة 20 ثانية، ويسمى هذا التمرين بقاعدة 20.20.20.

اقرأ أيضا: هل تستعمل الحاسوب بكثرة في العمل؟ هذه نصائح مهمة جدا لتفادي جفاف العين على المدى الطويل!