الإدمان يغير نظام الدوبامين في الجسم، كيف ذلك؟

تشير معظم الأبحاث حول الإدمان إلى أنه ينشط مناطق في الدماغ مرتبطة بالتحفيز والمكافأة؛ وتحديدا تغييره لنظام الدوبامين في الجسم.

عندما يستخدم الشخص المصاب بالإدمان على الأفلام الاباحية هذه المادة، في البداية أو يكررها مرات عديدة، فإنه يتلقى اندفاعا شديدا للدوبامين، مما يتسبب في الشعور بالسعادة والتحفيز. بمرور الوقت، قد ينتج الجسم كمية أقل من الدوبامين، مما يدفع الشخص إلى إعادة نفس السلوك وهو مشاهدة الأفلام الاباحية لتنشيط نظام الدوبامين من جديد مع عودة الدماغ إلى حالته الطبيعية وهو ما قد يؤدي إلى الإدمان.

تأثير الأفلام الإباحية على الدماغ

تركز العديد من دراسات الإدمان على ما يشار إليه بدائرة المتعة والمكافأة أو التحفيز، والناقلات العصبية المقابلة لها؛ وهي مواد كيميائية مسؤولة عن الاتصال بين الخلايا العصبية. الدوبامين هو أحد النواقل العصبية التي يتم تحديدها بشكل متكرر على أنها مركزية للإدمان. 

أظهرت دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، أن الإدمان على غير المخدرات مثل القمار، والأكل بنهم، والأنشطة الجنسية تؤثر على وظائف المخ بطرق مشابهة لإدمان الكحول والمخدرات.

الآثار النفسية لاستخدام الإباحية

حسب مراكز الإدمان الأمريكية، يشير 9% تقريبا من المشاهدين إلى أنهم غير قادرين على الامتناع عن مشاهدة المواد الإباحية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية التي قد يواجهها المستخدم، وتشمل:

  • انخفاض الوظيفة المعرفية: أقر أكثر من نصف الرجال بأن استخدامهم للمواد الإباحية قد تسبب لهم في مشاكل في الحياة، حيث يعاني الغالبية من تداعيات نفسية وسلوكية.
  • الاكتئاب: نتيجة الشعور بالذنب والقلق بعد استخدام المواد الإباحية أو مشاهدتها.  
  • القلق: قد تساهم العوامل الشخصية مثل الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب أو التوتر بين الأشخاص في سهولة التكييف لتجارب مثل الإباحية، بهدف تغيير السلوك والمزاج السلبي. 
  • انخفاض القدرة على التحكم أو اتخاذ القرار أو السيطرة على السلوكيات الاندفاعية. 

هل لإدمان الأفلام الإباحية أعراض سلوكية ونفسية؟

ما يفصل إدمان الإباحية عن الاهتمام الشديد بالإباحية هو العواقب السلبية للسلوك. مع إدمان المواد الإباحية، يقضي الشخص وقتا مفرطا في مشاهدة الأفلام الإباحية بدلا من التفاعل مع الآخرين أو إكمال المهام المهمة، ويستمر السلوك حتى لو كان يضر بالحياة المهنية أو العلاقات أو الحالة الصحية، وتشمل أعراض الإدمان الشائعة:

  • الرغبة الشديدة في مشاهدة المواد الإباحية وعدم القدرة على التحكم فيها.
  • عدم إكمال المهام الرئيسية في العمل أو المدرسة أو المنزل أو التخلي عن المحاولة.
  • ملاحظة أن وقت مشاهدة المواد الإباحية يتزايد باستمرار.
  • الشعور بالخجل والذنب والاكتئاب تجاه مشاهدة المواد الإباحية.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالجنس دون مشاهدة المواد الإباحية.
  • انخفاض الرضا الجنسي مع الشركاء في حالة عدم وجود مواد إباحية.

الحلول المتاحة لعلاج إدمان المواد الإباحية

نظرا إلى أن العديد من الباحثين لا يعتقدون أن إدمان المواد الإباحية هو حالة طبية حقيقية، فقد يشعر بعض الأطباء والمستشارين بعدم ضرورة العلاج، لكن يمكن أن يستفيد الأشخاص من معالجة مشكلات أخرى، مثل مشاكل العلاقات أو العار الجنسي أو الاكتئاب. قد تتضمن بعض استراتيجيات العلاج:

  • العلاج النفسي: يمكن أن يساعد هذا العلاج الشخص على فهم علاقته بالإباحية، وتحديد الاحتياجات الجنسية غير الملباة، ووضع استراتيجيات للتعامل مع الضيق النفسي وتطوير آليات تأقلم فعالة لتغيير العلاقة بالمواد الإباحية.
  • استشارات العلاقات: يمكن أن تساعد استشارات الأزواج الشركاء في التحدث عن حياتهم الجنسية، وتحديد ما إذا كان للإباحية تأثير على مستوى الرضا عن علاقتهم لتنمية ثقة أكبر.
  • الأدوية: في بعض الأحيان يستخدم الشخص المواد الإباحية للتعامل مع حالة أخرى، قد يساعد الدواء في علاج المشكلة الأساسية مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري.
  • تغييرات في نمط الحياة: يستخدم بعض الأشخاص المواد الإباحية بدافع الملل أو الإرهاق. قد ينطوي أسلوب الحياة الأكثر صحة على قضاء ساعات أقل على الكمبيوتر.
  • مجموعات الدعم: يجد الكثير من الناس القوة في التحدث إلى الآخرين الذين لديهم خبرة مباشرة مع نفس المشكلة.

يمكن أن يصبح إدمان المواد الإباحية قوة مدمرة إذا لم يتم علاجه، مما قد يؤثر في جودة العلاقة، وانخفاض الرضا الجنسي وتدني احترام الذات، لذلك، من الضروي اللجوء إلى العلاج باختيار معالج يفهم المشاكل المرتبطة بالحالة الشخصية ويمكنه التعامل معها.