حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، كان أول ظهور لفيروس نقص المناعة البشرية HIV في إفريقيا،  حيث قفز من الشمبانزي إلى البشر منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما اصطاد البشر الشمبانزي للحصول على اللحوم وتلامس مع دمائهم المصابة. كان يطلق على هذه النسخة من الفيروس “فيروس نقص المناعة القردي simian immunodeficiency virus. 

عند الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV، يقتل الفيروس خلايا CD4، وهي الخلايا المناعية التائية. والتي تقدر لدى البالغين الأصحاء بـ 500 إلى 1600 لكل مليمتر مكعب.

ومع استمرار قضاء فيروس نقص المناعة البشرية على الخلايا CD4، يصبح الجسم عرضة لأنواع مختلفة من الأمراض والسرطانات.

قبل الإصابة بالإيدز وهي المرحلة الثالثة من تقدم فيروس نقص المناعة البشرية، يمكن لعلاج HIV أن يبطئ أو يمنع تطور المرض. عند الإصابة بـالإيدز يصبح عدد الخلايا التائية 200 لكل مليمتر مكعب!

ما هي مراحل تطور فيروس نقص المناعة البشرية HIV التي تسبق تطوره ليصبح إيدز؟ تابع القراءة: 

ما هو مرض الإيدز؟

الإيدز هو مرض يصيب الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. فهو المرحلة الثالثة والأكثر تقدمًا من مراحل فيروس نقص المناعة البشرية. 

إذا كنت مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية ولم تتلقى العلاج المناسب، فقد يتقدم بك المرض عبر المراحل التالية:

  • المرحلة الأولى: عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة Acute HIV Infection

خلال هذه المرحلة يكون لدى المريض كمية كبيرة من الفيروس في دمه، ويكون معد للغاية، أما الأعراض فتكون شبيهة بأعراض الانفلونزا. 

  • المرحلة الثانية: العدوى المزمنة Chronic Infection

خلال مرحلة العدوى المزمنة يستمر فيروس نقص المناعة البشرية في التكاثر، ويكون نشطا، أي أن المريض لا يزال ناقلا للعدوى على الرغم من احتمال اختفاء الأعراض.

في حال عدم أخذ العلاجات على النحو الموصوف قد تستمر هذه الحالة لسنوات وتتقدم إلى المرحلة الموالية (الإيدز) بشكل أسرع.

  • المرحلة الثالثة: متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)

هي آخر وأشد مرحلة من فيروس نقص المناعة البشرية. خلالها يحمل الشخص حمولة فيروسية عالية ويمكنه نقل العدوى للآخرين بسهولة.

يدخل الإيدز نفسه في الحمض النووي للخلايا، لذلك هو حالة تستمر مدى الحياة ولا يوجد دواء يقضي عليها.

لا يوجد علاج حاليًا لمرض الإيدز، وبدون علاج، يبلغ متوسط ​​العمر المتوقع بعد التشخيص حوالي 3 سنوات.

من هم الأكثر عرضة للإيدز؟

عدوى الإيدز أو نقص المناعة البشرية يمكنها الانتقال لأي شخص كيفما كان عرقه أو المكان الذي يعيش به.

 ومع ذلك، فإن مجموعات معينة من الناس تعتبر أكثر عرضة للإيدز من غيرهم بسبب عوامل معينة، بما في ذلك المجتمعات التي يعيشون فيها، وسلوكياتهم الخطرة. فيما يلي عوامل خطر الإصابة بالإيدز:

  • الأشخاص الذين لديهم شريك حالي أو سابق مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الأشخاص المصابون بمرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي (STD)، أو التهاب الكبد B أو التهاب الكبد C.
  • المتعاطين للمخدرات والذين يستعملون إبر مشتركة.
  • الأشخاص الذين يمارسون الجنس دون وقاية مع شخص يحقن المخدرات بمعدات مشتركة.
  • الأشخاص الذين يمارسون الجنس المحفوف بالمخاطر، مثل عدم استخدام الواقي الذكري.
  • الرجال المثليين وثنائيي الجنس.
  • الأشخاص الذين يتشاركون الألعاب الجنسية مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.
  • الأشخاص الذين تعرضوا للاغتصاب.

أعراض الإيدز

تظهر أعراض الإيدز نتيجة تدهور الجهاز المناعي، فبمجرد غزو فيروس نقص المناعة البشرية للجسم، يبدأ في تدمير الخلايا التائية المحاربة للعدوى. 

تأتي العلامات الأولى للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مشابهة في كثير من الأحيان لأعراض الأنفلونزا، مثل الحُمى، القشعريرة، تعرق ليلي، آلام العضلات، التهاب الحلق. كما أنها لا تظهر وتختفي في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وتسمى هذه المرحلة عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة.

إذا لم يتم علاجها، فإنها تصبح عدوى مزمنة بفيروس نقص المناعة البشرية. خلال هذه المرحلة لا تظهر أي أعراض. وإذا لم يتم علاجها، فإن الفيروس يضعف جهاز المناعة في الجسم  ويتطور إلى إيدز. 

الإيدز هو المرحلة المتأخرة من فيروس نقص المناعة البشرية. مع الإيدز، يتضرر جهازك المناعي بشدة، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى الانتهازية (OIs).

تحدث العدوى الانتهازية بسبب كائنات لا تسبب المرض في العادة للأشخاص الأصحاء، لكنها تؤثر على الأشخاص الذين يعانون من تلف في جهاز المناعة. 

تشمل أعراض الإيدز ما يلي: 

  • الحمى المتكررة. 
  • التعرق الليلي الغزير.
  • الإسهال لأكثر من أسبوع.
  • السعال الجاف.
  • التعب الشديد غير المبرر.
  • فقدان الوزن السريع.
  • الاكتئاب والاضطرابات العصبية.
  • فقدان الذاكرة.
  • الاتهاب الرئوي.
  • ظهور بقع حمراء أو بنية أو وردية على الجلد أو تحته أو داخل الفم أو الأنف أو الجفون.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية في الإبط أو الفخذ أو الرقبة.
  • بقع بيضاء على اللسان أو في الفم أو في الحلق.

أسباب مرض الإيدز

يمكن أن ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية بطرق مختلفة، فيما يلي أسباب مرض الإيدز:

  • ممارسة الجنس غير المحمي مع شخص مصاب بالفيروس، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشاره.
  • ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي غير المحمي.
  • ممارسة الجنس الفموي غير المحمي، لكن خطره أقل بكثير.
  • مشاركة إبر المخدرات.
  • ملامسة دم شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

لا ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية من خلال:

  • التقبيل
  • العض
  • ملامسة بشرة سليمة.
  • العطس.
  • الحمامات أو المناشف أو أدوات المائدة.
  • المراحيض أو حمامات السباحة.
  • ملامسة الحيوانات أو الحشرات مثل البعوض.

مضاعفات مرض الإيدز

الشخص المصاب بالإيدز يصبح أكثر عرضة لمجموعة واسعة من الأمراض، فيما يلي مضاعفات مرض الإيدز:

  • الالتهاب الرئوي.
  • مرض السل، هو من حالات العدوى الانتهازية.
  • الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، نوع من فيروس الهربس، يسبِّب ضررًا لعينيكَ، أو القناة الهضمية، أو الرئتين، أو الأعضاء الأخرى.
  • الْتِهابُ السَّحايا بالمُستَخْفِيات، هو عدوى شائعة في الجهاز العصبي المركزي.
  • داء المبيضات أو القلاع الفموي، حالة فطرية في الفم أو الحلق.
  • داء المقوسات، حالة دماغية يسببها طفيلي.
  • داءُ خَفِيَّاتِ الأَبواغ “كريبتوسبوريديوسيس”، وهي حالة يسببها طفيلي معوي.
  • السرطان، بما في ذلك ساركوما كابوسي (KS) وسرطان الغدد الليمفاوية.

يرتبط قصر العمر المتوقع المرتبط بالإيدز غير المعالج بالأمراض والمضاعفات السابقة الذكر، التي يسببها ضعف جهاز المناعة الناتج عن الإيدز. 

كيف يتم التشخيص؟

الطريقة الوحيدة لتشخيص إصابتك هو إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، لأن أعراض الفيروس قد لا تظهر لسنوات عديدة. تعرف على فحوصات نقص المناعة البشرية وطرق تشخيص الإيدز: 

1. اختبارات الحمض النووي (NAT)

من أجل إجراء هذا الاختبار يتم سحب عينة دم من الوريد، وهو أول الاختبارات الذي يظهر نتائج إيجابية بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

2. اختبارات المستضدات والأجسام المضادة

من أجل ظهور نتائج هذه الاختبارات، قد يستغرق الأمر من أسبوعين إلى ستة أسابيع بعد التعرض للفيروس حتى تصبح الأجسام المضادة قابلة للاكتشاف. 

يمكن اكتشاف الإصابة، نتيجة اختبار إيجابي، وتتضمن هذه الاختبارات سحب بعض الدم من الوريد. 

3. اختبارات الأجسام المضادة

الاختبارات الذاتية التي تُجرى منزليًا، هي اختبارات للأجسام المضادة، والتي تبحث عن الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في الدم أو اللعاب.

تستغرق هذه الاختبارات فترة تتراوح بين 3 و12 أسبوعًا بعد التعرض للفيروس حتى تظهر لها نتائج إيجابية.

بعد التأكد من الإصابة بالمرض، سيكون عليك إجراء مجموعة من الاختبارات لتمكين الطبيب من تحديد مرحلة المرض التي وصلت إليها: 

4. تعداد خلايا (CD4 T)

الخلايا التائية هي كرات دم بيضاء يستهدفها فيروس نقص المناعة البشرية ويدمرها. عند انخفاض تعداد الخلايا التائية المساعدة إلى أقل من 200 فهذا يعني أن المرض وصل لمرحلته الثالثة “الإيدز”.

5. الحِمل الفيروسي

يقيس هذا الاختبار تعداد الفيروس في الدم. من أجل تقليل فرصة الإصابة بالعدوى الانتهازية يجب أن يصل الحمل الفيروسي لمستويات أقل.

6. مقاومة الدواء

يتم إجراء هذا الإختبار من أجل مساعدة الطبيب على تحديد ما إذا كان نوع الفيروس مقاومًا للعلاج أم لا.

طرق العلاج

بمجرد إصابتك بالعدوى لن يستطيع جسمك التخلص منها، فليس هناك حاليًا أي علاج يشفي تمامًا من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

لكن، كلما تم التشخيص مبكرًا، يمكنك أخذ الأدوية التي تسيطر على الفيروس وتقي من مضاعفاته بشكل أسرع. وتشمل طرق العلاج ما يلي: 

العلاج المضاد للفيروسات القهقرية: يجب البدء في العلاج المضاد للفيروسات القهقرية بمجرد اكتشاف المرض، بصرف النظر عن مرحلة العدوى أو المضاعفات. يعمل هذا الدواء على حجب الفيروس من خلال تجنُّب سلالات جديدة من فيروس نقص المناعة البشرية المقاومة للأدوية، ثم تقليص الفيروس في الدم إلى أقصى درجة.

تتضمن فئات الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية ما يلي:

  • مثبطات إنزيم المنتسخة العكسية اللانكليوزيديّة: دواء يعطّل بروتينًا يحتاجه فيروس نقص المناعة البشرية لكي يتناسخ.
  • مثبطات إنزيم المنتسخة العكسية النكليوزيديّة: دواء عبارة عن نسخ معيبة من الوحدات البنائية التي يحتاجها فيروس نقص المناعة البشرية لكي يتناسخ.
  • مثبطات إنزيم البروتياز: دواء يعطِّل إنزيم البروتياز الذي يحتاجه فيروس نقص المناعة البشرية لكي يتناسخ.
  • مثبطات الإنزيم المدمج: دواء يعطل بروتين الإنزيم المدمج (إنتجريز) الذي يستخدمه فيروس نقص المناعة البشرية لإدخال مادته الوراثية في الخلايا التائية CD4.

يساعد العلاج المضاد للفيروسات القهقرية على:

  • الحفاظ على قوة جهاز المناعة.
  • تقليل فرص الإصابة بالعدوى.
  • تقليل فرص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المقاوم للأدوية.
  • تقليص فرص نقل العدوى إلى أشخاص آخرين.

الوقاية

عمل العديد من الباحثين على تطوير واحد، إلا أنهم لم يتمكنوا لحدود الساعة من التوصل إلى أي لقاح يمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.

لكن، هناك العديد من تدابير الوقاية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، من بينها: 

1. الامتناع عن ممارسة الجنس

وهو طريقة فعالة بنسبة 100% لعدم الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الجنس.

كما أنه طريقة مضمونة لمنع الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا والحمل.

2. عدم مشاركة الإبر مطلقًا

احرص على استخدام محاقن وإبر جديدة ونظيفة في كل مرة تقوم فيها بالحقن، يمكنك الحصول عليها من الصيدليات دون أي وصفة طبية.

لا تمارس الجنس عندما تكون منتشيًا بالمخدرات، فقد يجعلك ذلك تنخرط في ممارسات جنسية محفوفة بالمخاطر.

3. استخدام الواقي الذكري بالطريقة الصحيحة عند ممارسة الجنس

بالإضافة لفيروس نقص المناعة البشرية، يحمي الواقي الذكري من العديد من الأمراض الجنسية بما في ذلك السيلان والكلاميديا.

من أجل ضمان فعالية أكبر للواقي الذكري ومنعه من الانزلاق خلال ممارسة الجنس، استخدام المزلقات القائمة على الماء أو السيليكون.

4. الاستفادة من أدوية الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية “الوقاية قبل التعرض (PrEP) والوقاية بعد التعرض (PEP)”

الوقاية قبل التعرض PrEP هو دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، يكون PrEP فعال للغاية في منع العدوى نتيجة ممارسة الجنس إذا تم تناوله على النحو الموصوف.

الوقاية بعد التعرض PEP هي أدوية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في غضون 72 ساعة بعد ممارسة الجنس . 

احم طفلك من العدوى إذا كنت حاملا

من أجل حماية طفلك من فيروس نقص المناعة البشرية، احرصي على اتباع الخطوات الوقائية التالية:

  • تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية ومعالجته في وقت مبكر، من أجل منعه من الانتقال إلى طفلك.
  • إذا انخرطت خلال حملك في سلوكيات تعرضك لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فقومي بإجراء الاختبار مرة أخرى في الثلث الثالث من الحمل.
  • تشجيع شريكك على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية.
  • تناول دواء فيروس نقص المناعة البشرية على النحو الموصوف طوال فترة الحمل والولادة.
  • إعطاء طفلك دواء فيروس نقص المناعة البشرية لمدة 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة.
  • تجنب الرضاعة الطبيعية، لأن لبن الثدي يحتوي على فيروس نقص المناعة البشرية.

إذا اتبعتي كل هذه الخطوات الوقائية سيكون خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى طفلك هو 1% أو أقل.